منح المجلس التنفيذي لحزب أنجيلا ميركل الاتحاد الديمقراطي المسيحي، في وقت مبكر الثلاثاء 20 أبريل/نيسان 2021، دعمه القوي لزعيم الحزب أرمين لاشيت ليكون مرشح التحالف المحافظ لمنصب المستشار الألماني في الانتخابات الألمانية المقبلة، في محاولة لوضع حد للصراع الحاد بينه وبين منافسه زعيم حزب الاتحاد الاجتماعي المسيحي ماركوس زودر.
إذ تستعد المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، للتنحي عن السلطة وعن رئاسة الحزب خلال الصيف المقبل، بعد أن قضت 16 عاماً في الحكم، وُصفت خلالها بالمرأة "الحديدية".
تنافس حاد استمر أسبوعاً
بعد نقاشات استمرت أكثر من ست ساعات، انتهى تصويت 46 من أعضاء مجلس الاتحاد الديمقراطي المسيحي لاختيار مرشح إلى حصول أرمين لاشيت على دعم بنسبة 77,5%، وفق ما أفاد به مشاركون، بينما حصل زودر على 22,5%.
كان زودر رئيس وزراء بافاريا الذي يتمتع بشعبية أكبر من لاشيت، وفق استطلاعات الرأي، قد أعرب في وقت سابق عن استعداده لقبول قرار الاتحاد الديمقراطي المسيحي، وأنه سيتنحى "بدون امتعاض" في حال أعطى الحزبيون الكبار منافسه الأفضلية.
كما يمثل التصويت في وقت متأخر من الليل حسماً لتنافس حاد استمر أسبوعاً، وهدد التحالف المحافظ بين حزبي الاتحاد الديمقراطي المسيحي والاتحاد الاجتماعي المسيحي بالانفجار من الداخل.
قبل خمسة أشهر على انتخابات 26 أيلول/سبتمبر وخروج ميركل من السلطة بعد 16 عاماً من الحكم، أظهرت استطلاعات الرأي تراجعاً في شعبية المحافظين في الآونة الأخيرة على خلفية مواجهتهم لوباء كوفيد-19.
أرمين لاشيت حليف سابق لميركل
سبق أن حصل أرمين لاشيت، الحليف القديم لميركل ورئيس وزراء ولاية شمال الرين ويستفاليا، على دعم كبار مسؤولي الاتحاد الديمقراطي المسيحي الأسبوع الماضي، لكن زودر رفض الانسحاب، مشيراً إلى أنه يتمتع بشعبية أكبر بين الألمان إضافة إلى دعم نواب الحزبين اليمينيين له.
بينما لم تتدخل ميركل في هذا التنافس، وصرحت الأسبوع الماضي: "سأبقى خارج هذا الأمر". وقال مشاركون في النقاشات الماراثونية، الإثنين، لوسائل إعلام ألمانية إن ميركل شاركت في المؤتمر الذي عقد عبر الفيديو لكنها لم تتدخل في النقاش الدائر، وقد فسر بعض المراقبين صمتها بأنه امتناع عن دعم لاشيت.
كان زودر قد صرّح للصحفيين، الإثنين 19 أبريل/نيسان، بأن الاتحاد الديمقراطي المسيحي باعتباره "الحزب الشقيق الأكبر" له الكلمة الفصل فيمن سيتم ترشيحه لخلافة ميركل، مشدداً: "لا نريد ولن نرى انشقاقاً" بين الحزبين.
فيما أظهر استطلاع حديث أجرته هيئة الإذاعة العامة "آيه آر دي" أن 44% من الألمان يؤيدون زودر باعتباره مؤهلاً أكثر من غيره لمنصب المستشار، في حين حصل لاشيت على 15% فقط.