أوكل العاهل الأردني الملك عبدالله، مهمة التعامل مع موضوع الأمير حمزة إلى عمه الأمير الحسن، الذي تواصل بدوره مع الأمير ولي العهد السابق، وذلك وفق ما أعلن عنه الديوان الملكي الهاشمي، الإثنين 5 أبريل/نيسان 2021، في تغريدة على حسابه الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر".
جاء في التغريدة نفسها، أن الأمير حمزة "أكد أنه يلتزم بنهج الأسرة الهاشمية، والمسار الذي أوكله جلالة الملك إلى الأمير الحسن"، دون تقديم تفاصيل إضافية.
وكان الأردن قد شهد حملة اعتقالات، السبت 3 أبريل/نيسان، طالت رئيس الديوان الملكي الأسبق باسم عبدالله ومسؤولين آخرين، فيما تم إخضاع ولي العهد السابق والأخ غير الشقيق للملك، الأمير حمزة بن الحسين، للإقامة الجبرية مع أفراد آخرين من أسرته، وسط تضارب الأنباء بشأن مصيره أو دوره في الأحداث التي أدت لحملة الاعتقالات غير المسبوقة.
"تصعيد" الأمير حمزة
بيان الديوان الملكي الهاشمي جاء بعد ساعات من نشر نشر الأخ غير الشقيق للعاهل الأردني الملك عبدالله، الأمير حمزة بن الحسين، تسجيلاً صوتياً يقول فيه إنه لن يلتزم بأوامر الجيش له بعدم إجراء اتصالات مع العالم الخارجي، وذلك بعد وضعه رهن الإقامة الجبرية واتهامه بمحاولة زعزعة استقرار البلاد.
حسب وكالة "رويترز" للأنباء، فإن الأمير حمزة، ولي العهد السابق، صرح في التسجيل الذي وزعته المعارضة، بأنه لن يلتزم بالأوامر بعد منعه من أي نشاط ومطالبته بالتزام الصمت.
جاء في التسجيل، وفق ما نشرته رويترز: "أنا ما بدي أتحرك عشان أبدأ أصعّد هسه (الآن). بس أنا أكيد مش راح التزم لما يقولك ممنوع تطلع، ممنوع تغرد، وممنوع تتواصل مع الناس. وبس مسموح لك تشوف العائلة".
كما أضاف: "هذا شوية يعني أتوقع إنه مش مقبول بأي شكل من الأشكال. وحالياً منتظر الفرج".
كما اختتم كلامه بالقول: "الوضع صعب شوي… جاني رئيس الأركان يهدد باسم مدراء الأجهزة. أنا سجلت كلامه ووزعته لمعارفي بالخارج وأهلي على أساس إذا صار أي شيء… وبانتظار نشوف شو بدن يعملوا".
جدير ذكره، أن الأمير حمزة سبق أن نشر تسجيلاً مصوراً، السبت الماضي، أرسله محاميه إلى هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) يوم السبت، اتهم فيه الأمير قادة الأردن بالفساد، فيما بدا أنها محاولة لاستغلال مشاعر الإحباط على المستوى الشعبي.
بيان الجيش الأردني
أعلن فيه، الإثنين 5 أبريل/نيسان، جاهزيته للتصدي لأي "مساعٍ يراد بها تقويض أمن الوطن وترويع مواطنيه، وزعزعة أمن واستقرار المملكة"، وذلك وفق تصريح لقائد الجيش الأردني، اللواء يوسف الحنيطي.
خلال متابعته تمريناً عسكرياً في المنطقة الشرقية بالمملكة، قال الحنيطي إن "القوات المسلحة والأجهزة الأمنية لديها من القدرة والكفاءة والاحترافية ما يمكِّنها من التعامل مع أي مستجدات تطرأ على الساحتين المحلية والإقليمية بمختلف المستويات ومواجهة جميع أشكال التهديد على الواجهات الحدودية، وبالقوة"، وفق بيان بثه الجيش على موقعه الإلكتروني.
كما أضاف أن القوات المسلحة والأجهزة الأمنية قادرة أيضاً على التصدي لـ"أية مساعٍ يراد بها تقويض أمن الوطن وترويع مواطنيه، وزعزعة أمن واستقرار المملكة؛ التزاماً منها بواجبها الوطني تجاه الوطن وقيادته الهاشمية".
على الرغم من أن قائد الجيش نفى منذ اللحظات الأولى، وضع الأمير حمزة تحت الإقامة الجبرية، فإن الأخير قال في أكثر من تسجيل صوتي منسوب إليه، إنه قيد الإقامة الجبرية.
هل أقلقت تحركاته الملك؟
هذا ما ذهبت إليه صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، الأحد 4 أبريل/نيسان، نقلاً عن عدد من الدبلوماسيين الغربيين والعرب، الذين يشككون في رواية الحكومة الأردنية بخصوص الأحداث الأخيرة، واعتبروا أن هناك ترويجاً لشائعات حول محاولة الإطاحة بالملك، دون وجود أدلة كافية تؤكد ذلك، مشيرة إلى أن تحركات الأمير حمزة في عدد من القبائل هي التي أقلقت الملك عبدالله.
ونقلت الصحيفة نفسها، تصريحاً لدبلوماسي غربي، قال فيه إنه "لا توجد أية دلائل على شخص ما من الجيش الأردني يدبر مؤامرة تستهدف ملك البلاد أو من أجل خلق أي مؤامرة ما".
المصدر نفسه ذهب إلى اعتبار أن ما وقع يوم السبت 3 أبريل/نيسان، هو نتيجة "لتوترات تفاقمت منذ فترة طويلة على مستوى الديوان الملكي"، معتبراً أن يكون اعتقال الأمير حمزة راجعاً إلى الرد على أي تهديد وشيك.
المتحدث نفسه يرجح أيضاً أن تكون موجة الاعتقالات التي قادتها عمّان تحرِّكها "رغبة في خلق تهديد يهدف إلى إبقاء الأردن في دائرة الضوء"، على حد تعبيره.
وأوضح المتحدث ذاته، أن الحكومة الأردنية تعتمد على صورتها باعتبارها "حصناً متيناً ضد اللااستقرار في المنطقة، من أجل كسب دعم الحلفاء، على غرار واشنطن والرياض".
بخصوص الأمير حمزة، قالت الصحيفة إن تحركاته الأخيرة قد تكون هي التي أقلقت الملك، بعد أن تواصل في الفترة الأخيرة "مع القبائل الأردنية التي تشكل قاعدة أساسية لدعم النظام الملكي الأردني".
ويتعلق الأمر، وفق الصحيفة نفسها، بقبائل العجلان، شمال البلاد، حيث تم استقباله خلال هذه الزيارة بهتافات مؤيدة له.