قالت وزارة الخارجية المصرية في بيان، الثلاثاء 6 أبريل/نيسان 2021، إن جولة المفاوضات حول سد النهضة الإثيوبي التي عُقدت مع إثيوبيا والسودان في كينشاسا يومي الرابع والخامس من أبريل/نيسان لم تحقق تقدماً.
بينما قال وزير الخارجية السوداني إن خطوات إثيوبيا الأحادية بشأن سد النهضة انتهاك واضح للقانون الدولي. وأدلى الوزير بالتصريحات في كينشاسا بعد أن انتهت محادثات استمرت يومين بين السودان ومصر وإثيوبيا دون تحقيق تقدم.
إذ كانت وفود من الدول الثلاث قد اجتمعت في جمهورية الكونغو الديمقراطية أملاً في كسر جمود المفاوضات حول المشروع الذي تقول إثيوبيا إنه مهم لتنميتها الاقتصادية وتوليد الكهرباء.
لا جديد في مفاوضات سد النهضة
فقد أعلنت مصر، الثلاثاء، أن المحادثات التي انعقدت في العاصمة الكونغولية كينشاسا، لم تحقق تقدماً ولم تتوصل إلى اتفاق بشأن إعادة إطلاق مفاوضات سد "النهضة" الإثيوبي.
جاء ذلك وفق بيان الخارجية المصرية، غداة ختام اجتماعات عقدت في كينشاسا، الأسبوع الجاري، اعتبرتها القاهرة في وقت سابق "فرصة أخيرة" للتوصل إلى اتفاق حول ملء وتشغيل السد الإثيوبي المتعثرة مفاوضاته.
أفاد البيان بأن "جولة المفاوضات التي عُقدت في كينشاسا حول سد النهضة (على المستوى الوزاري) خلال يومي 4 و5 أبريل/نيسان الجاري، لم تحقق تقدماً ولم تفضِ إلى اتفاق حول إعادة إطلاق المفاوضات".
كما أوضح أن "إثيوبيا رفضت المقترح الذي قدمه السودان وأيدته مصر بتشكيل رباعية دولية تقودها جمهورية الكونغو الديمقراطية التي ترأس الاتحاد الإفريقي للتوسط بين الدول الثلاث".
أضاف أن أديس أبابا رفضت أيضاً "كافة المقترحات والبدائل الأخرى التي طرحتها مصر وأيدتها السودان من أجل تطوير العملية التفاوضية، لتمكين الدول والأطراف المشاركة في المفاوضات كمراقبين من الانخراط في المباحثات والمشاركة في تسيير المفاوضات".
هل فشلت "الفرصة الأخيرة"؟
قبل انطلاقة المفاوضات قالت مصر إن أحدث اجتماع بينها وبين السودان وإثيوبيا بشأن سد النهضة الإثيوبي ربما يكون "فرصة أخيرة" قبل أن تملأ أديس أبابا السد للعام الثاني على التوالي.
إذ انتهت محاولات سابقة بهدف التوصل إلى الاتفاق بشأن السد الضخم الذي تبنيه إثيوبيا على النيل الأزرق إلى طريق مسدود.
تقول إثيوبيا إن للسد دوراً محورياً في تنميتها الاقتصادية وتوليد الكهرباء. أما مصر فتخشى أن يعرض إمداداتها من مياه نهر النيل للخطر، في حين يساور السودان القلق بشأن سلامة السد وتنظيم تدفق المياه عبر السدود ومحطات المياه على أراضيه.
كما قالت إثيوبيا إنها ستعمد مجدداً إلى ملء خزان سد الطاقة الكهرومائية الضخم بعد بدء موسم الأمطار هذا الصيف، وهو تحرك تعارضه كل من مصر والسودان.
فيما قالت الخارجية المصرية في بيان: "هذه المفاوضات بمثابة فرصة أخيرة يجب أن تقتنصها الدول الثلاث من أجل التوصل لاتفاق على ملء وتشغيل سد النهضة خلال الأشهر المقبلة وقبل موسم الفيضان المقبل".
كان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قال الأسبوع الماضي: "محدش هيقدر ياخد نقطة مياه من مصر واللي عاوز يجرّب يجرّب.. إحنا ما بنهددش حد، وإلا هيبقى في حالة عدم استقرار في المنطقة لا يتخيلها أحد".
السودان يتهم إثيوبيا برفع السقف
أما السودان فإنه منخرط حالياً في نزاع حدودي مع إثيوبيا بشأن منطقة الفشقة الخصيبة، وانتهى أمس السبت من تدريبات عسكرية مشتركة مع مصر.
قال السودان في بيان منفصل إن إثيوبيا "رفعت السقف للمطالبة ببحث قسمة مياه النيل" خلال المفاوضات.
كان فيليكس تشيسيكيدي، رئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية ورئيس الاتحاد الإفريقي والوسيط في المفاوضات، قد افتتح المحادثات بين الأطراف الثلاثة في وقت سابق اليوم.
وقال تشيسيكيدي: "أدعوكم جميعاً لبداية جديدة.. لفتح نافذة أو عدة نوافذ للأمل.. لانتهاز الفرص الجديدة.. لإشعال شعلة الأمل".