قال رئيس مجلس وزراء النظام السوري، حسين عرنوس، السبت، إن دفعات من جرعات اللقاح المضاد لفيروس كورونا ستصل خلال أيام، إلى دمشق، من الصين وروسيا؛ وكذلك من منظمة الصحة الدولية.
وبحسب وكالة أنباء النظام السوري الرسمية "سانا"، فقد أكد عرنوس خبر وصول شحنات اللقاح، فيما لم يحدد الكميات المتوقعة.
كما أشار إلى أن توزيع اللقاح سيتم "وفق نظام واضح"، فيما لم يذكر تفاصيل أكثر عن آليات التطعيم.
كانت حكومة الأسد قد وقَّعت، في يناير/كانون الثاني 2021، اتفاقاً للانضمام إلى مبادرة "كوفاكس" عبر منظمة الصحة العالمية، حيث ستوفر المنصة في مرحلة أولى 912 ألف جرعة من لقاح أسترازينيكا للسكان بمناطق سيطرة الحكومة، وفي شمال شرقي البلاد، تحت سيطرة المقاتلين الأكراد.
انتشار كبير لكورونا في دمشق
وتشهد مشافي العاصمة السورية دمشق ضغطاً غير مسبوق، مع ازدياد تدفق المصابين بفيروس كورونا في الفترة الأخيرة، ويضطر المرضى الذين يحتاجون عناية مكثفة إلى انتظار دورهم لتلقي العلاج.
وتعكس المشاهد داخل المستشفيات سوء الوضع الصحي وقلة الإمكانات، فداخل قسم الطوارئ في أحد أكبر مستشفيات دمشق تئنّ سيدة عجوز أنهكها فيروس كورونا، بينما تنتظر خلو سرير بقسم العناية المركزة، وفقاً لما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية، الجمعة 2 أبريل/نيسان 2021.
في هذه الأثناء، تبذل الطبيبة أسماء سبيني (26 عاماً)، جهدها في تقديم الرعاية الأولية للمصابة التي تتنفّس بصعوبة، وتتأكد من تلقّيها الأكسجين عبر قناع تثبِّته على فمها؛ لدعم رئتيها المتعبتين، فيما تضيق الغرفة بمرضى وأقاربهم، غير مكترثين بإجراءات التباعد الاجتماعي.
تقول الطبيبة في مستشفى "المواساة" بدمشق، لوكالة الأنباء الفرنسية، بينما تضع كمامتين: "تأتينا حالات كثيرة بحاجة إلى جهاز تنفس، وحالات كثيرة بحاجة إلى عناية مشددة"، وتضيف بتأثر واضح: "ثمّة حالات لا نستطيع أن نفعل لها شيئاً، تموت أمامنا".
في منتصف الشهر الماضي، بلغت نسبة إشغال أسرّة العناية المركزة المخصصة لمرضى كورونا بمستشفيات دمشق 100%، وفق ما أفادت به وزارة الصحة، في أول إعلان رسمي منذ بدء تفشي الوباء قبل عام. وقالت إنه تم نقل مرضى من أقسام العناية إلى مستشفيات خارج العاصمة.
جاء ذلك بعد تسجيل تسارع في وتيرة تفشي الفيروس عكسه ارتفاع عدد المصابين، ودفع هذا الازدياد الحكومة إلى تخصيص مستشفى جراحة القلب لاستقبال مصابي كورونا، على أن يتم تحويل مرضى القلب إلى مشافٍ أخرى.
تُعلّق الطبيبة الشابة جهاز قياس نسبة الأكسجين حول عنقها، وتدوّن على دفتر صغير تفاصيل أكثر من عشر حالات عاينتها، وتوضح: "يصل إلينا أحياناً أكثر من أربعين حالة في اليوم، وهذا أكبر من القدرة الاستيعابية".
يتزامن أيضاً ارتفاع عدد الإصابات مع أزمة معيشية واقتصادية استثنائية، يصعبُ معها فرض إغلاق مشدد، على غرار ما جرى مع بدء تفشي الوباء، وفق ما يقوله مسؤولون محليون.
ومنذ بدء الجائحة سجّلت المناطق الخاضعة لسيطرة نظام بشار الأسد، والبالغة نسبتها أقل من ثلثي الأراضي السورية، أكثر من 19 ألف إصابة أدت إلى 1274 وفاة.
يرجح أطباء ومنظمات دولية أن يكون عدد الإصابات أكبر بكثير من الأرقام الرسمية المعلنة، ويُرجع مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة، ذلك إلى محدودية الاختبارات في أنحاء سوريا، فضلاً عن عدم رصد أعداد كبيرة من الحالات غير المصحوبة بأعراض أو مع أعراض خفيفة.
يُشار كذلك إلى أن القطاع الطبي في سوريا قد أُنهك خلال السنوات العشر الماضية، ويعاني أيضاً نقصاً بالكوادر، وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في تقرير نشره قبل يومين، إن الحكومة السورية أبلغته بإصابة 654 عاملاً طبياً منذ بدء تفشي الوباء، توفي 29 منهم على الأقل.