أعلن الجيش الأمريكي، الثلاثاء 6 أبريل/نيسان 2021، مقتل شخص أطلق النار في قاعدة فورت ديتريك بولاية ميريلاند. وقال إن المهاجم كان يعمل في مستشفى تابع للبحرية الأميركية.
قبل ذلك أكدت البحرية الأميركية، في وقت سابق الثلاثاء، وقوع حادثة إطلاق النار في القاعدة التي تقع في مقاطعة فريدريك بولاية ميريلاند. ووفق حساب شرطة مقاطعة فريدريك، فإن الحادث تسبب في وقوع إصابتين.
قالت الشرطة إن الشخصين اللذين أطلق النار عليهما في القاعدة التابعة الجيش الأمريكي أصيبا بجروح خطيرة، وفق تقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز.
المتحدث باسم البنتاغون، جون كيربي، قال "إن الوقت لا يزال مبكراً لإعطاء تفاصيل حول ما حدث". وأضاف أن "الأمور تتطور وما زلنا بانتظار جمع الأدلة والوقائع وليس هناك معلومات حتى الآن حول حال المصابين أو مطلق النار".
القواعد العسكرية غير حصينة
كشفت حوادث إطلاق النار والقتل التي شهدتها القواعد العسكرية الأمريكية خلال السنوات الأخيرة عن وجود ثغرات أمنية داخلها، وفق ما ذكره تقرير سابق لمجلة Time الأمريكية.
إذ يقول ألكسندر ديغوزمان، وهو رقيب قوات جوية متقاعد في الجيش الأمريكي، إن العيش في قاعدة عسكرية يشبه العيش في مدينة مغلقة. وبالرغم من التصور العام، لا يكون الأشخاص الموجودون في القواعد العسكرية أكثر تسلحاً ممن هم في مناطق أخرى بالبلاد. وأغلب الأشخاص في القواعد العسكرية لا يحملون أسلحة.
يضيف ديغوزمان في حديثه إلى مجلة Time: "لديك متاجر بقالة، ومدارس، ومنازل، وأماكن يذهب الأشخاص إلى العمل فيها. فالأشخاص الوحيدون الذين يحملون أسلحة هم موظفون معنيون بالأمن (مثل الشرطة العسكرية). والحياة في أي قاعدة (عسكرية) تشبه حقاً (الحياة) في أي مدينة عادية، لكنها (مدينة) مسورة فحسب".
الثغرات الأمنية
يقر القادة العسكريون بأن حماية المنشآت العسكرية -والأشخاص الموجودين بداخلها- من حوادث إطلاق النار يعد إجراءً رئيسياً. كان ديغوزمان، مسؤولاً عن تحديد الحلول الأمنية والثغرات الموجودة في المنشآت العسكرية عندما كان في الخدمة.
إذ قال النقيب تيم كينسيلا، الضابط في الجيش الأمريكي والمسؤول في قاعدة بينساكولا، خلال مؤتمر صحفي عُقد الجمعة: "إن وجود مطلق نار طليق هو شيء يأتي في مقدمة أولوياتنا". وبحسب كينسيلا، كانت الأسلحة النارية ممنوعة داخل المنشأة، حيث وقع إطلاق النار.
يُعد حادث إطلاق النار الذي وقع عام 2009 في قاعدة فورت هود الأكثر فتكاً ضمن الحوادث التي شهدتها القواعد العسكرية. فقد قُتل 13 شخصاً، وجُرح 30 آخرون. وبعد خمس سنوات، وقع حادث آخر في قاعدة فورت هود، حينما مضى مسلح في إطلاق النار مُخلفاً وراءه ثلاثة قتلى و14 جريحاً. وقتل مطلق النار نفسه بعد ذلك.
في عام 2013، قُتل 12 عاملاً في ساحة البحرية الأمريكية بواشنطن دي سي، حيث قتلهم متعهد عسكري، قُتل لاحقاً على يد مسؤولين أمنيين. وفي عام 2015، تعرضت منشأتان عسكريتان في مدينة تشاتانوغا بولاية تينيسي، لهجوم على يد مسلح قتل أربعة أشخاص قبل أن يُرديه رصاص الشرطة قتيلاً.
الدروس المستفادة
قال النقيب كينسيلا إن العسكريين والمدنيين في قاعدة بينساكولا يتلقون تدريباً بانتظام للتأهب أمام حوادث إطلاق النار المحتملة. وأوضح خلال المؤتمر الصحفي: "الأمن يستمر في التغير والتطور.. ننظر إلى الدروس المستفادة من هذا، وإذا أملت الضرورة سوف (نجري تغييرات). إنني فخور للغاية باستجابة قسم الأمن لدي.. أعتقد أن الأمر كان من الممكن أن يكون أسوأ بكثير".
لم يقدم كينسيلا أية تفاصيل محددة بشأن الخطط الأمنية الخاصة بالقاعدة العسكرية. فيما يضيف ديغوزمان أن الجيش الأمريكي يحتاج مواصلة تثقيف العامة والعسكريين بشأن الإشارات التحذيرية التي يمكن أن تمنع وقوع حوادث إطلاق النار.
يقول ديغوزمان: "طالما كان الجيش الأمريكي بارعاً ومنهجياً في كيفية الاستجابة إلى مثل هذه الأنواع من الحوادث. يحتاج الجميع أن يكونوا مطلعين على ما يدور حولهم، ومن ثم يمكن تحديد الإشارات سلفاً".
في السياق، تستخدم القاعدة في بينساكولا، التي وقع فيها حادث إطلاق النار، والتي يتمركز فيها حوالي 16 ألف جندي، من البحرية الأمريكية، لبرامج تدريب العسكريين من بلدان حليفة. ويتلقى مئات الجنود السعوديين كل عام تدريبات مع الجيش الأمريكي.