طلبت موسكو من قنصل أوكراني، سبق أن احتجزته، مغادرة روسيا قبل يوم 22 أبريل/نيسان 2021، في أحدث توتر بين الدولتين الجارتين، حيث ما زالت روسيا تحشد قواتها العسكرية على الحدود، كما عززت وجود السفن الحربية في البحر الأسود.
بحسب وكالة رويترز، فقد اتهمت روسيا دبلوماسياً أوكرانياً، السبت 17 أبريل/نيسان 2021، بمحاولة الحصول على معلومات سرية، وأمرته بمغادرة البلاد قبل الوقت المحدد.
فيما قالت وزارة الخارجية الروسية في بيان إن أمراً صدر للدبلوماسي الأوكراني بمغادرة البلاد في غضون 72 ساعة، اعتباراً من 19 أبريل/نيسان.
احتجاز دبلوماسي
وفي وقت سابق، قال جهاز الأمن الاتحادي الروسي، إنه اقتاد أولكسندر سوسونيوك إلى الحجز عندما حاول الحصول على معلومات سرية من قواعد بيانات جهات إنفاذ القانون الروسية، خلال اجتماع مع مواطن روسي.
وقال جهاز الأمن الاتحادي الروسي في بيان "هذا النشاط غير متوافق مع وضع موظف دبلوماسي، وتصرُّف مناهض للاتحاد الروسي"، مؤكداً أنه سيتم التعامل مع الدبلوماسي الأجنبي وفق القانون الدولي.
وقالت وزارة الخارجية الأوكرانية التي وصفت الاحتجاز بأنه "استفزاز" إن سوسونيوك ظل محتجزاً بضع ساعات قبل أن يعود إلى قنصلية بلاده في سان بطرسبرغ.
ويتصاعد التوتر بين موسكو وكييف وسط حشود عسكرية روسية على الحدود، واشتباكات في شرق أوكرانيا بين الجيش والانفصاليين الموالين لموسكو.
وسعى الرئيس الأوكراني فلوديمير زيلينسكي، أمس الجمعة، لإجراء مفاوضات سلام.
حشد عسكري في البحر الأسود
والسبت، عبرت سفينتان حربيتان روسيتان مضيق البوسفور، في طريقهما إلى البحر الأسود، حيث وصلت 15 سفينة صغيرة أخرى في إطار تعزيز موسكو وجودها البحري، في وقت تشهد فيه علاقاتها مع الغرب وأوكرانيا حالة من التوتر.
يتزامن التعزيز مع حشد هائل للقوات الروسية بالقرب من أوكرانيا، وهو ما تصفه موسكو بأنه تدريب دفاعي مؤقت، ويأتي في أعقاب تصعيد القتال في شرق أوكرانيا بين انفصاليين تدعمهم روسيا وقوات الحكومة الأوكرانية.
ورأى مراسل لرويترز في إسطنبول، أن سفينتي إنزال روسيتين من طراز روبوتشا من الأسطول الشمالي الروسي، وهو طراز قادر على حمل دبابات ونقل مدرعات وجنود خلال الهجمات الساحلية، عبرتا مضيق البوسفور اليوم السبت.
ومن المتوقع أن تعبر المزيد من التعزيزات البحرية الروسية على شكل سفينتي إنزال أخريين عبر مضيق البوسفور، لكن هذه المرة من الأسطول الروسي في البلطيق.
كما ذكرت وكالة الإعلام الروسية، اليوم السبت، أن 15 سفينة صغيرة من الأسطول الروسي في بحر قزوين وصلت إلى البحر الأسود ضمن التدريبات.
وفي مؤشر آخر على التوتر المتصاعد في المنطقة، عبرت سفينة تحمل شاحنات وعتاداً لوجيستياً لقوات حلف شمال الأطلسي في رومانيا، مضيق البوسفور، مساء أمس الجمعة، حسبما رأى مراسل رويترز.
توتر روسيا وأوكرانيا
مطلع الشهر الجاري، هدد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أوكرانيا بـ"تدميرها" إذا ما قامت بأي محاولة لبدء صراع عسكري جديد في شرق البلاد، وفق ما نقلته وكالة "تاس" الروسية للأنباء.
جاء ذلك في خضم عودة التوتر إلى الحدود بين موسكو وكييف، وإعلان الأخيرة سقوط 4 من جنودها في قصف روسي.
التصعيد الروسي جاء بعد أيام قليلة من موافقة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، على استراتيجية الأمن العسكري لبلاده، الهادفة إلى تحرير شبه جزيرة القرم، التي ضمَّتها روسيا إلى أراضيها بطريقة غير قانونية في 2014.