أعلنت وكالة الأدوية الأوروبية، الأربعاء 7 أبريل/نيسان 202، رسمياً، أنها وجدت صلة محتملة بين لقاح كوفيد-19 الذي تنتجه شركة أسترازينيكا وحالات تجلط دموي نادرة لدى أناس تلقوا اللقاح، وقالت إنها أخذت في الاعتبار جميع الأدلة المتاحة، كما توصي الوكالة، في بيان لها، بإضافة "الجلطات" إلى الآثار الجانبية النادرة للقاح.
يتزامن هذا، مع إعلان وكالة الأدوية البريطانية وفاة 19 شخصاً من أصل 79 أبلغوا عن إصابتهم بجلطات بعد تلقيهم لقاح أسترازينيكا.
ضربة قوية للشركة
فقد قالت الوكالة، إن "أحد التفسيرات المعقولة لاجتماع التجلطات الدموية مع انخفاض عدد الصفائح الدموية هو الاستجابة المناعية، مما يؤدي إلى حالة مشابهة لتلك التي تظهر أحياناً في المرضى الذين يعالَجون بالهيبارين".
كما تمثل النتائج عقبة رئيسية في المعركة العالمية ضد الجائحة وتغييرًا في موقف الوكالة، التي دعمت اللقاح بالأسبوع الماضي، وقالت إنه لا يسبب زيادة في خطر الإصابة بالتجلطات الدموية بشكل عام.
إضافة إلى ذلك، يعتبر هذا القرار ضربة قوية لشركة أسترازينيكا، التي كانت رائدة في سباق صنع لقاح فعال ضد كوفيد-19 منذ أن بدأت العمل مع جامعة أكسفورد.
من جهتها، طلبت لجنة السلامة التابعة للوكالة الأوروبية، والتي كانت تجري تقييماً للقاح، مزيداً من الدراسات والتغييرات على الدراسات الحالية، للحصول على مزيد من المعلومات.
رقم صادم في بريطانيا
إذ أكدت وكالة الأدوية البريطانية، في بيان، أنه "من بين 20 مليون جرعة هناك 79 حالة تجلط"، وأن هناك "19 شخصاً توفوا بعد إصابتهم بالجلطات"، وأن "التجلطات أصابت 51 امرأة و28 رجلاً".
كما أشارت الوكالة إلى أن "العلاقة بين الجلطات الدموية واللقاح المذكور تزداد وضوحاً، لكن التأكد من الارتباط المطلق سيحتاج عملاً علمياً مكثفاً".
حظر مستمر في أوروبا
فقد قررت العديد من الدول الأوروبية وقف التلقيح بـ"أسترازينيكا"؛ بعد أن تسبب في مشاكل صحية، آخرها إيطاليا التي قررت حظر دفعة من اللقاح بعد وفاة رجلين في صقلية، عقب فترة وجيزة من تطعيمهما باللقاح.
حيث أوضحت الهيئة الطبية الحكومية بإيطاليا (أيفا)، أن القرار "وقائي"، في الوقت الذي تؤكد فيه أنه لم تثبت أي صلة بين التطعيم "والأحداث الخطيرة التي أعقبته"، دون أن تحدد الأحداث التي أشارت إليها.
بينما ذكرت مصادر إيطالية، أن روما تحركت بعد وفاة ضابط البحرية ستيفانو باتيرنو (43 عاماً)، في وقت سابق من هذا الأسبوع، مما يشتبه في أنها أزمة قلبية بعد يوم من تلقيه جرعة التطعيم.
في شمال القارة "العجوز"، قالت السلطات الصحية بالدنمارك والنرويج، الخميس، إنها علَّقت مؤقتاً استخدام لقاح شركة أسترازينيكا، بعد تقارير عن تكوُّن جلطات دموية لدى بعض مَن تم تطعيمهم.
تأتي هذه الخطوة بعد أن أوقفت النمسا استخدام دفعة من جرعات لقاح أسترازينيكا، ريثما تُحقق في حالة وفاة بسبب تجلُّط دموي وانسداد رئوي.
كما قالت السلطات الصحية الدنماركية، إن قرار البلاد تعليق التطعيم لمدة أسبوعين جاء بعد أن أصيبت امرأة بالدنمارك تبلغ من العمر 60 عاماً، حصلت على جرعة من لقاح أسترازينيكا من الدفعة نفسها التي استُخدمت في النمسا، بجلطة دموية وتوفيت.
بينما صرح جير بوكولم، مدير إدارة الوقاية من العدوى ومكافحتها بالمعهد النرويجي للصحة العامة، في مؤتمر صحفي: "هذا قرار احترازي".
تشكيك في فاعلية لقاح أسترازينيكا
عبّر عنه مجموعة من المراقبين المستقلين التابعين لمعاهد الصحة الوطنية الأمريكية في المعلومات التي قدمتها شركة أسترازينيكا بشأن فاعلية لقاحها، واتهموا الشركة بتقديم معلومات قديمة، ودعوها إلى تقديم بيانات حديثة وأكثر دقة حول لقاح أسترازينيكا، وفق ما نشرته وكالة Associated Press الأمريكية.
بينما دافع مختبر لقاح أسترازينيكا عن لقاحه الذي يرفض قسم كبير من الأوروبيين تلقيه، مؤكداً أنه فعّال لدى الأشخاص المسنّين، ولا يزيد خطر حصول جلطات دموية، كما أن وكالة الدواء الأوروبية ومنظمة الصحة العالمية دافعتا بدورهما عن "فاعلية اللقاح" البريطاني.