بإمكان عشاق الأفلام الوثائقية مشاهدة أحد أول الأعمال التي تروي قصصاً لها علاقة بتفشي جائحة كورونا، الأمر يتعلق بفيلم عن سفينة Diamond Princess السياحية في اليابان، والتي اشتهرت الماضي، بعد أن ظلت عالقة بالبحر لأيام إثر تفشى فيروس كورونا فيها، وكانت حينها أكبر بؤرة لتفشي الوباء بالعالم، خارج الصين، وهو الفيلم الذي أنتجته شبكة HBO بعنوان "The Last Cruise".
حسب تقرير لصحيفة The Washington Post الأمريكية، الجمعة 2 أبريل/نيسان 2021، فإن الفيلم الوثائقي، الذي ظهر لأول مرةٍ هذا الأسبوع وهو متاحٌ الآن للمشاهدة على HBO Max، يتتبع الرحلة التي تغيرت من كونها رحلة بحرية هادئة عبر آسيا إلى "سفينة الأشباح" المغلقة.
ملل وترقُّب وخوف
مع تفشي فيروس كورونا المستجد على السفينة السياحية في اليابان، عانى الركاب المحتجزون بغرفهم من الملل وعدم انتظام خدمة الغرف، وغياب اليقين، والخوف.
لكن كما يوضح الفيلم الوثائقي الجديد، فإنه لم يكن لدى أفراد طاقم السفينة وقت للملل، لقد كانوا يعملون بجد، وغالباً ما كانوا قريبين من بعضهم البعض، ويتشاركون في أماكن المعيشة مع زملائهم الذين أصيبوا بالمرض.
إذ تقول ماروجا دايا، طاهية المعجنات وأُم عزباء لطفلين، في الفيلم الوثائقي: "شعرنا بأن الأثرياء فقط هم من سيتلقّون الرعاية، ليس الركاب فقط هم المهددين بهذا الفيروس، فلماذا يتعين علينا مواصلة العمل؟".
كما أضافت ماروجا: "كنا نخشى ألا نرى عائلاتنا مرة أخرى".
قبل أن ينتشر الفيروس بدرجة كافية ليطلق عليه اسم جائحة، أصبحت السفينة المملوكة لشركة Princess Cruises التي كان على متنها 2666 مسافراً و1045 من أفراد الطاقم، مركزاً لأكبر بؤرة انتشار لفيروس كورونا خارج الصين.
تفشي الفيروس
تُظهر مقاطع الفيديو تحوُّل الوضع داخل السفينة، كما أن الفيلم تتبَّع قصص عدد من الركاب وأفراد الطاقم.
ففي الأيام الأولى بعد مغادرة الميناء في 20 يناير/كانون الثاني 2020، شارك الركاب في الأنشطة الجماعية على البحر، وجاءت أول الأخبار السيئة بعدما أعلن القبطان في 3 فبراير/شباط 2020، أن "الاختبارات أثبتت إصابة راكب من هونغ كونغ كان على متن السفينة لمدة خمسة أيام".
إذ قال طاقم السفينة في بيان، الخميس 1 أبريل/نيسان 2021، إن المعرفة العلمية بالفيروس تغيرت بشكل متكرر في الأيام الأولى، وعمل خط الرحلات البحرية مع خبراء وسلطات الصحة العامة لضمان صحة وسلامة ورفاهية المسافرين وطاقم السفينة.
بعد يومين من الإعلان الأول على السفينة، ثبتت إصابة 10 أشخاص وعلِم الركاب أنهم سيخضعون للحجر الصحي في غرفهم لمدة 14 يوماً على الأقل. واستمرت الأعداد في الزيادة، كما هو موضح في الفيلم، حتى تأكدت إصابة 712 شخصاً بالفيروس وتوفي 14 شخصاً.
من جهتها، تقول عاملة الأمن سونالي ثكار، إن اختبار زميلتها في الغرفة كان إيجابياً واستغرق الأمر أربعة أيام حتى تحصل على نتيجة الاختبار الخاص بها.
المتحدثة نفسها تضيف قائلة: "أصبح الأمر صعباً حقاً بالنسبة لي، لأنه لم يُسمح لنا حتى بالخروج من المقصورة. في منطقة مقصورات الطاقم، لا توجد نوافذ، ولا توجد طريقة يمكنك من خلالها النظر إلى الخارج، أنت لا تعرف ما هو الوقت من اليوم إلا حين تنظر إلى الساعة".
نهاية القصة
إذ تُظهر اللقطات أفراد الطاقم وهم يعملون في المطابخ والممرات الضيقة وينظفون المصاعد ويتجمعون للصلاة.
في النهاية، نُقل الركاب من السفينة للحجر الصحي على الأرض أو عادوا إلى بلدانهم الأصلية على متن رحلات حكومية. وظل العديد من أفراد طاقم السفينة على متنها.
يروي ديدي سامسول فؤاد، غسال أطباق من إندونيسيا، قائلاً: "كنت أريد حقاً أن أستنشق الهواء النقي بالخارج. بعد إعادة جميع الركاب إلى الوطن، أصبحنا خائفين على حياتنا".
وقد قدَّم هو وأعضاء الطاقم الآخرون نداءً عاماً يطالبون فيه بالإجلاء قبل أن يصابوا أيضاً بالفيروس. ووفقاً للفيلم الذي أخرجته هانا أولسون، كان أفراد الطاقم الإندونيسيون آخر الأشخاص الذين تم إجلاؤهم من السفينة في الأول من مارس/آذار.