تأجيل مفاجئ لزيارة وفد فرنسي رفيع للجزائر.. باريس تقول بسبب كورونا، ومصادر تتحدث عن خلافات

عربي بوست
تم النشر: 2021/04/09 الساعة 06:37 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/04/09 الساعة 06:38 بتوقيت غرينتش
الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون / رويترز

أرجأت الجزائر، الخميس 8 أبريل/نيسان 2021، زيارة كان مقرّراً أن يقوم بها رئيس الوزراء الفرنسي جان كاستيكس إليها لتكريس عودة الدفء إلى العلاقات المعقّدة بين البلدين، في خطوة مفاجئة عزتها باريس لأزمة كورونا، بينما أكّدت مصادر مطّلعة أنّ أسبابها دبلوماسية.

وقال مكتب رئيس الوزراء الفرنسي لوكالة فرانس برس إنّ "جائحة كوفيد-19 لا تسمح بأن تكون هذه الوفود في ظروف مُرضية تماماً".

وأضاف أنّ اللجنة الحكومية الفرنسية-الجزائرية، الهيئة التي كان مفترضاً أن تُعقد الاجتماعات الثنائية في إطارها، "أرجئت بالتالي إلى موعد لاحق يكون فيه السياق الصحّي أكثر ملاءمة".

لكنّ مصادر فرنسية وجزائرية متطابقة قالت لوكالة الأنباء الفرنسية إن إرجاء الزيارة يرجع إلى أسباب دبلوماسية، مشيرة إلى أنّ حجم الوفد الفرنسي، الذي جرى تخفيضه بسبب الجائحة، اعتُبر غير كاف من قبل الجزائر التي أبلغت باريس بإرجاء الزيارة. 

تشكيلة الوفد الوزاري الفرنسي لم تعجب الجزائر 

فيما قال مصدر فرنسي مطّلع على القضية إنّ "تشكيلة الوفد هي دون المستوى" في نظر الجزائر، 

بدوره قال مصدر جزائري إنّ باريس "خفّضت مدّة الزيارة إلى يوم واحد وحجم الوفد إلى أربعة وزراء"، مضيفاً أنّها "تشكيلة مصغّرة في حين أنّ هناك الكثير من القضايا الثنائية التي يجب دراستها".

وكان مفترضاً بهذه الزيارة أن تمثّل خطوة جديدة في التقارب الثنائي الذي بدأه الرئيسان الفرنسي إيمانويل ماكرون والجزائري عبدالمجيد تبون.

وخلال الزيارة التي أرجئت الآن، كان مقرّراً أن يترأّس كاستيكس بالاشتراك مع نظيره عبدالعزيز جراد اللجنة الحكومية الرفيعة المستوى، الهيئة التي تجتمع بانتظام لتقييم التعاون الاقتصادي بين البلدين بشكل خاص.

فيما لم تنعقد هذه اللجنة منذ كانون الأول/ديسمبر 2017 بسبب الحراك الشعبي في الجزائر الذي أدّى إلى سقوط الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة في 2019 ثم بسبب الأزمة الصحية المرتبطة بكوفيد-19.

تدخّل ماكرون في الاحتجاجات الشعبية في الجزائر 

وبعد توتّر خلال الحراك الشعبي قبل سنتين، عمد ماكرون إلى تقديم دعم مفتوح للرئيس تبون الذي قوبل انتخابه في نهاية عام 2019 برفض كبير من قبل الشعب وبتظاهرات في الشارع.

وكان كاستيكس قد قال إنّ "زيارة رئيس الوزراء تندرج في إطار إعادة تفعيل العلاقة التي يريدها الرئيسان" مشيداً بـ"إطار التقارب" بين البلدين.

والزيارة التي أرجئت الآن تأخرت أصلاً بسبب دخول الرئيس الجزائري مرتين إلى المستشفى في ألمانيا في نهاية 2020 ومطلع 2021.

"بادرة صداقة" 

فيما قال مصدر في قصر ماتينيون قبل إرجاء الزيارة إن "جان كاستيكس يرغب في إبقائها في موعدها كدليل على التزام فرنسا والقيام ببادرة صداقة تجاه الجزائر"، وأضاف أن "الرئيسين أطلقا استئناف العلاقات الفرنسية الجزائرية في جوّ جديد من الثقة. وهذا يجب أن يترجم عبر استئناف الاتصالات الثنائية وخصوصاً عبر اللجنة الحكومية".

ولو لم تؤجل الزيارة لكانت ستشكّل أول رحلة في إطار علاقات ثنائية فعلية لكاستيكس منذ تولّيه مهامه في تمّوز/يوليو 2020. ولم يزر رئيس الوزراء الفرنسي حتى الآن سوى بروكسل، وتشاد لتفقّد القوات الفرنسية المنتشرة في منطقة الساحل.

الجزائر فرنسا
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لم يعتذر للجزائر عن جرائم الاستعمار – رويترز

وكان مقرراً أن يبحث رئيسا الوزراء في الجزائر "جميع جوانب العلاقات الثنائية" -الاقتصادية والأمنية والتعليمية والثقافية- وأن يوقّعا اتفاقيات في "بعض مجالات التعاون"، كما ذكرت مصادر في باريس من دون أن تضيف أي تفاصيل.

تقرير فرنسي مضلل عن جرائم باريس في الجزائر 

ومع اقتراب الذكرى الستين لانتهاء الحرب الجزائرية (19 آذار/مارس 1962) استقلال الجزائر (5 تموز/يوليو 1962) قام إيمانويل ماكرون بسلسلة من "الأعمال الرمزية" من أجل "التوفيق بين الذكريات"، فيما رفض الاعتراف بجرائم بلاده في الجزائر، وبعد صدور بيان قصر الإليزيه حول تقرير الاستعمار الفرنسي للجزائر وحرب الجزائر وصفه الجزائريون بـ"المستفز جداً"، ويعيد تقزيم المستعمرات الفرنسية كأنها ما زالت تحت الوصاية والاحتلال.

كما تطالب الجزائر بإعادة الأرشيفات المرتبطة بالاستعمار وكشف مصير الجزائريين الذين اختفوا خلال الحرب -يقدر عددهم بنحو 2200- وكذلك دفع تعويضات لضحايا التجارب النووية الفرنسية في الصحراء الجزائرية.

فرنسا الجزائر
مراسم في الجزائر لتشييع جثامين 24 من المقاومين بعد استرجاعها من فرنسا 2020/ رويترز
تحميل المزيد