أعلنت إيران، السبت 10 أبريل/نيسان 2021، أنها وضعت في الخدمة سلسلتين جديدتين من أجهزة الطرد المركزي المحدثة، التي تتيح تخصيب اليورانيوم بسرعة أكبر، والتي يُمنع استخدامها بموجب أحكام الاتفاق النووي المبرم في عام 2015، فيما أبلغت وكالة الطاقة الذرية عن انتهاك جديد للاتفاق من قبل طهران.
يأتي هذا الإعلان في وقت تُجرى فيه محادثات في فيينا، بين إيران والدول الأخرى، التي لا تزال مشاركة في اتفاق 2015 (ألمانيا والصين وفرنسا وبريطانيا وروسيا) حول طريقة إعادة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي.
الرئيس الإيراني حسن روحاني، دشّن رسمياً سلسلة تتضمن 164 جهازاً للطرد المركزي من نوع "آي ار-6″، وسلسلة أخرى تتضمن 30 جهازاً من نوع "آي ار-5″، في منشأة نطنز النووية (وسط إيران)، خلال مراسم أقيمت عبر الفيديو وبثّها التلفزيون الرسمي.
لم ينشر التلفزيون صور هاتين السلسلتين، لكن مهندسين كانوا يرتدون قمصاناً بيضاء أوضحوا أنه بعد تلقي الأمر من روحاني، بدأ إمداد أجهزة الطرد المركزي بغاز اليورانيوم.
روحاني أكد مجدداً خلال المراسم التي نُظّمت بمناسبة "اليوم الوطني للتكنولوجيا النووية" أن البرنامج النووي لبلاده "سلمي" بحت، وفقاً لما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية.
إلا أن أجهزة الطرد المركزي من نوعي "آي آر-5" و"آي آر-6″، تتيح تخصيب اليورانيوم بشكل أسرع، وبكمية أكبر مما تفعل أجهزة الطرد المركزي "من الجيل الأول" أي من نوع "آي آر-1″، وهي الوحيدة التي يسمح اتفاق فيينا لإيران باستخدامها.
انتهاك الاتفاق النووي
ويواجه الاتفاق النووي خطر الانهيار، منذ أن انسحبت الولايات المتحدة بشكل أحادي منه عام 2018، وأعادت فرض سلسلة عقوبات اقتصادية ومالية على إيران، ورداً على ذلك، بدأت طهران التخلي عن تعهّداتها بموجب النصّ اعتباراً من أيار/مايو 2019 وكثّفت الوتيرة في الأشهر الأخيرة.
في سياق متصل، أشار تقرير للوكالة الدولية للطاقة الذرية، إلى انتهاك إيراني جديد للاتفاق النووي، وذلك في نفس اليوم الذي التقت فيه تلك البلدان لإحياء الاتفاق مما سيزيد على الأرجح من التوتر مع الحكومات الغربية.
تجنبت الوكالة اتهام إيران صراحة بانتهاك الاتفاق، لكنها ترسل في العادة مثل هذه التقارير "الخاصة" إلى الدول الأعضاء في حال حدوث انتهاكات فقط، وقال دبلوماسيان لوكالة رويترز إن ما وصفه التقرير يرقى إلى حد انتهاك جديد.
يتعلق الانتهاك بما يُحسب رسمياً ضمن مخزون إيران من اليورانيوم المخصب، إذ إنه بعد إعلان الاتفاق النووي، حددت الدول الموقعة عليه ما يمكن تصنيفه بأنه زيادة في المخزون، واستثنت مواد مثل ألواح الوقود الخردة المحملة بيورانيوم مخصب إلى درجة قرب 20% وتوصف بأنها "مهدرة".
لكن تقرير المنظمة الدولية ذكر أن إيران استردت بعضاً من هذه المواد، وقال التقرير: "في السابع من أبريل/نيسان، تحققت الوكالة بمصنع ألواح الوقود في أصفهان من أن إيران قد فككت ستة ألواح وقود خردة غير مشعة لصالح مفاعل طهران للأبحاث تحتوي على 0.43 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب بدرجة تصل إلى 20% يو-235".
ورغم ضآلة كمية اليورانيوم المخصب إلا أنه يرقى إلى حد الانتهاك الجديد للاتفاق في وقت حساس، خاصة في ظل مشاركة طهران والولايات المتحدة في محادثات غير مباشرة في فيينا بهدف استشكاف سبل عودة الطرفين إلى الالتزام الكامل بالاتفاق النووي.
يُشار إلى أنه بعد ختام محادثات بين باقي أطراف الاتفاق أمس الجمعة، قالت وزارة الخارجية الفرنسية إنه لا ينبغي للاستفزازات الإيرانية الجديدة أن تقوض الأسبوع الأول "الإيجابي" من المفاوضات.