قالت مصادر دبلوماسية تركية الأربعاء 14 أبريل/نيسان 2021، إن الولايات المتحدة تراجعت عن نشر سفينتين حربيتين في البحر الأسود، والذي جاء وسط مخاوف من حشد عسكري روسي على حدود أوكرانيا.
وتشعر واشنطن وحلف شمال الأطلسي بالانزعاج من الحشد العسكري الروسي خلال الأيام القليلة الماضية قرب أوكرانيا وشبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا من أوكرانيا عام 2014.
وقالت المصادر إن السفارة الأمريكية في أنقرة أبلغت وزارة الخارجية التركية بالقرار لكنها لم تقدم سبباً له، كما لم يتسن لرويترز الوصول إلى مسؤولين أمريكيين للتعليق.
وتقول روسيا، التي نبهت واشنطن إلى البقاء بعيداً عن القرم وساحل البحر الأسود، إن زيادة القوات سببها إجراء تدريب عسكري لثلاثة أسابيع من أجل اختبار الاستعدادات القتالية رداً على ما وصفته بسلوك ينطوي على تهديد من جانب حلف الأطلسي.
سفينتان أمريكيتان إلى البحر الأسود
وكانت وكالة الأناضول قد قالت الجمعة 9 أبريل/نيسان، إن الولايات المتحدة، أبلغت تركيا، بعبور سفينتين حربيتين تابعتين لها من المضيقين التركيين (الدردنيل والبوسفور) إلى البحر الأسود منتصف أبريل/نيسان الجاري.
جاء ذلك وفق مصادر دبلوماسية تركية للأناضول، تعليقاً على أنباء تفيد بأن الولايات المتحدة سترسل سفينتين حربيتين إلى البحر الأسود، على خلفية التصعيد الجاري بين روسيا وأوكرانيا، المطلتين على البحر الأسود.
بحسب الوكالة فإنه يتعين على الولايات المتحدة تقديم إخطار مسبق قبل 15 يوماً بنيتها الدخول إلى البحر الأسود بموجب اتفاقية مونترو عام 1936، التي تمنح تركيا حق إدارة مضيقي الدردنيل والبوسفور.
فيما قالت مصادر الأناضول: "تم إخطارنا من خلال قنوات دبلوماسية قبل 15 يوماً، بشأن عبور سفينتين حربيتين أمريكيتين إلى البحر الأسود وفقاً لاتفاقية مونترو".
كما أشارت إلى أنه يتوقع أن تعبر السفينتان بشكل منفصل إلى البحر الأسود يومي 14 و15 أبريل/نيسان الجاري، وتعودان يومي 4 و5 مايو/أيار المقبل.
دعم أمريكي لأوكرانيا في مواجهة روسيا
جاء هذا الإعلان غداة كشف شبكة "سي إن إن" الأمريكية، أن واشنطن تبحث إرسال سفن حربية إلى البحر الأسود خلال الأسابيع المقبلة؛ لدعم كييف وسط التحرك العسكري المتزايد للجيش الروسي على الحدود الشرقية مع أوكرانيا.
نقلت "سي إن إن" عن مسؤول بوزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) -لم تسمه- قوله إن "البحرية الأمريكية تعمل بشكل روتيني في البحر الأسود، لكن نشر السفن الحربية الآن سيرسل رسالة محددة إلى موسكو مفادها أن الولايات المتحدة تراقب الوضع عن كثب".
كما قالت جين ساكي المتحدثة باسم البيت الأبيض، الخميس، إن الولايات المتحدة تشعر بقلق متزايد إزاء ما تعتبره عدواناً روسياً متصاعداً في شرق أوكرانيا، وتبحث مع شركائها في حلف شمال الأطلسي تحركات القوات الروسية.
ساكي أوضحت للصحفيين "عدد القوات الروسية الآن على الحدود مع أوكرانيا أكبر منه في أي وقت منذ عام 2014″، في إشارة إلى الفترة التي ضمت فيها روسيا شبه جزيرة القرم من أوكرانيا.
أضافت أن الولايات المتحدة تبحث مع شركائها في حلف شمال الأطلسي بواعث القلق بشأن التوتر الإقليمي وانتهاكات وقف إطلاق النار.
"تدريبات" روسية في البحر الأسود
من جهتها نقلت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء عن وزارة الدفاع قولها إنها حركت أكثر من عشر سفن تابعة للبحرية من بينها سفن إنزال من بحر قزوين إلى البحر الأسود للمشاركة في تدريبات.
بينما عبرت دول غربية وأوكرانيا عن القلق من تعزيزات عسكرية روسية قرب أوكرانيا. وقالت موسكو إن قواتها ستظل بالمنطقة ما دامت ترى ضرورة لذلك وإنها لا تشكل أي تهديد.
في كييف، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إنه سيزور شرقي البلاد اليوم الخميس وذلك بعد زيادة التوتر مع روسيا بسبب التعزيزات العسكرية.
كانت كييف دقت أجراس الإنذار عقب التعزيزات العسكرية الروسية قرب الحدود وبسبب تزايد العنف على امتداد الخط الفاصل بين القوات الأوكرانية وانفصاليين مدعومين من روسيا في منطقة دونباس الأوكرانية.
الوضع في شرق أوكرانيا "مضطرب للغاية"
في موسكو اتهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أوكرانيا في اتصال هاتفي مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بالقيام بتحرك استفزازي في شرق أوكرانيا ووصفه بأنه يؤجج التوتر بالمنطقة.
كما قال الكرملين إن الزعيمين عبّرا عن قلقهما من الوضع في شرق أوكرانيا.
قال متحدث باسم الكرملين الجمعة الماضي، بعد اتصال هاتفي طلبت خلاله المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إنهاء الحشد العسكري بالقرب من الحدود مع أوكرانيا، إن من حق روسيا تحريك قواتها على أراضيها بالطريقة التي تحلو لها.
أضاف المتحدث ديمتري بيسكوف للصحفيين في مؤتمر صحفي بالهاتف أن الوضع في شرق أوكرانيا "مضطرب للغاية… مما ينطوي على مخاطر عمليات قتالية على أوسع نطاق".