أرسل الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، عدداً ضخماً من الدبابات إلى الحدود الأوكرانية، في استعراضٍ رهيب للقوة العسكرية، وسط تقارير تُفيد بنشر صواريخ أيضاً، إذ أظهرت اللقطات التي نشرها حساب The Intel Crab على تويتر عشرات الدبابات، والعربات المدرعة، وغيرها من المركبات المحملة على قطار متجه إلى شبه جزيرة القرم، المنطقة التي ضمها بوتين من أوكرانيا قبل سبع سنوات.
حسب تقرير لصحيفة The Express البريطانية، الخميس 1 أبريل/نيسان 2021، فإن هذه التحركات تأتي في الوقت الذي أكّد فيه وزير الخارجية الأوكراني، دميترو كوليبا، أنه تحدّث إلى منظمة الأمن والتعاون في أوروبا؛ لتنبيهها بشأن "التصعيدات الممنهجة" من جانب روسيا.
سياق متوتر
علَّق حساب التحليلات العسكرية The Intel Crab، الذي يصف نفسه بأنه جامع معلومات استخباراتية مفتوح المصدر ومساهم بالمحتوى في حساب StratSentinel، قائلاً: "تنشر القوات الروسية أعداداً ضخمة من المعدات العسكرية في شبه جزيرة القرم. إنها واحدة من كبرى عمليات نشر القوات التي شهدناها مؤخراً".
كما نشر الحساب أيضاً مقاطع مشابهة قبل يومٍ واحد، مع التعليق التالي: "ملحوظة: موسم مناورات الربيع بدأ بالكامل في جميع أنحاء روسيا، لكن حجم عمليات النشر الأخيرة أبعد ما يكون عن المعتاد في المنطقة. وهناك أيضاً تقارير مؤكّدة عن نقل أنظمة الصواريخ المتقدمة (توشكا-يو). وهذا تطورٌ كبير إن كان صحيحاً".
وتناوبت كييف وموسكو على تحميل إحداهما الأخرى، في الأسابيع الأخيرة، المسؤولية عن العنف الذي اندلع في منطقة دونباس الشرقية، حيث خاضت القوات الأوكرانية والقوات المدعومة من روسيا صراعاً أسفر عن مقتل 14 ألفاً منذ عام 2014، وفقاً للتقديرات الأوكرانية.
قلق ودعم أمريكي
فوزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، أكد في محادثةٍ هاتفية مع كوليبا، دعم واشنطن للسيادة الإقليمية الأوكرانية "في مواجهة العدوان الروسي المتواصل"، بحسب بيان وزارة الخارجية.
جاء في البيان، أن بلينكن "أعرب عن مخاوفه إزاء الأوضاع الأمنية بشرق أوكرانيا. كما تقدَّم بتعازيه في مصرع أربعة جنود أوكرانيين مؤخراً".
بالتزامن مع ذلك، تحدَّث رؤساء أركان الجيشين الروسي والأمريكي هاتفياً، الأربعاء 31 مارس/آذار.
بينما لم يقدّم الجانبان أي تفاصيل عن المحادثة الهاتفية، قال بيان الجيش الأمريكي عن الاتصال: "تبادل قادة الجيشين وجهات النظر حول قضايا الاهتمام المشترك".
توتر على الحدود
إذ قالت القوات المسلحة الأوكرانية، الأسبوع الماضي، إن أربعة جنود قُتِلوا في قصف للقوات الروسية على دونباس، وهو أعلى معدل قتلى يومي منذ توقيع اتفاق وقف إطلاق النار في يوليو/تموز.
في حين صرح القائد الأعلى للقوات المسلحة روسلان خومتشاك، الثلاثاء 30 مارس/آذار، بأن روسيا تحشد القوات المسلحة بالقرب من الحدود الأوكرانية، في تهديدٍ لأمن البلاد.
بينما قال الكرملين يوم الأربعاء، إنه قلِقٌ من تصاعد التوترات في شرق أوكرانيا، وإنه يخشى أن تفعل قوات حكومة كييف شيئاً لاستئناف الصراع مع الانفصاليين المؤيدين لروسيا.
اتهامات لموسكو
الخميس، قال حلف شمال الأطلسي، إنه يشعر بالقلق من الحشد العسكري الروسي قرب الحدود مع أوكرانيا. جاء البيان بعد اجتماع سفراء الدول الأعضاء بالحلف؛ لبحث تصاعد أعمال العنف في منطقة دونباس بشرق أوكرانيا في الآونة الأخيرة.
وقال مسؤول بالحلف في تصريح لـ"رويترز"، إن موسكو تقوّض جهود السلام بشرق أوكرانيا.
كما أضاف: "عبَّر الحلفاء عن قلقهم من الأنشطة العسكرية الروسية الأخيرة على نطاق واسع في أوكرانيا وما حولها. كما يشعر الحلفاء بالقلق من الانتهاكات الروسية لاتفاق وقف إطلاق النار، المبرم في يوليو/تموز 2020، والتي تسببت في مقتل أربعة جنود أوكرانيين الأسبوع الماضي".
وتابع المسؤول: "أعمال روسيا المزعزعة للاستقرار تقوّض الجهود المبذولة لتخفيف حدة التوتر".