قررت السلطات الأردنية، الثلاثاء 6 أبريل/نيسان 2021، فرض حظر على وسائل الإعلام في المملكة، تتعلق بنشر ما هو مرتبط بقضية الأمير حمزة بن الحسين، ولي العهد الأردني السابق، محذرةً من أن مخالفة هذا القرار تستوجب العقوبة.
وكالة الأنباء الأردنية الرسمية "بترا" نقلت عن نائب عمّان، حسن العبداللات، قوله إن "حظر النشر يشمل وسائل الإعلام المرئي والمسموع ومواقع التَّواصل الاجتماعي كافة".
يتضمن الحظر منع "نشر وتداول أيِّ صور أو مقاطع مصورة (فيديوهات)، تتعلق بهذا الموضوع وتحت طائلة المسؤولية الجزائية".
يأتي هذا القرار بعد ساعات قليلة من نشر تسجيل مسرب للحوار الذي دار بين الأمير حمزة، وقائد الجيش اللواء يوسف الحنيطي، حيث طلب الأخير من الأمير عدم الخروج من بيته وحصر لقاءاته على أفراد العائلة، والتوقف عن انتقاد الحكومة، والتغريد على تويتر.
لكن الأمير حمزة كما ظهر التسجيل لم يتقبل إملاءات قائد الجيش، قبل أن يطلب منه مغادرة بيته إلى جانب العناصر التي رافقته.
حظي التسجيل الصوتي بانتشار كبير بين الأردنيين على شبكات التواصل الاجتماعي، وتسبب بتصدر هاشتاغ "#كلنا_الامير_حمزه" قائمة التغريدات الأكثر تداولاً في المملكة، حيث أعرب أردنيون عن دعمهم للأمير.
وعادة ما تلجأ الحكومة الأردنية إلى فرض قرار بحظر النشر حول القضايا الكبيرة التي تتصدر حديث الرأي العام في الأردن، كما حدث سابقاً في أزمة نقابة المعلمين، وتُقابل مثل هذه القرارات بانتقادات، يرى أصحابها أنها تقيّد حرية التعبير في البلاد.
لا يعتبر الأمير حمزة مصدر خطر على النظام الملكي الذي يتمتع بالتأييد الكامل من الجيش والأجهزة الأمنية، لكنه كسب تعاطفاً بين الأردنيين المتشككين في اتهامات الحكومة بأن له صلات بالخارج، والذين يقولون إنها حملة لتشويه سمعته، وفقاً لما أوردته وكالة رويترز.
وفي ردود الأفعال حول ما تعرض له الأمير حمزة، قال مستخدم لتويتر يُدعى علي الطراونة في تغريدة: "هذا اغتيال شخصية بدون أدلة".
كذلك كتبت مؤيدة للأمير حمزة لم تذكر من اسمها سوى رزان على تويتر تقول: "لا خير في بلد يسجن أميره".
في المقابل، يرى آخرون أن الأمير مدفوع فقط بالرغبة في الانتقام لتحييده بعد تجريده من ولاية العرش، وأنه يحاول كسب الشعبية في التجمعات العشائرية بتقليد نبرة ولغة والده الملك الراحل الذي يحظى بمكانة كبيرة بين أبناء الشعب.
بحسب وكالة رويترز، فإن الأمير حمزة أغضب القصر الملكي بمساعيه لكسب ود أبناء العشائر الأقل حظاً الذين شعروا في السنوات الأخيرة بوطأة الانكماش الاقتصادي وعجز الدولة عن مواصلة توفير الوظائف التي كانت تستوعب لفترة طويلة أبناء العشائر في المناطق الريفية والبدوية.
كان الأمير حمزة قد نفى، في تسجيل مصور، أن يكون جزءاً من أية مؤامرة في الأردن، كما تعهد في رسالة نشرها الديوان الملكي، أمس الإثنين، بالولاء للملك عبدالله بعد وساطة من الأسرة، وذلك عقب يومين من وضعه رهن الإقامة الجبرية.