قال موقع Middle East Eye الإخباري البريطاني، الجمعة 9 أبريل/نيسان 2021، إن رسالة صوتية وصلت للموقع كشفت حديثاً للأمير حمزة، تحدث فيه عن كيف أوفدت أجهزة الأمن في المملكة شخصاً لمراقبته أثناء رحلة عائلية.
الرسالة الصوتية التي انتشرت بشكل واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أكدها الموقع البريطاني، وقال إنها غالباً رسالة صوتية خاصة تم تسريبها حديثاً، وأن الحديث يدور حول إجازة للأمير حمزة في فيينا عام 2019.
في الرسالة الصوتية يقول الأمير إن حراس الأمن أبلغوا من قبل فندقه في العاصمة النمساوية بوجود جاسوس مفترض.
أضاف حمزة أنه عندما واجه أحد حراسه المسؤول الأمني الأردني المزعوم، أكد الجاسوس المزعوم أنه كان هناك لتعقب الأمير، لكنه حاول رشوة الحارس لإسكاته.
وقال حمزة إن الجاسوس قال إن "السيد" أرسله، في إشارة على ما يبدو إلى الملك عبد الله، كما أشار ولي العهد السابق إنه كان غاضباً وذهب للتحدث مع الجاسوس نفسه.
وجاء في التسجيل: "بعد أن اعترف، بدأ يقبّلني على رأسي. أرجوك سيدي، لا تخبر أحداً. سوف تدمر مستقبلي"، كما اختتم حديثه قائلاً: "شو هذا، إشي زفت بصراحة".
"قبعت معي"
وفي الأردن، تصدر وسم "قبعت معي"، وهي جملة جاءت على لسان الأمير حمزة خلال التسجيل، وتعني أنه "غضب بشكل شديد جداً".
كما تصدر وسم "وين الأمير حمزة والمعتقلين" لليوم الثالث على التوالي في المملكة، حيث شهد تويتر حالة من التغريدات المؤيدة للأمير، الذي يواجه تهماً بالتآمر لتهديد استقرار البلاد.
أزمة العائلة الحاكمة في الأردن
وشهدت الأيام الأخيرة حالة من القلق والبلبلة في الأردن، حيث تم وضع الأمير حمزة فعلياً قيد الإقامة الجبرية، بعد أن اتهمته الحكومة بتقويض الأمن القومي والتواصل مع جهات خارجية لتهديد استقرار البلد.
وفي بيان مصور نُشر بعد أن حبس مسؤولون أمنيون الأمير حمزة في منزله وبثته هيئة الإذاعة البريطانية، نفى من جهته أي مخالفة أو صلة له بمصالح أجنبية. كما انتقد بشدةٍ حكومة أخيه غير الشقيق، قائلاً إن الأردن غارق في الفساد والمحسوبية وسوء الحكم.
فيما قال الملك عبدالله، في أول تصريحات علنية له حول الوضع، إن "الفتنة جاءت من داخل وخارج منزلنا"، مضيفاً: "لا شيء يقارَن بصدمتي وألمي وغضبي كأخ وربّ الأسرة الهاشمية".
واتهم مسؤولون حكوميون الأمير بالتواصل مع شخصيات معارضة في الداخل والخارج، وزعموا أنه يريد إثارة السخط؛ في محاولة للوصول إلى السلطة.
وقالت الحكومة إن ما لا يقل عن 18 آخرين اعتُقلوا فيما يتعلق بما وصفته الحكومة بأنه مؤامرة لتقويض استقرار الأردن، وضمن ذلك رئيس الديوان الملكي السابق وابن عم العائلة المالكة، يمكن أن يواجهوا المحاكمة.
وقد سارع جيران وحلفاء الأردن إلى الوقوف خلف الملك عبدالله، الذي أثبت أنه شريك لا غنى عنه للولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية، وإسرائيل التي وقّعت مع الأردن معاهدة سلام.
تحركات الأمير حمزة أقلقت القصر
بحسب وكالة رويترز، فإن أنشطة الأمير حمزة لطالما كانت مصدر قلق للملك قبل وقت طويل من وصول الأحداث إلى ذروتها الشهر الماضي، وفقاً لبعض السياسيين البارزين.
إذ أقام الأمير حمزة، نجل الملك الراحل الحسين والملكة نور، علاقات وثيقة مع بعض أفراد العشائر الأردنية التي تهيمن على قوات الأمن وتشكل حجر الأساس لدعم النظام الملكي الهاشمي في المملكة، وكثف هذا العام رحلاته إلى المناطق الريفية والعشائرية للقاء شيوخ عشائر ساخطين شكلوا حركة معارضة فضفاضة تسمى الحراك، وكثير من أعضاء هذه الحركة متقاعدون من الجيش وأجهزة الأمن.
على مدى العشرين عاماً الماضية اكتسب الأمير حمزة التأييد من خلال محاكاة طريقة والده في الكلام وصوته وسلوكه وحتى ملابسه، وقالت مصادر من العشائر إن الأمير الدمث الذي تلقى تعليمه في الغرب حرص على تعلم لهجات كل عشيرة، ومع ما بدا من تزايد شعبيته، شعرت السلطات بأن الوقت حان للتدخل.