قرر الرئيس الأميركي، جو بايدن، إرجاء خطته لرفع السقف السنوي لعدد للاجئين المخوّلين بدخول الأراضي الأمريكية، والإبقاء على الحد الأدنى المعمول به حالياً والمحدد بـ15 ألف شخص، وفق ما قاله، الجمعة 16 أبريل/نيسان 2021، مسؤول في الإدارة الأمريكية.
كانت إدارة بايدن قد أعلنت مؤخراً أنها تريد رفع السقف العددي للاجئين المخوّلين سنوياً دخول الولايات المتحدة إلى 60 ألفاً.
الإبقاء على ما حدده ترامب
المسؤول الأمريكي تحدث لوكالة الأنباء الفرنسية، طالباً عدم كشف هويته، وقال إن الإدارة قررت الإبقاء على السقف المعمول به حالياً والذي حدّده الرئيس السابق دونالد ترامب، لكي تُتاح لها "إعادة بناء" البرنامج والتعامل مع تعقيدات على صلة بجائحة كورونا.
لم يحدد المسؤول متى سيرفع السقف العددي لدخول اللاجئين، لكنّه أشار إلى أن هذا الأمر لن يحصل قريباً، مضيفاً أن نظام الاستقبال الذي وضعته إدارة ترمب "أكثر تشدداً مما كنا نعتقد، ويتطلّب إصلاحاً جذرياً لكي نتمكّن من زيادة العدد إلى الرقم الذي كنا قد تعهّدنا به".
كذلك أشار المسؤول إلى أنه مقارنة مع الآلية التي كانت معتمدة في عهد ترمب، ستتاح أمام اللاجئين الـ15 ألفاً مناطق أكثر، مضيفاً: "نحن مستعدون للتشاور مع الكونغرس إذا ما احتجنا إلى زيادة عدد اللاجئين".
إلا أن القرار يخفي تراجعاً عن تعهّد قطعته إدارة بايدن بالسماح لـ62 ألفاً و500 لاجئ بدخول أراضي الولايات المتحدة.
انتقاد لإدارة بايدن
من جانبه، انتقد رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ روبرت ميننديز، توجّه البيت الأبيض على هذا الصعيد، وقال إن الرئاسة الأمريكية "لم تعرقل زيادة أعداد اللاجئين المخوّلين دخول البلاد فحسب، بل أعاقت قبول وزارة الخارجية اللاجئين الذين تم درس ملفاتهم".
وفي رسالة وجّهها إلى بايدن، وصف ميننديز الرقم 15 ألفاً بأنه "ضئيل إلى حد مروّع"، وجاء في الرسالة "فيما نواجه أكبر أزمة لاجئين في التاريخ، مع 29,6 مليون لاجئ في العالم، تشكل إعادة التوطين أداة أساسية لتوفير الحماية للهاربين من الاضطهاد".
كان عدد اللاجئين الذين تم قبولهم في أمريكا قد تراجع إلى مستويات تاريخية في عهد ترامب، الذي وصف اللاجئين بأنهم يشكلون تهديداً أمنياً، وجعل الحد من عدد المهاجرين المسموح لهم بدخول الولايات المتحدة سمة مميزة لرئاسته.
ترامب خفض بشكلٍ مُطرد الحد الأقصى السنوي للاجئين، وهو 110 آلاف، الذين قال الرئيس الأسبق أوباما إنهم يجب السماح لهم بدخول الولايات المتحدة، في عام 2016.
علاوةً على ذلك، أضافت إدارة ترامب المزيد من العقبات أمام الأشخاص الأكثر احتياجاً للجوء، كما ألغت بعض مناصب مسؤولي اللاجئين من الأساس في الخارج.
جَعَلَ هذا بعض المتقدِّمين بطلباتٍ للجوء في انتظار المقابلات إلى أجلٍ غير مُسمًّى، ولم يتمكَّن آخرون من السفر أثناء الجائحة مع تزايد عدد المهاجرين المضطهدين الذين يسعون إلى الدخول القانوني إلى الولايات المتحدة.