في مشهد أبكى جميع من كان في استقباله، ظهر الأسير الفلسطيني منصور الشحاتيت، في حالة يرثى لها خلال خروجه من سجن النقب الصحراوي الإسرائيلي، حيث قضى عقوبة 17 عاماً، لدرجة أنه لم يتمكن من التعرف على والدته.
إذ أفرجت السلطات الإسرائيلية، مساء الخميس 8 أبريل/نيسان 2021، عن الأسير منصور الشحاتيت من بلدة دورا بمحافظة الخليل، بعد قضائه 17 عاماً في سجون الاحتلال الإسرائيلي.
مدير نادي الأسير في الخليل، أمجد النجار، قال لوسائل إعلام فلسطينية: "إن قوات الاحتلال أفرجت عن الأسير الشحاتيت (35 عاماً)، من سجن النقب الصحراوي، ووصل إلى حاجز الظاهرية العسكري، وكان في استقباله عدد كبير من الأهالي والمواطنين".
كما أضاف أن الشحاتيت تعرَّض خلال فترة اعتقاله للتعذيب الشديد والعزل الانفرادي لفترات طويلة؛ "ما أدى إلى إصابته بحالة من فقدان الذاكرة منعته من التعرف على والدته وعلى جزء كبير من أهله وإخوانه، في مشهد أبكى جميع من كان في استقباله".
تعذيب وإهمال في حق منصور الشحاتيت
حسب موقع "بوابة اللاجئين الفلسطينيين"، استقبل أهالي بلدة دورا في الخليل المحتلة، منصور الشحاتيت، عند حاجز الظاهرية العسكري، وقد بدت على الشحاتيت مظاهر الإنهاك؛ نظراً إلى حجم الانتهاكات التي تعرّض لها في سجون الاحتلال.
جرى اعتقال الشحاتيت في عام 2003 بتهمة مقاومة الاحتلال، حيث لم يكن يعاني أية أمراض، إلا أن التعذيب خلال فترة التحقيق سبَّب له عدة اعتلالات نفسية وجسدية، تعمّد الاحتلال مفاقمتها من خلال سياسة الإهمال الصحي، والعلاج بالمسكنات، فيما لم تحمه حالته المرَضية من إيداعه بالسجن الانفرادي، حيث ساءت حالته حتى فقد ذاكرته، بحسب معلومات نشرها عدد من المقربين منه.
كما ظهرت على الأسير الشحاتيت خلال الأسر عدة أعراض مرَضيّة خطيرة، كضيق في التنفس وتقطُّع في الكلام وضعف النظر وخربطات في دقات القلب وآلام حادة في القدمين، دون تقديم أي نوع من أنواع العلاج له.
ردود فعل غاضبة
على مواقع التواصل الاجتماعي انتشرت فيديوهات وصور للأسير الفلسطيني منصور الشحاتيت، أثارت كثيراً من الغضب سواء بين الفلسطينيين أو رواد مواقع التواصل الاجتماعي العرب.
إذ كتب الصحفي القطري جابر الحرمي تعليقاً على قصة الأسير الفلسطيني: "مشهد مؤلم ومؤثر.. الأسير الفلسطيني منصور الشحاتيت عاد فاقداً للذاكرة، بسبب التعذيب ومكوثه سنوات طويلة في العزل الانفرادي بسجون الاحتلال الإسرائيلي، الذي أفرج عنه بعد سجنٍ دامَ 17 عاماً.. عاد دون أن يتعرف على أمه وإخوته!".
فيما كتب حساب "هيام أبو الرُّب" تفاعلاً مع الحادث: "استطاع الاحتلال بالتعذيب والعزل أن يُسقط من ذاكرته كل شيء، نسي أمه وأباه وحتى نفسه، ولكن كل هذا الجبروت لم ينسه #فلسطين.. ذلك أنه يعتقدها ويعتنقها حقاً".
سياسة "تعذيب" ممنهجة
يُذكر أن انتهاكات الاحتلال داخل السجون ومن ضمنها سياسة الإهمال الطبي المتعمّد، والعزل الانفرادي وما سواها من الممارسات، تدخل في إطار السياسات الممنهجة.
إذ كان تقرير أصدرته الجامعة العربية عام 2020، قد أشار إلى أن عدد الأسرى بلغ خلال العام نحو 4400 أسير، بينهم 38 أسيرة، و170 طفلاً، و500 معتقل إداري، و1300 حالة مرَضية، منهم 80 حالة بحاجةٍ ماسة لكشوفات طبية عاجلة، إضافة إلى 17 أسيراً يرقدون بشكلٍ دائم في عيادات السجون، ويُمارَس بحقهم الأساليب الإجرامية كافة التي تخالف مبادئ حقوق الإنسان، وينتزع منهم حقوقهم الأساسية التي كفلتها المعاهدات الدولية ذات العلاقة.