نشرت هيئة البث البريطانية bbc الناطقة بالعربية، الأربعاء 7 أبريل/نيسان 2021، قصة أحد البحارة السوريين، الذي يقيم في سفينة قبالة السواحل المصرية منذ أكثر من 4 سنوات، بعدما احتجزت سفينته بمصر منذ 2017، بسبب انتهاء صلاحية معدات وشهادة السلامة.
محمد عائشة، يعمل كبير ضباط على سفينة "إم"، قال في مقطع فيديو نشرته الشبكة، إنه يقوم بالسباحة كل يومين أو ثلاثة لشراء المستلزمات الضرورية من ماء وغذاء ولشحن هاتفه المحمول.
كما كشف محمد أن المحكمة المصرية أصدرت قراراً بشأن سفينته، أجبرته به على توقيع حكم يفيد بأن يكون حارساً للسفينة المهجورة، التي هي حالياً معروضة للبيع في مزاد، كما قال محمد إنه لم يدرك معنى الحكم.
كما صادرت السلطات جواز سفره السوري، لذلك لا يستطيع مغادرتها لحين إيجاد بديل له، أو بيع السفينة التي تُركت بدون وقود منذ ذلك الحين.
الشاب السوري محمد قال لـ"بي بي سي" إن الحياة على السفينة وكأنها سجن انفرادي يعيش فيه منذ 4 سنوات؛ حيث تقطن معه على متن السفينة فئران وحشرات، دون أن يتمكن من رؤية أو سماع شيء.
كما نوّه محمد بأن أكثر ما يفتقده هو عائلته وأسرته، مشيراً إلى أنه لم يتمكن من رؤية والدته التي توفيت منذ عامين، وهو لا يزال على متن السفينة.
محمد البالغ من العمر 33 عاماً قال إنه باشر عمله على السفينة التجارية البحرينية (أمان)، في الشهر الخامس من عام 2017، برتبة ضابط ملاحة أول.
وبعد أول أسبوعين من العمل على متنها، تنقلت السفينة بين عدة موانئ، ووصلت إلى ميناء الأدبية في مدينة السويس المصرية، ليتفاجأ طاقم العمل حينها بمحضر حجز على الباخرة، بسبب مستحقات مالية على مالكها.
كما دعا الشاب السوري المحتجز العالم إلى مساعدته، بعد معاناة طويلة، إلا أن توقيعه على قرار المحكمة قد يصعب قضيته، فمن الجانب القانوني لا يمكن مساعدة محمد؛ لأنه وقّع على أن يكون حارساً للسفينة المهجورة، التي هي حالياً معروضة للبيع في مزاد.