نساء إدلب يمارسن مهناً غير مألوفة لكسب قوت يومهن.. احترفن إصلاح الهواتف والتسويق الإلكتروني

عربي بوست
تم النشر: 2021/04/18 الساعة 17:55 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/04/18 الساعة 17:58 بتوقيت غرينتش
نساء سوريات يمارسن مهنا لإعالة أسرهن

خضع العشرات من النساء السوريات اللواتي يعشن في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة السورية، لبرامج تدريبية وتكوينية، من أجل تمكينهن من كسب مهارات ومهن تمكنهن من كسب قوت يومهن وإعالة أطفالهن وأسرهن، خاصة وأن عدداً كبيراً منهم فقدن رجالهم بسبب الثورة، كما أن التغيرات الكبيرة التي طرأت على المنطقة دفعت المجتمع إلى الاعتراف كنساء ناشطات حقوقيات وعاملات أيضاً.

حسب تقرير لموقع Al-Monitor الأمريكي، الأحد 18 أبريل/نيسان 2021، فإن الوضع في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة السورية يستمر في التحسن يوماً بعد يوم، وفي ظل غياب سلطة منتظمة وفرص عمل، كان على سكان هذه المناطق إيجاد حلول بديلة لتأمين سبل عيشهم، خاصة النساء منهن، اللواتي أصبحن أكثر تمكيناً بشكل ملحوظ خلال السنوات الأخيرة من الثورة السورية. 

اعتراف ومكانة في المجتمع

قالت هالة إبراهيم، محامية وناشطة حقوقية في إدلب، لموقع Al-Monitor الأمريكي: "إن وجود المرأة في القوى العاملة مُعترف به الآن، بدأ المجتمع يتقبل فكرة أن تكون المرأة في المجتمع ناشطة حقوقية، وفي وسائل الإعلام وتحمل رسالة الثورة السورية مثل الرجل".

كما قالت إن النساء أُجبِرن على النضال من أجل مكانهن في المجتمع وبعد أن فقدن الكثير من الرجال. "كنساء، يقع على عاتقنا مسؤولية إعالة أُسرنا".

في 8 أبريل/نيسان 2021، أقامت المنظمة غير الحكومية، بارقة أمل للنساء، في إدلب حفل تخرج لتختتم تدريبها المهني للشابات على صيانة الهواتف المحمولة والتسويق الإلكتروني وإنتاج المواد الغذائية للبيع.

وأوضحت المخرجة سوزان سعيد لـ Al-Monitor أن المشروع درّب 20 شابة من إدلب، قائلة: "هذا أول مشروع اقتصادي كبير لنا. افتتحنا مركز تدريب مهني في أحد أحياء إدلب وقمنا بتدريب العديد من الممرضات، افتتحنا مركزاً في الأحياء الفقيرة في إدلب لتزويد العائلات المهمشة هناك بالخدمات دون جعلهم يسافرون من أجلها".

"بارقة أمل" النسائية

تُمكّن المرأة من الانخراط سياسياً واقتصادياً من خلال مشاريعها، وتقول سوزان بهذا الخصوص: "لقد واجهنا العديد من التحديات من المجتمع أثناء تنفيذ مشاريعنا لأن معظم مجالات العمل كانت حكراً على الرجال، ومع ذلك، ما زلنا نعمل ونحاول تغيير هذه الأفكار من خلال الحوار مع المجتمع نفسه. ونطمح إلى تمكين المرأة سياسياً بسبب افتقارها إلى التمثيل في العملية السياسية".

من جهتها، أوضحت بيان دردورة، وهي شابة أكملت التدريب على صيانة الأجهزة المحمولة، أنها شاركت "لاكتساب خبرة قد تؤمّن لها وظيفة في المستقبل".

إذ أخبرت Al-Monitor أن النساء يُفضلن إصلاح أجهزتهن على يد نساء أخريات، مستشهدة بمخاوف تتعلق بالأمان والخصوصية عندما يتعلق الأمر بالصور، على سبيل المثال.

كما أضافت بيان: "يمكنني الآن إصلاح أي عطل في الهاتف المحمول.. إننا نعيش في مجتمع محافظ حيث تفضل النساء عدم وصول الرجال إلى معلوماتهم".

وأشارت إلى أنها واجهت انتقادات بسبب حضورها الدورة، موضحة أن المجتمع يرفض العاملات. ورغم استمرار هذه التحديات، لكنها جعلت المرأة مُصرة على النجاح.

لضمان استقرار مالي

ففردوس عبدالكريم، التي أكملت التدريب في مجال التسويق الإلكتروني، قالت لموقع Al-Monitor إن الدورة ستساعدها في الوصول إلى الاستقرار المالي بالعمل عن بُعد من منزلها في إدلب.

كما ذكرت: "لقد تعلمنا أولاً كيفية إدارة المشاريع وإعداد الميزانية ثم تسويق هذا المشروع بطريقة مدرة للربح، وعلى الرغم من انتهاء تدريبنا، لا يزال بإمكاننا الاتصال بالمستشارين إذا واجهنا أي صعوبات في المستقبل".

تتفق بيان مع فردوس في أن التعليم لا يُقدر بثمن، وعلقت بيان دردورة قائلة: "يجب إقامة ورش عمل تدريبية أخرى لتوفير المعرفة اللازمة للمرأة في المجتمع السوري لضمان اكتفائها الاقتصادي الذاتي. ونطمح لتقديم دورات تدريبية مستقبلاً في قطاعات أخرى، مثل التصميم الغرافيكي على سبيل المثال".

فيما قالت المخرجة سوزان سعيد إن مركزها يعمل حالياً على مشروعه القادم لدعم استقلال المرأة في إدلب.

تحميل المزيد