ذكرت وكالة "فرانس برس" الفرنسية، الخميس 15 أبريل/نيسان 2021، أن الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، فشل مرة أخرى، مؤخراً، في مسعاه لتعيين مبعوث إلى إقليم الصحراء.
وبقي هذا المنصب شاغراً منذ نحو عامين، وذلك بعد رفض جبهة البوليساريو مرشحاً برتغالياً، كما ذكر مصدر دبلوماسي في حديثه مع الوكالة الفرنسية، أن "هذا ليس المرشح الأول الذي يرفضه" أحد الطرفين.
أزمة مبعوث أممي
المصدر نفسه أوضح أنَّ شخصيات عدة، جرى التواصل معها خلال عامين، اعتذرت بعد طلبها مهلة للتفكير في إدارة النزاع المعقَّد الذي يبدو بلا نهاية.
آخر مرشح جرى اقتراحه هو وزير الخارجية البرتغالي الأسبق لويس أمادو، مواطن الأمين العام أنطونيو غوتيريش، وفق دبلوماسيين طلبوا عدم ذكر أسمائهم، وفق ما ذكره مصدر دبلوماسي طلب عدم ذكر اسمه.
لكنّ جبهة البوليساريو رفضت المقترح، بعد دراستها تصريحاته عندما كان وزيراً، وأكدت أنها لاحظت ميله إلى المغرب، وفق المصادر نفسها.
واعتبر الدبلوماسي الأول أن ما جرى "وخيم"، وقدَّر دبلوماسيون آخرون أنَّ دعم الرباط ترشيحه "سبب كافٍ ليعارضه الصحراويون".
دعوات إلى الحوار
الإثنين 5 أبريل/نيسان 2021، وجَّه المغرب دعوة جديدة إلى الجزائر من أجل الجلوس إلى طاولة الحوار حول إقليم الصحراء، وذلك باعتبارها "طرفاً أساسياً" في القضية، حسب الرباط، وهي الدعوة التي تأتي بعد يوم واحد من دعوة مماثلة وجهتها الجزائر، تدعو فيها المغرب إلى "التفاوض مع جبهة البوليساريو الانفصالية".
الدعوة المغربية جاءت خلال مؤتمر صحفي مشترك لوزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، ونظيرته السنغالية عيساتا تال سال، عقب افتتاح دكار قنصلية لها في مدينة الداخلة، بالإقليم المتنازع عليه منذ عام 1975 بين الرباط وجبهة "البوليساريو".
بوريطة قال في المناسبة نفسها، إن "الجزائر تعترف، بشكل علني، بأنها طرف أساسي في قضية الصحراء؛ نظراً إلى التعبئة الكبيرة التي توليها الدبلوماسية الجزائرية لهذه القضية".
إذ يقترح المغرب (جار الجزائر) حكماً ذاتياً موسعاً للصحراء تحت سيادته، بينما تدعو "البوليساريو" إلى استفتاء لتقرير المصير، وهو طرح تدعمه الجزائر التي تستضيف لاجئين من الإقليم.
وزير الخارجية المغربي أضاف في المناسبة نفسها، قائلاً: "على الجزائر أن تتحمل مسؤوليتها في قضية الصحراء عبر الجلوس إلى طاولة الحوار لتدافع عن وجهة نظرها، فهي طرف أساسي؛ نظراً إلى دورها التاريخي في خلق هذا النزاع واستمراريته".
واعتبر أن "الحل الأممي لقضية الصحراء ضروري ويستحيل دون جلوس الجزائر إلى طاولة الحوار".
كما قال بوريطة، إن "المغرب ليس ضد تعيين ممثل شخصي للأمين العام للأمم المتحدة (بالصحراء)، حيث صدَّق على الاقتراح الأخير في هذا الشأن".
تصريح وزير الخارجية المغربي جاء بعد يوم واحد من دعوة مماثلة وجهها هذه المرة وزير الخارجية الجزائري صبري بوقادوم للمغرب من أجل "مفاوضات مباشرة وجديّة" حول الصحراء الغربية بين جبهة البوليساريو والرباط؛ لتسوية النزاع المستمر منذ عقود.
حسب تقرير لوكالة "فرانس برس"، فإن بوقادوم اعتبر في تصريحات للصحافة، أن تعيين مبعوث أممي جديد "لا يكفي، ويجب أن يكون هناك مسار (…)، وسنواصل القول بضرورة إجراء مفاوضات مباشرة وجدية بين طرفي النزاع".