قالت صحيفة The New York Times، الثلاثاء 6 أبريل/نيسان 2021، نقلاً عن مسؤول أمريكي، إن إسرائيل أبلغت الولايات المتحدة بأنها هاجمت سفينة إيرانية كانت متمركزة في البحر الأحمر، وهو هجوم أكدته طهران رسمياً اليوم الأربعاء.
المسؤول الأمريكي، الذي تحدث للصحيفة شريطة عدم ذكر اسمه، قال إن تل أبيب أخطرت واشنطن بشأن الهجوم الهجوم على السفينة صباح الثلاثاء بالتوقيت المحلي، وأوضح أن الإسرائيليين وصفوا الهجوم بأنه رد انتقامي على هجمات إيرانية سابقة ضد سفن إسرائيلية.
أضاف المصدر نفسه أن السفينة الإيرانية "سافيز" تعرضت لأضرار تحت خط الماء (غاطس السفينة)، فيما لم يتضح على الفور الموقع الدقيق للسفينة في البحر الأحمر.
في المقابل، لم يصدر تعليق من المسؤولين الإسرائيليين حتى صباح اليوم الأربعاء حول الهجوم، وإن كان من النادر في الأصل أن تؤكد تل أبيب أو تنفي مسؤوليتها عن هذا النوع من العمليات التي تُشن ضد إيران.
وفي أول تأكيد رسمي من طهران على الهجوم، ذكرت وزارة الخارجية الإيرانية، اليوم الأربعاء، أن السفينة الإيرانية "سافيز" استُهدفت في البحر الأحمر، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية سعيد خطيب زادة: "الانفجار وقع صباح الثلاثاء بالقرب من ساحل جيبوتي وتسبب في أضرار طفيفة، لكن لم تحدث إصابات".
زادة أشار إلى أن السفينة كانت متمركزة هناك لتأمين المنطقة من القراصنة، وفق قوله، مشيراً إلى أن الأمر ما يزال قيد التحقيق، وفقاً لما ذكرته وكالة رويترز.
مناوشات بين إسرائيل وإيران
وتعرضت السفينة الإيرانية لأضرار من جرّاء ما يبدو أنه هجوم بـ"لغم لاصق"، وذلك في تصعيد جديد للمناوشات البحرية الغامضة التي اتسمت بها التبادلات بين الخصمين في السنوات الأخيرة.
عدة وسائل إخبارية إيرانية نشرت صوراً لألسنة اللهب والدخان المتصاعد من السفينة التي تعرضت للهجوم، لكن لم يتضح الحجم الكامل للأضرار.
هذه المناوشات بين الطرفين مستمرة منذ عامين، لكنها كانت تتضمن في السابق نوعاً مختلفاً من الأهداف، ومنذ عام 2019، هاجمت إسرائيل عدة سفن تجارية كانت تحمل النفط والأسلحة الإيرانية عبر شرق البحر المتوسط والبحر الأحمر، وهي جبهة بحرية جديدة فتحتها إسرائيل في حرب الظل الإقليمية التي لطالما دارت براً وجواً.
بالإضافة إلى ذلك، قال المسؤول الأمريكي لـ"نيويورك تايمز" إنه من المحتمل أن يكون الهجوم قد تأجّل للسماح لحاملة الطائرات الأمريكية "دوايت أيزنهاور"، الموجودة في المنطقة، باتخاذ مسافة مناسبة بينها وبين السفينة "سافيز".
أشار المسؤول أيضاً إلى أن "أيزنهاور" كانت على بعد نحو 322 كيلومتراً عندما هُوجمت السفينة "سافيز".
والسفينة "إيران سافيز"، وإن كانت تُصنَّف تقنياً على أنها سفينة شحن، فإنها أول سفينة إيرانية، من المعروف أنها متمركزة للاستخدام العسكري، تتعرّض لهجومٍ في المناوشات الإسرائيلية الإيرانية الأخيرة.
يُذكر أن "المعهد البحري الأمريكي" كان قد نشر تقريراً في أكتوبر/تشرين الأول 2020 أكّد فيه أن "سافيز" سفينةٌ عسكرية سرية يديرها الحرس الثوري الإيراني، وذكر التقرير أن رجالاً يرتدون زياً عسكرياً كانوا موجودين على متن السفينة، وأن زورقاً يستخدمه الحرس الثوري الإيراني عادةً، وله هيكل مشابه لزوارق "بوسطن ويلر" الأمريكية، كان على ظهر السفينة.
على الجانب الآخر، ردّت إيران على الهجمات الإسرائيلية وانخرطت في مواجهة سرية معها. وقال مسؤول إسرائيلي إن آخر حادثة أُبلغ عنها في هذا السياق وقعت في 25 مارس/آذار، عندما أصيبت سفينة حاويات مملوكة لإسرائيل، وتُدعى "لوري"، بصاروخ إيراني في بحر العرب. ولم ترد أنباء وقتها عن وقوع إصابات أو أضرار جسيمة.