إيران ترفض أي مفاوضات مباشرة وغير مباشرة مع أمريكا في فيينا: رفع العقوبات أولاً

عربي بوست
تم النشر: 2021/04/04 الساعة 09:29 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/04/04 الساعة 09:29 بتوقيت غرينتش
إيران زادت من تخصيب اليورانيوم بعد تقليص التزاماتها بالاتفاق النووي - رويترز

قال مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون السياسية، عباس عراقجي، الأحد 4 أبريل/نيسان 2021، إنه لن تكون لدينا مفاوضات مباشرة أو غير مباشرة مع الولايات المتحدة في فيينا، مشدّداً على ضرورة التزام أمريكا أولاً بجميع تعهداتها، ورفع جميع العقوبات التي فرضتها على بلاده، وذلك قبل محادثات مزمعة في النمسا خلال أيام لإحياء الاتفاق النووي المبرم بين طهران والقوى العالمية عام 2015.

عراقجي أضاف، في تصريحات له، على هامش اجتماع للجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية البرلمانية، أن ما يسعون إليه في فيينا في اللجنة المشتركة يستند بدقة إلى ما وصفه بمواقف إيران الحاسمة، التي أُعلن عنها مراراً من قبل المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، والمسؤولين في البلاد، متابعاً: "سنتفاوض مع اللجنة المشتركة، ودول 4 + 1، وسنعلن طلبنا وشرطنا لعودتهم إلى الاتفاق النووي".

إلا أنه استدرك قائلاً: "محادثاتنا مع مجموعة 4 + 1 في فيينا مجرد محادثات تقنية وفنية تماماً حول العقوبات التي يجب رفعها، والإجراء الذي يتعين على إيران اتخاذه، وكذلك ما يتعين على الأمريكيين القيام به أولاً"، مُجدداً رفضهم التام لأي خطة تشمل رفعاً تدريجياً للعقوبات الأمريكية أو ما بات يُعرف بـ"مشروع خطوة خطوة".

حيث طالب مساعد وزير الخارجية الإيراني الولايات المتحدة بـ"ضرورة رفع جميع العقوبات التي فُرضت على إيران، ومن ثم نقوم نحن بالتحقق من ذلك، ونعود إلى التزاماتنا"، مضيفاً: "لا يوجد، ولن نقبل بأي خطة لرفع العقوبات تدريجياً".

محادثات فيينا

يشار إلى أن اجتماع القوى العالمية وإيران، يوم الجمعة 2 أبريل/نيسان 2021، عبر الإنترنت، كان قد انتهى إلى الاتفاق على عقد لقاء مباشر في فيينا يوم الثلاثاء 6 أبريل/نيسان الجاري، وهو ما اعتبر خطوة متقدمة في إطار العودة إلى الاتفاق النووي الإيراني.

شارك في الاجتماع المُشار إليه، إيران والصين وروسيا وفرنسا وألمانيا وبريطانيا، وجميعها أطراف في اتفاق 2015.

من جانبه، أوضح الاتحاد الأوروبي أنه سيعقد محادثات بحضور شخصي لكافة الأطراف الموقعة على الاتفاق النووي الإيراني ومع الولايات المتحدة في فيينا "من أجل التحديد الواضح لرفع العقوبات وتنفيذ الإجراءات النووية، بما في ذلك من خلال عقد اجتماعات مجموعات الخبراء ذات الصلة"، مشيراً إلى أن اتصالات "منفصلة" ستجري في فيينا مع الولايات المتحدة.

مواقف "بناءة"

يأتي ذلك في الوقت الذي حثت فيه فرنسا إيران على إبداء موقف بناء في المحادثات غير المباشرة مع واشنطن في العاصمة النمساوية، والتي ستكون جزءاً من مفاوضات أوسع نطاقاً.

جاء الموقف الفرنسي في مباحثات هاتفية أجراها وزير الخارجية الإيرانية محمد جواد ظريف، السبت 3 أبريل/نيسان 2021، مع نظيره الفرنسي جان إيف لودريان.

