تودع ملكة بريطانيا، إليزابيث الثانية، والمملكة المتحدة، السبت 17 أبريل/نيسان 2021، الأمير فيليب، الذي خدم لسبعة عقود التاج البريطاني وساند الملكة، وذلك في مراسم مقتضبة بسبب وباء كورونا، ويطغى عليها الطابع العسكري.
كان الأمير فيليب زوج الملكة الذي توفي "بهدوء" منذ ثمانية أيام، والمعروف بالصراحة وروح الدعابة -التي تقترب أحيانا من العنصرية أو التمييز الجنسي- سيبلغ من العمر مئة عام في العاشر من حزيران/يونيو المقبل.
سيدفن الأمير وهو دوق إدنبرة في أراضي قلعة ويندسور، بعد حياة من خدمة الملكية بإخلاص منذ زواجه قبل 73 عاماً إلى جانب زوجته "ليليبت"، وفقاً لما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية.
وفقدت الملكة بذلك على حد تعبيرها "قوتها" و"سندها"، الذي ظل منذ تتويج إليزابيث الثانية في 1952 في الخلف، ليدعم زوجته بثبات ويصبح دعامة للنظام الملكي.
تساعد الظروف في تحقيق رغبة دوق إدنبرة في تجنب تشييعه بأبهة، وستكون جنازته أصغر مما كان يتصور في البداية.
فبسبب تفشي فيروس كورونا، طُلب من الجمهور الامتناع عن التجمع أمام المقار الملكية، ودعيت المملكة المتحدة التي تعيش حداداً وطنياً منذ وفاة دوق إدنبرة في التاسع من نيسان/أبريل إلى الوقوف دقيقة صمت في الساعة 15,00 (14,00 ت.غ) في بداية المراسم الدينية.
لن يحضر هذه المراسم سوى ثلاثين شخصاً بموجب القواعد الصحية المفروضة في إنكلترا، وستعكس الجنازة التي تُبث على التلفزيون وتنظم ببعض البساطة، الماضي العسكري الذي كان مصدر فخر للأمير الذي قاتل في البحرية البريطانية خلال الحرب العالمية الثانية.
"ولاء لا يتزعزع"
ستجرى المراسم بحضور البحرية الملكية، والقوات الجوية الملكية والجيش في ويندسور، لتسلم نعش الأمير المغطى بشعاره الشخصي وسيفه، ليتم نقله على متن سيارة بيك آب لاند روفر خضراء بسيطة ساعد دوق إدنبرة بنفسه في تصميمها.
كذلك ستتقدم الموكب فرقة حرس رماة الرمانات (غرينادييه غارد)، أحد أفواج المشاة الخمسة لحرس البيت الملكي، وصولاً إلى كنيسة القديس جورج حيث ستُقام المراسم الدينية.
في حين سيشيد عميد ويندسور الزعيم الروحي لشرائع هذه الكنيسة، بـ"ولائه الذي لا يتزعزع" للملكة، وبـ"شجاعته" و"ثباته" و"إيمانه"، حسب مقاطع من كلمته نُشرت مسبقاً.
بعد ذلك سيتم إنزال التابوت في سرداب "رويال فولت" حيث سيبقى إلى أن تنضم إليه الملكة بعد وفاتها، وسيدفن الزوجان بعد ذلك في مثواهما الأخير في كنيسة نصب الملك جورج السادس والد إليزابيث الثانية.
في نهاية المراسم، سيقدم كبير أساقفة كانتربري جاستن ويلبي الزعيم الروحي للأنغليكان، مباركته.
اجتماع العائلة
أما بالنسبة للعائلة الملكية، فتشكل هذه الجنازة فرصة لاجتماع أفرادها بعد سلسلة من الأزمات الأخيرة، وهذه هي المرة الأولى التي سيلتقي فيها الأمير هاري علناً مع أفراد الأسرة منذ انسحابه وسط ضجيج إعلامي من النظام الملكي ورحيله، في ظل اتهامات بالعنصرية واللامبالاة وجهها للأسرة مع زوجته في مقابلة مع أوبرا وينفري.
سيحضر إلى جانب شقيقه الأكبر وليام ووالده الأمير تشارلز، أما زوجته ميغان ماركل الحامل بطفلهما الثاني، فقد بقيت في الولايات المتحدة بناء على نصيحة طبيبها.
ابن عم بين شقيقين
وفي 1997 سار الشقيقان وراء نعش والدتهما ديانا، وسيكرران الأمر نفسه وراء نعش جدهما، لكن ابن عمهما بيتر فيليبس سيتوسطهما في خيار نال جزءاً واسعاً من التعليقات في وسائل الإعلام.
أما فيما يتعلق بالملابس، فقد حرصت العائلة الملكية البريطانية على الظهور في جبهة واحدة، حيث سيرتدي الجميع ملابس مدنية وهي طريقة لتجنب تمييز الأميرين أندرو وهاري المرتبطين جداً بالجيش.
وعلى الرغم من مهمتين في أفغانستان لم يعد يُسمح للأمير هاري الكابتن السابق بوضع ميداليات الخدمة الخاصة إلا على بزات مدنية بعدما فقد ألقابه العسكرية الفخرية.
ومع أنه لا يزال ينتمي إلى البحرية، كان ظهور الأمير أندرو ثاني أبناء الملكة وطيار المروحية السابق، ببزة عسكرية، سيبدو غير لائق بعد انسحابه من النظام الملكي بسبب صداقته مع الممول الراحل جيفري إبستين الذي تمت ملاحقته بسبب علاقات مع قاصرات.