وسط ترحيب أمريكي، أعلن وزير خارجية الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، الخميس 1 أبريل/نيسان 2021، أن القوى الدولية ستعقد اجتماعاً مع إيران، الجمعة 2 أبريل/نيسان الجاري، عبر تقنية الفيديو؛ "لمناقشة احتمال عودة الولايات المتحدة" إلى الاتفاق النووي الإيراني.
حيث قال بوريل، في بيان، إن الاجتماع سيرأسه "نائب الأمين العام المدير السياسي لقسم العمل الخارجي الأوروبي إنريكي مورا"، مشيراً إلى أنه سيضم ممثلين عن الصين وفرنسا وألمانيا وروسيا والمملكة المتحدة وإيران، مشيراً إلى أن الاجتماع سيبحث كيفية ضمان التزام كل الأطراف بالاتفاق وتنفيذه بشكل كامل وفعال.
محادثات مع إيران
فيما قال مصدران دبلوماسيان، إن بريطانيا وفرنسا وألمانيا أجرت بالفعل محادثات مع إيران يوم الإثنين 29 مارس/آذار 2021. وقال أحدهما، إن محادثات جرت أيضاً بشأن مقترح إيراني.
من جانبها، أكدت متحدثة باسم وزارة الخارجية الفرنسية أن القوى الأوروبية تعمل عن كثب مع روسيا والصين لإيجاد حل للأزمة، كما تتحدث أيضاً مع طهران وواشنطن.
إذ لفتت المتحدثة، أجنيس فون دير مول، إلى أنَّ "تبادل وجهات النظر تلك أكثر من ضروري، لأن إيران لم تقبل المشاركة في اتصالات مباشرة مع باقي الدول الموقعة على الاتفاق والولايات المتحدة، مما كان سيسهل المناقشات"، مؤكدةً أن المسؤولين يبحثون عن أشكال بديلة لإجراء المحادثات بين الطرفين، دون الخوض في تفاصيل أكثر أو توضيح ماهية تلك الأشكال البديلة.
بينما قال مسؤولون غربيون، إن الولايات المتحدة وإيران لم تتفقا بعد على الاجتماع لإحياء الاتفاق، وتتواصلان بشكل غير مباشر عبر دول أوروبية.
ترحيب أمريكي
من جهته، قال نيد برايس المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية للصحفيين، الخميس، إن بلاده ترحب بالاجتماع الذي سيُعقد بين القوى العالمية الموقعة على الاتفاق النووي مع إيران وتراه خطوة إيجابية.
المسؤول الأمريكي أضاف: "كنا واضحين على مدى أسابيع، بأننا مستعدون للعودة إلى تنفيذ التزاماتنا الواردة في خطة العمل الشاملة المشتركة، على أن تقوم إيران أيضاً بالمثل"، منوهاً إلى أن واشنطن تريد إنجاز ذلك "من خلال سلسلة من الخطوات المبدئية المتبادلة".
كان برايس، كشف، الأربعاء 31 مارس/آذار 2021، عن استعداد واشنطن للعودة للاتفاق النووي، بشرط أن تعود إيران أولاً إلى الوفاء بالتزاماتها، موضحاً أن المشاورات جارية مع الشركاء الأوروبيين؛ لبحث الوسائل لتحقيق ذلك.
إيران تزيد أجهزة تخصيب اليورانيوم
في وقت سابق من يوم الخميس، ذكرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن إيران بدأت تخصيب اليورانيوم من خلال مجموعة رابعة من أجهزة الطرد المركزي المتطورة (آي.آر-2إم) بمنشأة تحت الأرض في نطنز، في انتهاك جديد للاتفاق النووي المبرم مع القوى الكبرى في 2015، حسبما قالت وكالة رويترز في تقرير لها.
الوكالة الدولية ذكرت أنها تحققت من أن إيران بدأت ضخ سادس فلوريد اليورانيوم الطبيعي في مجموعة رابعة من 174 جهاز طرد مركزي آي.آر-2إم بمحطة تخصيب الوقود، في إشارة إلى محطة نطنز تحت الأرض. وسادس فلوريد اليورانيوم هو الصورة التي تتم بها تغذية أجهزة الطرد المركزي باليورانيوم من أجل التخصيب.
هذه أحدث خطوة بين خطوات عديدة تتخذها إيران لزيادة الضغط على الرئيس الأمريكي جو بايدن، في مواجهة بين الطرفين بخصوص من يجب أن يتحرك أولاً لإنقاذ الاتفاق الذي يستهدف الحد من قدرة إيران على تطوير قنبلة نووية.
تجدر الإشارة إلى أن طهران بدأت العام الماضي، إضافة مزيد من أجهزة الطرد المركزي المتقدمة القادرة على التخصيب بشكل أسرع بكثير من (آي.آر-1).
قطر تدخل على خط الوساطة
جدير بالذكر أن دولة قطر كانت قد دخلت في شهر فبراير/شباط الماضي، على خط الوساطة بين الولايات المتحدة وإيران؛ في محاولة لتقريب وجهات النظر بين الطرفين في قضايا، بينها الاتفاق النووي.
يشار إلى أن إدارة بايدن تسعى للتواصل مع إيران في محادثات حول استئناف الطرفين الالتزام بالاتفاق الذي رفعت بموجبه عقوبات أمريكية ودولية على طهران مقابل تقييدها لبرنامجها النووي.
كانت واشنطن قد انسحبت، في مايو/أيار 2018، من الاتفاق النووي الموقع في 2015 بين إيران ومجموعة (5+1)، التي تضم روسيا وبريطانيا والصين والولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا، وفرضت على طهران عقوبات اقتصادية؛ مما دفع إيران إلى الرد بتقليص التزامها ببنود الاتفاق بعد أن انتظرت أكثر من عام.
أما طهران فقد أعلنت، في يناير/كانون الثاني 2020، تعليق جميع تعهداتها الواردة بالاتفاق، رداً على اغتيال واشنطن قبلها بأيام، قائد "فيلق القدس" الإيراني قاسم سليماني، ونائب رئيس "هيئة الحشد الشعبي" العراقي أبومهدي المهندس، وآخرين بقصف جوي في بغداد.
وينص الاتفاق، على التزام طهران بالتخلي، لمدة لا تقل عن 10 سنوات، عن أجزاء حيوية من برنامجها النووي، وتقييده بشكل كبير، بهدف منعها من امتلاك القدرة على تطوير أسلحة نووية، مقابل رفع العقوبات عنها.