حقيقة إهانة أردوغان لرئيسة مفوضية الاتحاد.. أوروبيون ينحازون لأنقرة: الخطأ من بروكسل

عربي بوست
تم النشر: 2021/04/08 الساعة 08:50 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/04/08 الساعة 09:14 بتوقيت غرينتش
لقاء مسؤولين من الاتحاد الأوروبي مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان/رويترز

سلطت صحيفة Leberation الفرنسية، الأربعاء 7 أبريل/نيسان 2021، الضوء على الجدل الذي أثير مؤخراً حول الموقف الذي حصل خلال استقبال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الثلاثاء، لرئيسي المجلس الأوروبي شارل ميشيل والمفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين.

تركيا عملت بالبروتوكولات المتبعة 

القصة بدأت عندما استقبل أردوغان رئيس المجلس الأوروبي وجلس الرئيس التركي وميشيل على مقعديهما، فيما بقيت فون دير لاين تحدق بهما، في مشهد انتشر بشكل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي وتناقلتها وسائل إعلام غربية التي راحت توجه انتقادات للرئيس التركي بسبب الموقف.

إلا أن الصحيفة الفرنسية حسمت الجدل قائلة إن هناك "اتفاقاً بين المؤسسات" في الاتحاد الأوروبي يحدد البروتوكولات المعمول بها، وإن الرئيس التركي لم يخرق أي بروتوكول ولم يقلل من احترام فون دير لاين كما اتهمته بعض الوسائل الإعلامية الأوروبية.

الصحيفة  قالت إن أردوغان "يحترم بشدة" التقاليد المعمول بها قائلة إنه بموجب البروتوكولات المعمول بها يأتي رئيس البرلمان الأوروبي أولاً، يليه رئيس المجلس الأوروبي، ثم الرئاسة الدورية لمجلس الوزراء، وأخيراً رئيس المفوضية الأوروبية.

أردوغان الاتحاد الأوروبي
لقاء مسؤولين من الاتحاد الأوروبي مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان/رويترز

تضيف الصحيفة الفرنسية أنه عندما يكون رئيس المجلس الأوروبي والمفوضية الأوروبية في مهمة في بلد ثالث، فإن رئيس المجلس الأوروبي يكون رسمياً رئيس الوفد، نافية ما قاله الأوروبيون بأن شارل ميشيل والمفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين لهما نفس رتبة البروتوكول.

دبلوماسي أوروبي قال لصحيفة ليبيراسيون: "في الواقع، الأتراك قاموا ببساطة بتطبيق الأمر أو الترتيب البروتوكولي الأوروبي بالحرف"، فيما قال آخر: "علاوة على ذلك، ليس لأردوغان أي مصلحة من إهانة رئيسة المفوضية الأوروبية، التي هي ألمانية مقربة من المستشارة أنجيلا ميركل، وبالتالي، فهي بالنسبة له أفضل حليفة في الاتحاد الأوروبي"، مضيفاً: "لو أن الرئيس التركي أراد أن ينقل رسالة لكان شارل ميشيل، الذي يُعتبر واجهة فرنسا أكثر ملاءمة. والاعتقاد بأن أردوغان يريد إذلال امرأة هو معرفته بشكل سيئ: لقد أظهر أنه ليس لديه مشكلة في التعامل مع النساء الغربيات".

الصحيفة الفرنسية تطرقت إلى علاقة تركيا بأوروبا قائلة إن أردوغان الآن من مصلحته أن يمسك بيد أوروبا، خاصة مع قدوم بايدن الذي لا تزال علاقته غير واضحة من نظيره التركي.

الخطأ من رئيسة المفوضية الأوروبية 

صحيفة ليبراسيون قالت إنه بدلاً من إلقاء اللوم على الرئيس التركي يجب انتقاد دين لاين، فقد رأى شارل ميشيل، وهو سياسي محنك، عند دخوله القاعة، أن هناك مشكلة، خاصة عندما رأى أن أورسولا فون دير لاين كانت تُظهر غضبها بشدة، لكنه وقف مكتفاً، مشيراً إلى أن رد فعلها جعل الأتراك في موقف محرج وقد يفهم أنهم ارتكبوا خطأ، مع أن كل شيء تم القيام به، وفقاً للبروتوكولات.

مسؤول كبير في الاتحاد الأوروبي علق على رد فعل رئيسة المفوضية الأوروبية قائلاً: "إنها حقاً متغطرسة بتصرفها هذا من أجل مقعد. بينما، في الوقت نفسه، كانت مستعدة لعدم عقد مؤتمر صحفي، كما طلب أردوغان. مشكلتها هي أنها لا تتحمل عدم وجودها في المركز".

أردوغان الاتحاد الأوروبي
لقاء مسؤولين من الاتحاد الأوروبي مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان/رويترز

تعليق الأتراك على الحادثة 

من جهتهم، نفى مسؤولون أتراك لموقع Middle East Eye مسؤوليتهم عما أطلقوا عليه اسم "خطأ الكرسي"، قائلين إن كل ذلك كان خطأ وفد الاتحاد الأوروبي.

كما ألقى المسؤولون باللوم على الاتحاد الأوروبي مؤكدين إلى التنافس بين ميشيل وفون دير لاين  هو الذي تسبب في المشكلة، إذ قال مسؤول تركي كبير 

إن كل ترتيب اللقاء تم بالتعاون مع مسؤولي الاتحاد الأوروبي الذين زاروا البلاد قبل عقد القمة.

رغم ذلك، سارع المسؤولون الأتراك لمحاولة تعويض رئيس المفوضية الأوروبية عن الموقف؛ إذ عرضت الحكومة على الوفد  الأوروبي ترتيباً مختلفاً للجلوس أثناء الغداء، مقترحين جلوس أردوغان مباشرة مقابل كل من ميشيل وفون دير لاين، لكن فريق ميشال رفض العرض، وجلس ميشال وحده مقابل أردوغان.

أما مسؤول تركي آخر فقال معلقاً على الحادثة: "هذه المشكلة من صنع يدهم"، وأضاف: "لقد جلبوا معركتهم الداخلية إلى أنقرة، كان ينبغي عليهم تنظيم هذه الرحلة بشكل أفضل من هذا".

حادثة "الكرسي" المثيرة للجدل 

يأتي هذا بعد أن تعرضت رئيسة المفوضية الأوروبية الألمانية أورسولا فون دير لاين لموقف محرج وصفته وسائل إعلام غربية بـ"المهين"، اذ اضطرت إلى الجلوس على مقعد جانبي خلال اجتماع عقدته ورئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في أنقرة، وأثار المشهد الذي تم تصويره جدلاً في بروكسل.

المتحدث باسمها إريك مامر قال الأربعاء: "فوجئت الرئيسة فون دير لاين. قررت التغاضي وإعطاء الأولوية للجوهر. لكن هذا لا يعني أنها لا تولي أهمية للحادثة".

وتمتمت وزيرة الدفاع الألمانية السابقة وبدت ذاهلة في الفيديو الذي انتشر على نطاق واسع في مواقع التواصل الاجتماعي. 

وظهرت لا تعرف أين تجلس بينما جلس رئيس المجلس الأوروبي والرئيس التركي على كرسيين يتوسطان القاعة.

تحميل المزيد