إذ لفت لو دريان، في بيان، إلى أنه طلب من إيران "تجنب المزيد من الانتهاكات لالتزاماتها النووية. ومن المفترض أن تساعد (المناقشات) في تحديد الخطوات اللازمة في الأسابيع المقبلة من أجل العودة إلى الامتثال الكامل للاتفاق النووي"، مؤكداً أنه شجع طهران على أن تكون "بناءة" في المناقشات المقرر إجراؤها.

بينما طالب ظريف فرنسا بتبني موقف "بناء" تجاه الاتفاق النووي خلال محادثات فيينا. وقال ظريف، في تغريدة عبر تويتر: "طالبت فرنسا بأن تحترم التزاماتها المنصوصة في الاتفاق النووي، والكف عن اتباع العقوبات غير القانونية التي تفرضها الولايات المتحدة".

من جانبه، أكد سعيد خطيب زاده، المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، أن بلاده تعارض أي تخفيف تدريجي للعقوبات، مضيفاً: "لا يجري بحث خطة (للتخفيف) خطوة بخطوة.. السياسة القاطعة للجمهورية الإسلامية الإيرانية هي رفع كل العقوبات الأمريكية".

إيران تزيد أجهزة تخصيب اليورانيوم

كانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية قد أعلنت، يوم الخميس 1 أبريل/نيسان 2021، أن إيران بدأت تخصيب اليورانيوم من خلال مجموعة رابعة من أجهزة الطرد المركزي المتطورة (آي.آر-2 إم) بمنشأة تحت الأرض في نطنز، في انتهاك جديد للاتفاق النووي المبرم مع القوى الكبرى في 2015، حسبما قالت وكالة رويترز في تقرير لها.

الوكالة الدولية ذكرت أنها تحققت من أن إيران بدأت ضخ سادس فلوريد اليورانيوم الطبيعي في مجموعة رابعة من 174 جهاز طرد مركزي آي.آر-2 إم بمحطة تخصيب الوقود، في إشارة إلى محطة نطنز تحت الأرض. وسادس فلوريد اليورانيوم هو الصورة التي تتم بها تغذية أجهزة الطرد المركزي باليورانيوم من أجل التخصيب.

هذه أحدث خطوة بين خطوات عديدة تتخذها إيران لزيادة الضغط على الرئيس الأمريكي جو بايدن، في مواجهة بين الطرفين بخصوص من يجب أن يتحرك أولاً لإنقاذ الاتفاق الذي يستهدف الحد من قدرة إيران على تطوير قنبلة نووية.

تجدر الإشارة إلى أن طهران بدأت العام الماضي، إضافة مزيد من أجهزة الطرد المركزي المتقدمة القادرة على التخصيب بشكل أسرع بكثير من (آي.آر-1).

إدارة بايدن تسعى للتواصل مع إيران

يشار إلى أن إدارة بايدن تسعى للتواصل مع إيران في محادثات حول استئناف الطرفين الالتزام بالاتفاق الذي رفعت بموجبه عقوبات أمريكية ودولية على طهران مقابل تقييدها لبرنامجها النووي.

كانت واشنطن قد انسحبت، في مايو/أيار 2018، من الاتفاق النووي، وفرضت على طهران عقوبات اقتصادية؛ ما دفع إيران إلى الرد بتقليص التزامها ببنود الاتفاق بعد أن انتظرت أكثر من عام.

أما طهران فقد أعلنت، في يناير/كانون الثاني 2020، تعليق جميع تعهداتها الواردة بالاتفاق، رداً على اغتيال واشنطن قبلها بأيام، قائد "فيلق القدس" الإيراني قاسم سليماني، ونائب رئيس "هيئة الحشد الشعبي" العراقي أبومهدي المهندس، وآخرين بقصف جوي في بغداد.

وينص الاتفاق على التزام طهران بالتخلي، لمدة لا تقل عن 10 سنوات، عن أجزاء حيوية من برنامجها النووي، وتقييده بشكل كبير، بهدف منعها من امتلاك القدرة على تطوير أسلحة نووية، مقابل رفع العقوبات عنها.

تحميل المزيد