قال مسؤولان عراقيان، الأربعاء 7 أبريل/نيسان 2021، إن رئيس الوزراء العراقي طلب من قادة إيران السيطرة على الميليشيات التي تدعمها طهران في العراق، وفي رسالة شديدة اللهجة إلى طهران قال إنه سيواجه الفصائل المسلحة، وفق ما ذكرته صحيفة Washington Post الأمريكية.
يأتي تصريح مصطفى الكاظمي بالتزامن مع انطلاق الجولة الثالثة من الحوار الاستراتيجي مع واشنطن، وتعد هذه هي الجولة الأولى من المحادثات في عهد الرئيس جو بايدن.
كانت الجولة الأولى من المحادثات -التي عقدت الجولة الثالثة منها عبر الإنترنت بسبب جائحة كورونا- في يونيو/حزيران 2020، ومن المتوقع أن تركز على عدد من القضايا؛ بما في ذلك القوات الأمريكية المتبقية في البلاد، وشأن الجماعات الخارجة عن سيطرة الدولة وتدعمها إيران في البلاد.
ضغط الميليشيات على الكاظمي
طلب العراق إجراء تلك الجولة من المحادثات جزئياً بسبب ضغوط الفصائل السياسية الشيعية والميليشيات الموالية لإيران، فيما يتعلق بالقوات الأمريكية المتبقية التي يطالبون بمغادرتها البلاد.
شارك في المحادثات وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، ووكيل وزارة الخارجية للشؤون السياسية ديفيد هيل.
خلال الأسبوع الماضي، تحركت قافلة من رجال الميليشيات الشيعية المدججين بالسلاح على الملأ بأنحاء وسط بغداد، ينددون بالتواجد الأمريكي في البلاد ويهددون بقطع أذن الكاظمي، في عرض عسكري يسعى بوضوح إلى الاستهانة برئيس الوزراء.
تأتي الضغوط أيضاً من طهران المتعسّرة مالياً، بينما تسعى للحصول على مليارات الدولارات نظير إمدادات الغاز والكهرباء الضرورية.
رسالة شديدة اللهجة لإيران
رداً على العرض العسكري المنذر بالسوء، الذي قامت به الميليشيات، بعث الكاظمي برسالة شديدة اللهجة إلى طهران، طالب خلالها إيران باستخدام نفوذها لوقف هذه الجماعات، حسبما أوضح المسؤولان.
دفعت رسالة الكاظمي قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني إسماعيل قآني إلى القيام بزيارة استمرت يومين هذا الأسبوع إلى بغداد، وحينها التقى قادة ميليشيات وقادة سياسيين شيعيين، ودعا قآني إلى الهدوء، حسبما أفاد سياسي شيعي بارز.
تحدث المسؤولان العراقيان والسياسي الشيعي شريطة عدم الكشف عن هويتهم، إذ إنهم ليسوا مخولين بالتحدث إلى الإعلام.
يقول مسؤولون عراقيون وأمريكيون إنهم يدعمون انسحاب القوات الأمريكية من بغداد، حسبما هو مقرر بالفعل، لكن تظل هناك أسئلة حول الأطر الزمنية وأفق التهديد الذي يشكله تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).
بينما قال وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين خلال المحادثات التي أجريت يوم الأربعاء، إن العراق لا يزال في حاجة إلى الدعم الأمريكي فيما يتعلق بتدريب وتسليح جيشه وتقديم المشورة.
خروج القوات الأمريكية من العراق
يوم الأربعاء، أصدرت مجموعة من الميليشيات الشيعية بياناً طالبت فيه بتحديد موعد انسحاب القوات الأمريكية، خلال المحادثات بين بغداد وواشنطن.
إذ قال مسؤول أمريكي، الشهر الماضي، إن الولايات المتحدة تعتزم الاستفادة من اجتماعاتها مع الجانب العراقي، لتوضيح أن قوات التحالف باقية في البلاد "بدعوة من الحكومة العراقية ولأغراض تدريب القوات العراقية وتقديم المشورة فقط"، ولضمان عدم عودة تنظيم داعش مجدداً.
بحسب الصحيفة الأمريكية، فإنه غالباً ما يشعر العراقيون بالضغوط بسبب الحليفين؛ الولايات المتحدة وإيران.
لكن في إشارة إيجابية، سمحت إدارة بايدن، الشهر الماضي، بإعفاء بغداد من العقوبات لمدة 120 يوماً، لمواصلة استيراد إمدادات الطاقة من إيران، وهو الحد الأقصى للإطار الزمني المسموح به. وذلك على عكس عهد الرئيس السابق دونالد ترامب، إذ غالباً ما كانت تتجدد الإعفاءات من العقوبات لفترات أقصر وفي ظل قائمة طويلة من الشروط.
مع ذلك، يقول المسؤولون العراقيون إنهم يطلبون تساهل الولايات المتحدة فيما يتعلق بسداد مستحقات طهران مباشرة مقابل واردات الطاقة.
يذكر أن العراق يعتمد على الإمدادات الإيرانية لسد لثلث احتياجاته من الكهرباء، خاصة خلال أشهر الصيف. وأدى انقطاع الكهرباء بسبب قضايا دفع المستحقات لإيران إلى احتجاجات عنيفة في محافظة البصرة الجنوبية خلال صيف 2018.
بالتزامن مع خطط بغداد لإجراء انتخابات برلمانية على مستوى البلاد، في أكتوبر/تشرين الأول المقبل، تكون ثمة حاجة ماسة إلى تجنب الاضطرابات.