في تطور جديد لقضية الأمير حمزة التي هزت الشارع الأردني، كشف تسجيلٌ صوتيٌّ مسربٌ أن رئيس أركان الجيش الأردني، اللواء يوسف الحنيطي، حذَّر الأمير حمزة بن الحسين من التحدث إلى قادة العشائر وغيرهم من المُعارضين في المملكة، بعد أن وضعه تحت الإقامة الجبرية بمنزله أول من أمس السبت، وذلك وفق ما أورده تقرير لموقع middleeasteye البريطاني، الإثنين 5 أبريل/نيسان 2021.
وكان الأردن قد شهد حملة اعتقالات، السبت، طالت رئيس الديوان الملكي الأسبق باسم عبدالله ومسؤولين آخرين، إلى جانب إخضاع الأمير حمزة بن الحسين للإقامة الجبرية مع أفراد آخرين من أسرته، وسط تضارب الأنباء بشأن مصيره أو دوره في الأحداث التي أدت لحملة الاعتقالات غير المسبوقة.
حسب الصحيفة نفسها، التي أكدت أنها اطلعت على الشريط المسرب، فإن الحنيطي لم يتهم ولي العهد السابق بمحاولة الانقلاب أو الإبقاء على تواصلٍ مع القوى الأجنبية.
ماذا قال رئيس أركان الجيش للأمير؟
سجّل الأمير الأردني المكالمة التي جمعته بقائد الأركان المشتركة للقوات المسلحة سراً، ويبدو فيها صوته وهو يسأل قائد الأركان المشتركة للقوات المسلحة أن يكرر رسالته، ليستوضح ما يُطلب منه.
في تفاصيل المكالمة، قال الحنيطي للأمير حمزة إنه يحمل رسالةً من الجيش، وقوات الأمن، والمخابرات، وأوضح أنه لا يتحدث بالنيابة عن الملك عبدالله الثاني، أخي حمزة غير الشقيق، كما يظهر صوت اللواء في التسجيل وهو يُخاطب الأمير بلقب "سيدي".
من جانبه، أوضح الحنيطي للأمير أنه يجب أن يمتنع عن محاولة التحدث إلى شيوخ القبائل وغيرهم في الأردن من الساخطين على ما تتخذه المملكة من إجراءات.
كما قال قائد الجيش، إن الأجهزة الأمنية والمخابرات باتت على علمٍ بأن الأمير حمزة كان على اتصالٍ بأفرادٍ من القبائل ينتقدون العائلة المالكة بشدةٍ في حوارهم مع الأمير، وإن انتقادهم يطال ولي العهد الحالي الأمير الحسين بن عبدالله.
كذلك، شدد المتحدث نفسه على أن قوات الأمن أرادت الحد من اتصالات الأمير تلك؛ لكونها "تسبب اضطراباً في المملكة".
"كيف تجرؤ على مخاطبتي؟!"
حديث قائد الجيش الأردني، أثار غضب الأمير حمزة، الذي دخل بعدها في نوبة صراخ.
جاء في رد الأمير، حسب التسجيل الصوتي المسرب: "كيف تتجرأ على الحديث إليّ؟ من أنت لتُبلغني ذلك؟ ألا تعرف مع من تتحدث؟ أنا ابن الملك حسين".
ثم صاح الأمير حمزة بعد ذلك في مساعديه: "أحضِروا سيارة الباشا، فهو مُغادر".
لكن الحُنيطي، الذي أُخذ على حين غرةٍ بكل تأكيد، لم يغير من نبرة صوته المؤدبة.
"لا أحد يمنعني"
يستمر صوت قائد أركان الجيش الأردني قائلاً: "فقط أردت إيصال هذه الرسالة"، ثم سأله الأمير: "هل قلت شيئاً خاطئاً خلال تلك الاجتماعات؟".
أجابه رئيس الأركان: "كلا، لكن الأشخاص الذين كنت تتحدث إليهم فعلوا".
عندها أجابه الأمير حمزة ممسكاً بسلاحه: "لا أحد يمكنه منعي من التحدث إلى شعبي".
قبل أن يضيف: "أنتم جميعاً دمرتم هذا البلد، ونشرتم الفساد، والآن تلومونني على هذا".
انتقاد الحكومة
المؤكد أنه خلال حوار الحنيطي مع الأمير لم يتهم الأول الأخير لا بالضلوع في محاولة الانقلاب المتهم بها المعتقلون الآخرون، ولا بالتواصل مع قوىً أجنبيةٍ أو مع أجهزة مخابراتٍ تابعةٍ لها.
نُشر التسجيل الذي أكد صحته حساب الأمير شخصياً، في مقطع فيديو بثته هيئة الإذاعة البريطانية BBC، السبت 3 أبريل/نيسان.
كما ظهر الأمير حمزة بصوته في مقطع الفيديو يقول: "زارني رئيس أركان القوات المسلحة الأردنية هذا الصباح، وأبلغني أنني ممنوعٌ من الخروج من منزلي، ومن التواصل مع الناس أو مقابلتهم؛ لأنه في تلك المقابلات، أو على صفحات التواصل الاجتماعي المتعلقة بتلك الزيارات، كانت هناك انتقاداتٌ للحكومة أو للملك".