أجرى الرئيس الأمريكي جو بايدن، الأربعاء 7 أبريل/نيسان 2021، مكالمة هاتفية جمعته مع العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، عبَّر فيها عن دعم أمريكا القوي للأردن وتأكيد أهمية قيادته بالنسبة لأمريكا والمنطقة، وذلك وفق ما قالته جين ساكي، المتحدثة باسم البيت الأبيض.
وقال بايدن إنه اتصل بالملك عبد الله لإبلاغه بأن له صديقا في أمريكا وأنه ليس قلقا على الوضع في الأردن
من جهتها، أكدت وكالة الأنباء الأردنية الرسمية، أن الملك عبدالله الثاني" تلقى اتصالاً هاتفياً، اليوم الأربعاء، من الرئيس الأمريكي جو بايدن، أعرب خلاله عن تضامن الولايات المتحدة الأمريكية التام مع الأردن، بقيادة جلالته، وتأييدها لإجراءات وقرارات المملكة للحفاظ على أمنها واستقرارها".
مكالمة الرئيس الأمريكي تأتي عقب صدور أول تعليق للعاهل الأردني على الأحداث الأخيرة التي شهدتها المملكة، باعتقال مسؤولين كبار في الدولة ووضع ولي العهد السابق، الأمير حمزة، تحت الإقامة الجبرية.
إذ قال العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، في رسالة، الأربعاء، إن "الفتنة وُئدت، وإن أردننا الأبيَّ آمن مستقر"، وأضاف أن الأردن "سيظل محصَّناً بعزيمة الأردنيين، منيعاً بتماسكهم، وبتفاني جيشنا العربي الباسل وأجهزتنا الأمنية الساهرة على أمن الوطن".
من جانبها، عبَّرت رئيسة مفوضية الاتحاد الأوروبي، أورسولا فون دير لاين، عن دعم الاتحاد لقرارات المملكة، وذلك خلال لقائها الملك عبدالله بالعاصمة عمّان، وفق بيان للديوان الملكي.
وقال الديوان، إن الطرفين بحثا أوجه التعاون بين الأردن والاتحاد الأوروبي في شتى الميادين، إضافة إلى آخر المستجدات إقليمياً ودولياً.
خلال الأيام الماضية، أعربت العديد من الدول والمنظمات الإقليمية والدولية عن تضامنها مع الأردن.
الأيام الماضية كانت "الأكثر إيلاماً" للملك
في الرسالة نفسها، التي بعث بها في وقت سابق من اليوم الأربعاء، قال الملك عبدالله إن الأردن اعتاد مواجهة التحديات، "واعتدنا الانتصار على التحديات، وقهرنا على مدى تاريخنا كل الاستهدافات التي حاولت النيل من الوطن، وخرجنا منها أشد قوة وأكثر وحدة".
بخصوص الأحداث الأخيرة التي شهدها الأردن، قال الملك عبدالله: "لم يكن تحدي الأيام الماضية الأصعبَ أو الأخطرَ على استقرار وطننا، لكنه كان لي الأكثر إيلاماً".
كما أوضح أن "أطراف الفتنة كانت من داخل بيتنا الواحد وخارجه، ولا شيء يقترب مما شعرت به من صدمة وألم وغضب، كأخ وكوليّ أمر العائلة الهاشمية، وكقائد لهذا الشعب العزيز".
"لكن -يقول العاهل الأردني- لا فرق بين مسؤوليتي إزاء أسرتي الصغيرة وأسرتي الكبيرة، فقد نذرني الحسين -طيّب الله ثراه- يوم وُلدت لخدمتكم، ونذرت نفسي لكم، وأكرِّس حياتي لنكمل معاً مسيرة البناء والإنجاز في وطن العز والسؤدد والمحبة والتآخي".
الملك عبدالله يكشف وضعية الأمير حمزة
العاهل الأردني الملك عبدالله قال إنه قرر التعامل مع موضوع الأمير حمزة في إطار الأسرة الهاشمية، وأوكل هذا المسار إلى عمه الأمير الحسن بن طلال.
إذ أوضح الملك عبدالله قائلاً: "التزم الأمير حمزة أمام الأسرة بأن يسير على نهج الآباء والأجداد، وأن يكون مخلصاً لرسالتهم، وأن يضع مصلحة الأردن ودستوره وقوانينه فوق أي اعتبارات أخرى، وحمزة اليوم مع عائلته في قصره برعايتي".
"فيما يتعلق بالجوانب الأخرى فهي قيد التحقيق، وفقاً للقانون، إلى حين استكماله، ليتم التعامل مع نتائجه، في سياق مؤسسات دولتنا الراسخة، وبما يضمن العدل والشفافية"، يوضح الملك عبدالله.
العاهل الأردني قال إن "الخطوات القادمة ستكون محكومة بالمعيار الذي يحكم كل قرارتنا: مصلحة الوطن ومصلحة شعبنا الوفي".
وختم قائلاً: "إذ يواجه وطننا تحديات اقتصادية صعبة فاقمتها جائحة كورونا، وندرك ثقل الصعوبات التي يواجهها مواطنونا. ونواجه هذه التحديات وغيرها، كما فعلنا دائماً، متّحدين، يداً واحدة في الأسرة الأردنية الكبيرة والأسرة الهاشمية، لننهض بوطننا، وندخل مئوية دولتنا الثانية متماسكين، متراصين، نبني المستقبل الذي يستحقه وطننا".