مفاوضات سد النهضة تعود بعد أشهر من الجمود.. اجتماع ثلاثي في الكونغو والخرطوم يجدد اتهام إثيوبيا

عربي بوست
تم النشر: 2021/04/04 الساعة 15:47 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/04/05 الساعة 11:51 بتوقيت غرينتش
بدء الملء الثاني للسد/ رويترز

اتهمت السودان الأحد 4 أبريل/ نيسان 2021 إثيوبيا برفع سقف مطالبها بشأن مياه نهر النيل، وذلك في أول يوم من المفاوضات الجارية في الكونغو الديمقراطية حول أزمة سد النهضة، مؤكدة أنها لن تقبل بملء السد ثانية دون التوصل لاتفاق مسبق. 

وزارة الخارجية السودانية نقلت في بيان تأكيد وزير الري والموارد المائية ياسر عباس أن "إثيوبيا رفعت السقف للمطالبة ببحث قسمة مياه النيل"، دون مزيد من التفاصيل.

في الوقت ذاته، أكدت وزيرة الخارجية السودانية، مريم المهدي على ضرورة الوصول لاتفاق قبل الملء الثاني لسد النهضة في يوليو/تموز المقبل.

جاء ذلك في تدوينة عبر "فيسبوك" أشارت فيها لوصول الوفد السوداني إلى الكونغو الديمقراطية للمشاركة بجولة جديدة لمفاوضات السد".

كما قال وزير الري السوداني، ياسر عباس، الأحد، إن "الملء الثاني لسد النهضة الذي تبنيه إثيوبيا، يجب أن يتم بعد الاتفاق مع مصر والسودان".

ونقلت وسائل إعلام سودانية، عن عباس، قوله إن الاتفاق ينبغي أن يشمل قواعد ملء وتشغيل السد، مضيفا أن "القاهرة تشدد على وضع منهج للمفاوضات بين الأطراف الثلاثة في المفاوضات الحالية". 

وفي السياق، أعلنت وكالة أنباء السودان الرسمية، الأحد، أن الوفد الفني السوداني المرافق للوزيرين، اجتمع بمسؤولي الاتحاد الإفريقي والرئاسية الكونغولية.

وأضافت الوكالة، أن الاجتماع عقد بطلب من الوفد السوداني "لتأكيد موقف الخرطوم وشواغلها".

وأوضحت أن تلك الشواغل "شملت ضرورة تعديل وتحديد منهجية فعالة للوساطة، وتسهيل التفاوض بين الدول الثلاث، وعدم قبول الملء الأحادي المعلن من إثيوبيا". 

مفاوضات جديدة 

وتستضيف كينشاسا، جولة مفاوضات جديدة بين القاهرة والخرطوم وأديس أبابا، في أول محادثات مباشرة منذ أشهر سعياً لكسر جمود المفاوضات بشأن سد النهضة. 

وتبدأ الاجتماعات الوزارية بين وزراء الدول الثلاث برعاية الكونغو الديمقراطية، التي تتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الإفريقي، على أن تختتم الإثنين.

وتبحث جولة المحادثات الحالية في كنشاسا منهجيةَ وآليات التفاوض تمهيداً لعودة الأطراف لطاولة المفاوضات بعد انقطاعٍ استمر عدة أشهر.

وتناقش الجولة أيضا مقترح الوساطة الرباعية بإضافة الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، تحت قيادة الاتحاد الإفريقي، والذي يطرحه السودان ومصر، وترفضه إثيوبيا.

وكان وزير المياه والري الإثيوبي سِليشي بقلي قال السبت إن الأشهر المقبلة تعتبر حاسمة لبناء سد النهضة، وإن الأعمال جارية لإنجاح التعبئة الثانية للسد.

وأضاف بقلي، في كلمة نشرتها الوزارة على موقعها، أن البلاد تتوقع أن يعيد اجتماع كنشاسا مسارَ المفاوضات إلى طريقه، وأن يتم الوصول إلى اتفاق مقبول من الجميع، على حد قوله.

وأشار الوزير الإثيوبي إلى أن بلاده تبذل جهوداً مضاعفة لإنتاج أول طاقة كهربائية من سد النهضة بحلول أغسطس/آب المقبل.

أزمة سد النهضة 

وتتفاقم أزمة السد، مع تعثر المفاوضات الفنية بين الدول الثلاث، التي بدأت منذ نحو 10 سنوات، ويديرها الاتحاد الإفريقي منذ أشهر.

فقد أعلنت إثيوبيا نهاية الشهر الماضي، بدء عملية لقطع الغابات في محيط سد النهضة، استعداداً للملء الثاني في يوليو/تموز المقبل، بعد أن أعلنت وزارة الخارجية الإثيوبية، الثلاثاء، أنها "أبلغت المبعوث الأمريكي للسودان، دونالد بوث، بـ"قرارها الحاسم"، بشأن الملء الثاني لسد النهضة".

التحرك الجديد لإثيوبيا بشأن سد النهضة يأتي بعد يوم واحد على تصريحات الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، والتي هدد فيها بشكل غير مباشر إثيوبيا، في حال إصرارها على اتّخاذ إجراءات منفردة بخصوص سد النهضة.

وتتمسك القاهرة والخرطوم بعقد اتفاقية تضمن حصتيهما السنوية من مياه نهر النيل‎ البالغة 55.5 مليار متر مكعب، و18.5 مليار متر مكعب على التوالي.

تحميل المزيد