جيش ميانمار يستهدف معارضيه على الإنترنت.. الكتابة في مواقع التواصل الاجتماعي توصلهم للسجن

عربي بوست
تم النشر: 2021/04/03 الساعة 08:30 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/04/03 الساعة 08:33 بتوقيت غرينتش
صورة من المظاهرات المستمرة ضد الانقلاب العسكري في ميانمار - رويترز

كشفت وسائل إعلام في ميانمار أن قوات الأمن فتحت النار باتجاه المحتجين المطالبين بالديمقراطية، السبت 3 أبريل/نيسان 2021، فقتلت خمسة، في الوقت الذي يكثف فيه الجيش مساعيه لكبح المعارضة بحجب الإنترنت، واعتقال عدد من منتقديه عبر مواقع التواصل الاجتماعي. 

وعلى الرغم من سقوط أكثر من 550 قتيلاً بأيدي قوات الأمن منذ انقلاب الأول من فبراير/شباط الماضي، ما زال يخرج المحتجون في مظاهرات يومياً تعبيراً عن الاعتراض على عودة الحكم العسكري، وإن كان ذلك في مجموعات أصغر ببلدات أصغر. 

إسكات الاحتجاج عبر الإنترنت 

وتشن السلطات حملة للسيطرة على المعلومات، حيث حجبت الاتصال بالإنترنت عن طريق التليفون المحمول وأمرت شركات خدمات الإنترنت، الجمعة، بوقف الاتصال اللاسلكي بالشبكة وحرمان معظم العملاء من الخدمة، ولكن لا زالت بعض الرسائل والصور تُنشر على وسائل التواصل الاجتماعي.

حيث استخدمت مجموعات مناهضة للانقلاب ترددات الراديو، ومصادر الإنترنت التي لا تحتاج للاتصال بالشبكة وخدمات تقديم الأخبار بالرسائل النصية لمواصلة الاتصال، بحسب رويترز. 

وكتب خين سادار، أحد زعماء الاحتجاج، على موقع فيسبوك تحسباً لقطع الإنترنت: "في الأيام التالية، هناك احتجاجات في الشوارع. نفذوا أكبر عدد ممكن من الضربات على غرار حرب العصابات. من فضلكم شاركوا".

كما ذكرت وسائل إعلام رسمية في وقت متأخر الجمعة أن السلطات أصدرت أوامر باعتقال 18 شخصية معروفة، بينهم شخصيات مؤثرة على وسائل التواصل الاجتماعي وصحفيان، بموجب قانون يهدف لمكافحة أي محتوى يحث أفراد القوات المسلحة على العصيان أو إهمال واجبهم.

وعلى الرغم من حظر الجيش منصات للتواصل الاجتماعي مثل فيسبوك، واصل المجلس العسكري استخدامها لتعقب المنتقدين والترويج لرسالته.

إطلاق النار على المحتجين 

الجمعة، أطلقت قوات الأمن في بلدة مونيوا، وسط البلاد، النار باتجاه حشد فقتلت ثلاثة حسبما قالت خدمة ميانمار ناو الإخبارية، في حين سقط قتيل بالرصاص في بلدة باجو بوسط ميانمار وسقط آخر في بلدة ثاتون إلى الجنوب، وفقاً لما قالته بوابة باجو ويكلي جورنال الإخبارية الإلكترونية.

وقال محتج في مونيوا لرويترز عبر تطبيق للتراسل، طالباً عدم ذكر اسمه: "بدأوا إطلاق النار بقنابل الصوت والذخيرة الحية دون توقف". وأضاف: "تراجع الناس ووضعوا حواجز سريعاً.. لكن شخصاً أمامي تلقى رصاصة في الرأس وفارق الحياة على الفور".

ولم ترد الشرطة ومتحدث باسم المجلس العسكري على مكالمات هاتفية تطلب التعليق.

وقالت جمعية مساعدة السجناء السياسيين في وقت سابق اليوم إن قوات الأمن قتلت 550 شخصاً، بينهم 46 طفلاً، منذ أطاح الجيش بالحكومة المنتخبة التي كانت تقودها أونج سان سو تشي.

وتوقفت إلى حد كبير المظاهرات التي اجتذبت عشرات الآلاف في المدن الكبرى خلال الأيام الأولى من تحدي المعارضين للجيش، حيث أصبح معارضو الانقلاب يخرجون في مسيرات صغيرة تنفض سريعاً قبل أن تتمكن قوات الأمن من الرد.

وإضافة إلى الفوضى في المستعمرة البريطانية السابقة، التي كانت تسمى بورما، اندلعت مصادمات عنيفة بين القوات المسلحة والمتمردين من الأقليات العرقية في منطقتين على الأقل.

"لن نستسلم"

وأظهر مقطع فيديو انتشر على نطاق واسع على وسائل التواصل الاجتماعي في ساعة متأخرة من مساء الخميس مجموعة تتألف من سبعة رجال يرتدون الزي العسكري ويحملون بنادق وهم يضربون ويركلون رجلاً فاقد الوعي ثم يسحبونه على وجهه في الشارع قبل أن يحملوه بعيداً.

وأظهرت صورة أخرى تمت مشاركتها على نطاق واسع مشهداً من أعلى لمئات الشموع المضاءة على طريق وسط الظلام، مكونة عبارة "لن نستسلم أبداً".

فيما حمل الناس الورود في الهواء وهم يشيرون بثلاثة أصابع، وهي تحية ترمز للمقاومة. كانت بعض المقاعد مغطاة بالكامل بالورود وبعبارات مناهضة للانقلاب.

وتم ترتيب مجموعة من زهور الهندباء والورود الحمراء في طريق على ضفة بحيرة لتشكل عبارة "ميانمار تنزف".

تحميل المزيد