رداً على مطالبات بإلغاء اتفاقية ترسيم الحدود مع تركيا، أكد رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي، السبت 10 أبريل/نيسان 2021، عزم بلاده المحافظة على المصالح المشتركة التي تجمعها مع تركيا، مؤكداً "عمق العلاقات الليبية التركية والروابط الأخوية، وأواصر الصداقة والتعاون بين البلدين".
جاء ذلك في بيان نشره المكتب الإعلامي لرئيس المجلس، عبر "فيسبوك"، عقب تسلم المنفي أوراق اعتماد السفير التركي الجديد لدى ليبيا، كنان يلماز، بمقر المجلس في العاصمة طرابلس.
حيث رحّب المنفي بالسفير التركي الجديد، لافتاً إلى أهمية عودة الشركات التركية لاستكمال أعمالها المتوقفة في البلاد، والمساهمة في مشاريع إعادة الإعمار، مشدّداً على أنه "سيتم المحافظة على المصالح المشتركة التي تجمع البلدين (تركيا وليبيا) خلال فترة عمل المجلس الرئاسي وحكومة الوحدة الوطنية".
كما أبدى المنفي استعداد السلطات الليبية لتقديم كافة التسهيلات لتمكين السفير من أداء المهام المناطة به على أكمل وجه.
فيما تطرق رئيس المجلس الرئاسي الليبي إلى زيارة وفد المجلس الرئاسي لتركيا ولقائه الرئيس رجب طيب أردوغان، واستمرار المحادثات بين البلدين، مشيراً إلى أن وفداً حكومياً ليبيا رفيع المستوى سيزور البلاد خلال اليومين القادمين، لمناقشة "ما تم الاتفاق عليه ودراسته وتعزيز التعاون بين البلدين في مختلف المجالات".
استمرار دعم تركيا للسلطات الليبية الجديدة
من جهته، أعرب السفير التركي الجديد عن سعادته باعتماده سفيراً ومفوّضاً فوق العادة لبلاده لدى ليبيا، واستعداده للعمل مع المجلس الرئاسي، وحكومة الوحدة الوطنية لتعزيز العلاقات التاريخية وعلاقات التعاون في مختلف المجالات، منوهاً إلى استمرار دعم بلاده لعمل المجلس الرئاسي وحكومة الوحدة الوطنية، "مثلما دعمت ليبيا في السابق لتحقيق الأمن والاستقرار".
أيضاً نقل يلماز تحيات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى رئيس المجلس الرئاسي، وتمنياته للشعب الليبي بالاستقرار والتقدم والازدهار، مؤكداً أن "تركيا والمنطقة تحتاج إلى ليبيا قوية ومستقرة ومزدهرة".
يأتي تعيين السفير يلماز خلفاً للسفير السابق سرهاد أكسان، الذي شغل المنصب منذ منتصف يناير/كانون الثاني 2019 وحتى 1 مارس/آذار الماضي.
يشار إلى أنه في 16 مارس/آذار الماضي، تسلم كل من المنفي، ورئيس الحكومة عبدالحميد الدبيبة، مهامهما لقيادة ليبيا إلى انتخابات عامة أواخر العام الجاري.
وأجرى المنفي ووفد مرافق له، في 26 مارس/آذار 2021، زيارة عمل لتركيا تعتبر الأولى من نوعها بعد توليه منصبه، تلبية لدعوة الرئيس أردوغان.
اليونان تستأنف العلاقات الدبلوماسية مع ليبيا
في المقابل، كان رئيس الوزراء اليوناني، كيرياكوس ميتسوتاكيس، قد أعلن، الثلاثاء 6 أبريل/نيسان 2021، أن ليبيا أبدت استعدادها للدخول في مفاوضات مباشرة مع اليونان حول ترسيم الحدود البحرية بين البلدين، لافتاً إلى أنه أبلغ المسؤولين الليبيين، خلال زيارته للعاصمة الليبية طرابلس، أن الاتفاق التركي-الليبي لترسيم الحدود البحرية غير شرعي، حسب قوله، مطالباً بإلغائه لأنه ينتهك ما وصفه بالحقوق السيادية لليونان.
خلال تلك الزيارة، أعاد رئيس الوزراء اليوناني فتح سفارة بلاده في ليبيا، داعياً إلى بداية جديدة في العلاقات التي توترت بسبب اتفاق الحدود البحرية الذي وقعته حكومة الوفاق الوطني عام 2019 مع تركيا في البحر المتوسط.
جدير بالذكر أن الجانبين التركي والليبي وقَّعا، في 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2019، مذكرتي تفاهم تتعلقان بالتعاون الأمني والعسكري، وتحديد مناطق الصلاحية البحرية، بهدف حماية حقوق البلدين المنبثقة عن القانون الدولي.
تنفيذاً لمذكرة التعاون الأمني، دعمت تركيا الحكومة الليبية في مواجهة ميليشيا اللواء الانقلابي خليفة حفتر، المدعومة من دول عربية وأوروبية، والتي تنازع الحكومة على الشرعية والسلطة.
كانت اليونان ومصر قد وقعتا في عام 2020، اتفاقية لتعيين منطقة اقتصادية خالصة في شرق البحر المتوسط، وأكدت تركيا أن المنطقة تتعدى على جرفها القاري وتتداخل مع المناطق البحرية التي اتفقت بشأنها مع ليبيا.
من المقرر أن يزور وزير الخارجية اليوناني، نيكوس دندياس، أنقرة خلال أيام لإجراء محادثات.