أمريكا تتوعَّد روسيا إذا توفّي نافالني.. وأوروبا تضغط على موسكو لإنقاذ حياة المعارض البارز لبوتين

عربي بوست
تم النشر: 2021/04/19 الساعة 06:47 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/04/19 الساعة 06:47 بتوقيت غرينتش
المعارض الروسي أليكسي نافالني - رويترز

توعَّدت أمريكا، الأحد 18 أبريل/نيسان 2021، موسكو بـ"عواقب" في حال توفي أليكسي نافالني، المعارض البارز للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في وقت يُجهز فيه حلفاؤه لاحتجاجات حاشدة في أنحاء روسيا الأسبوع المقبل، من أجل إنقاذ حياة المعارض المضرب عن الطعام، الذي حذر الأطباء من أنه قد يموت في غضون أيام.

الضغوط الغربية زادت، أمس الأحد، على روسيا، مع إعراب فرنسا عن "قلقها الكبير"، في حين طلبت برلين حصول نافالني على "العناية الطبية المناسبة"، وسط قلق أوروبي، وفقاً لما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية.

كذلك يتناول وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي قضية نافالني خلال اجتماع اليوم الإثنين، ويطالب الأوروبيون، كما يطالب الأمريكيون، بالإفراج عن نافالني.

البيت الأبيض شدد من لهجته، أمس الأحد، وحذّر مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان من أن روسيا ستواجه "عواقب" إذا توفِّي نافالني.

سوليفان قال لمحطة "سي إن إن": "فيما يتعلق بالإجراءات التي سنتخذها، نحن نبحث مجموعة من العقوبات التي قد نفرضها، ولن أفصح عنها في هذه المرحلة، لكننا أعلنا أنه ستكون هناك عواقب إذا توفي نافالني".

جاءت تصريحات سوليفان غداة اعتبار الرئيس الأمريكي جو بايدن أن المعارض الروسي يعيش وضعاً "غير عادل على الإطلاق".

أما السفير الروسي في بريطانيا أندريه كيلين، فقال لمحطة "بي بي سي"، أمس الأحد، إن المعارض نافالني "لن يموت في السجن"، مضيفاً: "بالطبع، لن يترك ليموت في السجن، لكن يمكنني القول إن نافالني يتصرف بطريقة همجية".

كيلين أضاف أن نافالني "هدفه العام من كل ذلك هو جذب الانتباه إليه بالقول إنه يعاني ألماً في يده اليسرى، وغداً في ساقه".

احتجاجات لأجل نافالني

بالموازاة مع ذلك، دعا حلفاء نافالني إلى التظاهر عند الساعة السابعة مساء (16:00 بتوقيت غرينتش) من يوم الأربعاء المقبل، تزامناً مع خطاب بوتين السنوي أمام البرلمان، الذي سيتطرق فيه إلى "أهداف" تطوير روسيا والانتخابات التشريعية المزمعة في الخريف المقبل.

ليونيد فولكوف، مساعد نافالني المقرّب منه، كتب في منشور على فيسبوك: "لم يعد هناك متسع من الوقت، حان وقت العمل. لم يعد الأمر يتعلق بحرية نافالني بل بحياته. في الوقت الحالي، يتم قتله في السجن، ولا يمكننا الانتظار أكثر من ذلك".

فولكوف أضاف: "ادعوا جميع أصدقائكم واخرجوا إلى الساحات الرئيسية، اجتمعوا في أكبر مدينة يمكنكم الوصول إليها مساء الأربعاء"، داعياً الروس إلى المشاركة في "المعركة النهائية" بين "الخير" و"الشر المطلق"، بحسب تعبيره.

تابع فولكوف أن بوتين يحظر صراحة كل نشاطات المعارضة في روسيا، "وهذا يعني أن هذا التجمع يمكن أن يكون الأخير في البلاد لسنوات مقبلة. ولكن في مقدورنا تغيير ذلك"، داعياً مواطنيه إلى "عدم الخوف بعد الآن".

وحتى أمس الأحد، سجل ما يقرب من 460 ألف شخص أسماءهم للمشاركة في التظاهرات، وكثفت السلطات ضغوطها على أنصار نافالني في الأشهر الأخيرة وأوقفت أكثر من 10 آلاف مشارك في تظاهرات نظمتها المعارضة في كانون الثاني/يناير وشباط/فبراير.

في خطوة تصعيدية أخرى، طالبت النيابة العامة الروسية، الجمعة الماضي، محكمة في موسكو بتصنيف شبكة المكاتب الإقليمية التابعة للمعارض الروسي ومؤسسته لمكافحة الفساد على أنها "منظمات متطرفة"، في خطوة من شأنها أن تؤدي إلى سجن أعضائها وحتى مؤيديها.

"أليسكي يحتضر"

كان قد ألقي القبض على نافالني في يناير/كانون الثاني الماضي، لدى عودته إلى روسيا، بعد فترة نقاهة أمضاها في ألمانيا، عقب تعرضه لعملية تسميم، اتهم موسكو بالوقوف خلفها. وقد نفت روسيا تلك الادعاءات.

حُكِم عليه بالحبس عامين ونصف العام لإدانته بتهمة انتهاك شروط إطلاق سراحه المشروط في قضية فساد سابقة، وسجن في معسكر بوكروف الواقع على مسافة 100 كيلومتر شرق موسكو، الذي يعتبر أحد أكثر السجون تشدداً في روسيا.

بدأ المعارض البالغ من العمر 44 عاماً إضراباً عن الطعام في 31 آذار/مارس للمطالبة بعلاج طبي مناسب لآلام الظهر والخدر الذي يعانيه في رجليه ويديه، والسبت الفائت قال أطباء نافالني إن صحته تدهورت بسرعة، وطالبوا مسؤولي السجن بالسماح لهم برؤيته على الفور.

طبيب القلب ياروسلاف أشيخمين حذر قائلاً: "مريضنا يمكن أن يموت في أي لحظة"، مشيراً إلى مستويات البوتاسيوم المرتفعة في دم نافالني، موضحاً أنه يجب نقله إلى العناية المركزة.

تحميل المزيد