كشفت صحيفة Washington Post الأمريكية، الثلاثاء 6 أبريل/نيسان 2021، أن وفداً سعودياً رفيع المستوى، برئاسة وزير الخارجية فيصل بن فرحان، وصل أمس الإثنين إلى الأردن، للمطالبة بالإفراج عن باسم عوض الله رئيس الديوان الملكي الأردني السابق، الذي تم اعتقاله "لأسباب أمنية".
قلق سعودي من اعتقال باسم عوض الله
الصحيفة قالت إن أعضاء الوفد السعودي، خلال لقائهم مع نظرائهم الأردنيين، طالبوا بالإفراج عن باسم عوض الله الذي تم اعتقاله يوم السبت، فيما قال مسؤول استخباراتي رفيع المستوى بالشرق الأوسط مطلع إن السعوديين طلبوا الإذن بالزيارة بعد ساعات قليلة فقط من بدء أنباء الانقلاب المزعوم.
كما كشف المسؤول أنه بعد إجراء لقاءات مع الأردنيين، الإثنين، اتجه الوفد السعودي إلى أحد فنادق عمان مع استمراره في طلب السماح لعوض الله بالمغادرة معهم إلى السعودية والتي يملك جواز سفرها.
مسؤول مخابرات الشرق الأوسط قال إن إصرار السعودية على الإفراج الفوري عن عوض الله قبل أي إجراء قضائي أو توجيه اتهامات رسمية يثير الدهشة في المنطقة، مضيفاً أن أعضاء الوفد السعودي أصر على اصطحاب عوض الله معهم حيث كانوا يقولون إنهم "لن يغادروا البلاد بدونه".
رد فعل السعودية وإبداء قلقها على مصير عوض الله أثارا العديد من التساؤلات، إذ قال المسؤول الاستخباراتي إن المسؤولين السعوديين "يبدو أنهم قلقون بشأن ما سيقوله".
اعتقال باسم عوض الله
يأتي هذا بعد أن كشفت الوكالة الأردنية "بترا"، في وقت سابق، أن السلطات الأمنية قامت باعتقال الشريف حسن بن زيد وباسم إبراهيم عوض الله وآخرين، لأسبابٍ أمنيّة.
الوكالة نقلت عن مصدر أمني قوله: "إنه وبعد متابعة أمنية حثيثة تمّ اعتقال المواطنين الأردنيين الشريف حسن بن زيد وباسم إبراهيم عوض الله وآخرين لأسبابٍ أمنيّة"، وأضاف المصدر أنّ التحقيق في الموضوع جارٍ.
إذ يعتبر الشريف حسن بن زيد من أفراد العائلة الملكية في الأردن، بينما كان باسم إبراهيم عوض الله قد شغل منصب رئيس الديوان الملكي الأردني، إضافة إلى منصب المبعوث الخاص للعاهل الأردني إلى السعودية قبل إقالته عام 2018.
كما يعتبر باسم عوض الله الأكثر جدلاً في المملكة؛ لارتباطه ببرنامج التحول الاقتصادي حينما شغل منصب وزير التخطيط والتعاون الدولي، وبعدها عمل رئيساً للديوان الملكي الأردني.
علاقة عوض الله كانت ممتدة نحو القصر الملكي السعودي، إذ يعتبر الصديق المقرب والمستشار لولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وهو ما ظهر جلياً إبان مرحلة الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز، وفقاً لمصادر أردنية رسمية رفضت الإفصاح عن هويتها.
لم يتوقف ارتباطه بمحمد بن سلمان فحسب، فبعد إنهاء مشروعه في الأردن، توجه إلى الإمارات، حيث عُيّن عضواً في مجلس إدارة كلية دبي للإدارة الحكومية عام 2008.
بعد ذلك، التحق عوض الله بالعمل في مؤسسة سعودية يديرها رجل الأعمال السعودي صالح كامل، الذي اعتقله بن سلمان ضمن حملته على رجال الأعمال والأمراء، ثم انتقل للعمل مديراً تنفيذياً لشركة "طموح" الإماراتية ومقرها دبي، إضافة لعضويته في مجلس إدارة مجموعة البركة المصرفية الإسلامية في البحرين، وفقاً للمصادر الأردنية.
مؤشرات احتواء الأزمة في الأردن
ونشر الديوان الملكي الأردني، مساء الإثنين 5 أبريل/نيسان 2021، رسالة وقّعها ولي العهد السابق الأمير حمزة، يؤكد فيها ولاءه لأخيه، عاهل البلاد الملك عبدالله الثاني بن الحسين.
حيث قال الأمير حمزة، حسب تلك الرسالة، إنه يضع نفسه "بين يدي جلالة الملك"، مؤكداً أنه سيبقى "على عهد الآباء والأجداد، وفياً لإرثهم، سائراً على دربهم… وسأكون دوماً لجلالة الملك وولي عهده عوناً وسنداً".
يأتي ذلك غداة إعلان السلطات، الأحد 4 أبريل/نيسان 2021، أن "تحقيقات أولية" أظهرت تورط الأمير حمزة (41 عاماً) مع "جهات خارجية" وما تسمى "المعارضة الخارجية" في "محاولات لزعزعة أمن البلاد"، و"تجييش المواطنين ضد الدولة". وهو ما نفاه الأمير، عبر تسجيل مصور منسوب إليه.
فيما أعلنت الحكومة الأردنية، السبت 3 أبريل/نيسان 2021، عن اعتقالات شملت رئيس الديوان الملكي الأسبق، باسم عوض الله، وأحد الأشراف و16 شخصاً آخرين. فيما تحدثت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية عن "مؤامرة" للإطاحة بالملك عبدالله.
بالرغم من أن قائد الجيش، اللواء يوسف الحنيطي، نفى منذ اللحظات الأولى وضع الأمير حمزة تحت الإقامة الجبرية، إلا أن الأخير قال، في أكثر من تسجيل صوتي منسوب إليه، إنه قيد الإقامة الجبرية، مشدّداً على أن قربه من المواطنين وسماع همومهم لا يمثل عبثاً بأمن الوطن، ومؤكداً أنه لا توجد أجندات ولا تخطيط خارجي ولا مؤامرات من خلف الكواليس.
فيما أعربت نور الحسين، ملكة الأردن السابقة، عبر "تويتر"، بعد ساعات من إعلان نجلها، الأمير حمزة، أنه قيد الإقامة الجبرية، عن أملها في أن تسود الحقيقة والعدالة جميع ضحايا ما وصفته بـ"الافتراء الشرير".
يشار إلى أن الأمير حمزة، وهو الأخ غير الشقيق لعاهل البلاد، شغل منصب ولي عهد الأردن بين عامي 1999 و2004، قبل أن يتم نقل اللقب إلى الحسين بن عبدالله، الابن الأكبر للملك الحالي.