نادرة لكنها خطيرة للغاية.. متلازمة “كورونا” الغامضة تصيب الأطفال وتتسبب في مضاعفات عصبية

عربي بوست
تم النشر: 2021/04/14 الساعة 21:06 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/04/14 الساعة 21:07 بتوقيت غرينتش
دراسة تؤكد تأثير كورونا والحجر الصحي على صحة الأطفال، صورة تعبيرية / رويترز

أظهرت دراسة جديدة أشرف عليها علماء من معهد طب الأعصاب بجامعة كوليدج لندن البريطاني، أن الأطفال الذين يصابون بالمتلازمة الالتهابية الغامضة المرتبطة بكورونا، يصابون أيضاً بأعراض عصبية، مثل الهلوسة والارتباك وصعوبات الكلام ومشكلات في التوازن والتناسق، وذلك وفق ما ذكره تقرير لصحيفة The New York Times الأمريكية، الأربعاء 14 أبريل/نيسان 2021.

تأتي نتائج هذه الدراسة، في الوقت الذي يركز فيه الجزء الأكبر من التقارير المتعلقة بهذه المتلازمة التي تصيب بعض الأطفال والمراهقين على الأعراض الجسدية مثل الطفح الجلدي وآلام البطن واحمرار العينين والأعراض الأخطر مثل مشاكل القلب وانخفاض ضغط الدم وحالات الصدمة في الجهاز الدوراني وصعوبة ضخ الدم.

إصابتهم بالفيروس تكون أكثر تعقيداً

فقد توصلت الدراسة التي أجريت على 46 طفلاً يتلقون العلاج في أحد مستشفيات لندن أن ما يزيد قليلاً عن نصفهم (24) أصيبوا بهذه المشكلات العصبية التي لم يصابوا بها من قبل.

مؤلف الدراسة، الدكتور عمر عبدالمنان، وهو باحث إكلينيكي في معهد طب الأعصاب بجامعة كوليدج لندن، قال إن حاجة هؤلاء المرضى لأجهزة التنفس الصناعي تزيد بمقدار الضعف عن حاجة من لا يعانون من أعراض عصبية "لأنهم يصابون بصدمة جهازية ناتجة عن حالة فرط الالتهاب".

كما أكد أن حاجة المرضى المصابين بأعراض عصبية لدواء لتحسين قدرة القلب على الانقباض تزيد أيضاً بمقدار الضعف.

وقال الدكتور عبدالمنان إن فريقاً بقيادة كبيرة معدّي الدراسة، الدكتورة يائيل هكوهين، سيتابع المرضى المصابين بهذه المتلازمة، سواء من ظهرت عليهم أعراض عصبية أو من لم تظهر عليهم. وسيُجري الفريق مسحاً للدماغ وتقييمات معرفية لمعرفة إن كان هؤلاء الأطفال مصابين بأي آثار معرفية أو نفسية طويلة المدى.

نادرة لكنها خطيرة

هذه الحالة، التي تسمى متلازمة التهاب الأجهزة المتعددة عند الأطفال (MIS-C)، تظهر عادةً بعد ما بين أسبوعين وستة أسابيع من الإصابة بكوفيد، والتي غالباً ما تكون الإصابة بها ذات أعراض خفيفة أو دون أي أعراض. 

كما تعتبر هذه المتلازمة نادرة ولكنها قد تكون خطيرة للغاية، إذ تشير أحدث البيانات من مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها إلى تسجيل 3165 حالة في 48 ولاية، وبورتوريكو ومقاطعة كولومبيا، منها 36 حالة وفاة.

بهذا الخصوص، يشدد الدكتور عبدالمنان على أن هذه النتائج الجديدة تعزز النظرية القائلة بأن هذه المتلازمة مرتبطة بزيادة الالتهاب الناجم عن الاستجابة المناعية للفيروس، وبالنسبة للأطفال في التقرير، فقد انتهت معظم الأعراض العصبية بعد علاج الأعراض الجسدية.

وسجل أطباء في الولايات المتحدة مؤخراً أيضاً أعراضاً عصبية لدى الأطفال المصابين بمتلازمة MIS-C.

 ففي دراسة نُشرت الشهر الماضي في دورية JAMA Neurology، أصيب 126 من أصل 616 طفلاً مصابين بالمتلازمة ودخلوا 61 مستشفى في الولايات المتحدة العام الماضي، بمشكلات عصبية، 20 منهم مصابون بما وصفه الباحثون بأنها مشكلات "تهدد الحياة" مثل السكتات الدماغية أو "اعتلال الدماغ الحاد".

وقيّم التقرير الجديد، الذي قُدم في شكل بحث أولي يوم الثلاثاء 13 أبريل/نيسان في إطار المؤتمر السنوي للأكاديمية الأمريكية لطب الأعصاب، حالات أطفال مصابين بالمتلازمة، تقل أعمارهم عن 18 عاماً ودخلوا مستشفى غريت أورموند ستريت (GOSH) بين أبريل/نيسان وسبتمبر/أيلول من العام الماضي. وتوجد البيانات أيضاً في نسخة أولية من دراسة أكبر لم تخضع بعد لمراجعة النظراء.

على غرار ما توصلت إليه دراسات أخرى عن هذه المتلازمة، منها واحدة أجريت في الولايات المتحدة، قال الباحثون إن غالبية المصابين من "غير البيض"، وما يقرب من ثلثي المرضى المصابين بهذه المتلازمة من الذكور بمتوسط عمر 10 سنوات.

تحميل المزيد