في خطوة لم يبلغ عنها من قبل.. واشنطن تبدأ بسحب بعض قواتها وعتادها بالخليج بأمر من بايدن

عربي بوست
تم النشر: 2021/04/01 الساعة 14:23 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/04/01 الساعة 15:21 بتوقيت غرينتش
عناصر من الجيش الأمريكي/رويترز

كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، الخميس 1 أبريل/نيسان 2021، أن الرئيس الأمريكي جو بايدن، أمر بالبدء في سحب بعض القوات والعتاد العسكري من الخليج لتلبية الاحتياجات في مناطق أخرى حول العالم، وفق ما ذكرته الصحيفة نقلاً عن مسؤولين أمريكيين.

الصحيفة أوضحت أنه في خطوة لم يبلغ عنها من قبل، سحبت واشنطن فعلاً ما لا يقل عن ثلاث بطاريات باتريوت المضادة للصواريخ من منطقة الخليج، بما في ذلك واحدة من قاعدة الأمير سلطان الجوية في السعودية، التي تم وضعها في السنوات الأخيرة للمساعدة في حماية القوات الأمريكية.

كما تم تحويل بعض القدرات العسكرية، بما في ذلك حاملة الطائرات وأنظمة المراقبة، من الشرق الأوسط، لتلبية الاحتياجات العسكرية في أماكن أخرى حول العالم، وقال مسؤولون إن تخفيضات أخرى للقوات والقدرات العسكرية الأمريكية في المنطقة قيد الدراسة.

نقل عبء التصدي لهجمات الحوثيين للرياض

من جهة أخرى، أشار تقرير الصحيفة الأمريكية إلى أن واشنطن تسعى إلى نقل عبء الدفاع عن السعودية أمام هجمات الحوثيين والميليشيات في العراق أكثر فأكثر إلى الرياض.

كما أشارت إلى أنه مع تحرك الولايات المتحدة نحو تقليص قدراتها العسكرية في السعودية، شكّل البنتاغون في الأسابيع الأخيرة "فريق النمر" -وهي مجموعة مخصصة من خبراء السياسة الدفاعية والعسكريين- لإيجاد طرق لمساعدة المملكة على حماية منشآتها ونفطها.

إذ تشمل الخيارات المطروحة على الطاولة لمساعدة السعودية على الدفاع عن نفسها مبيعات أسلحة دفاعية محددة، مثل الصواريخ الاعتراضية، وتوسيع تبادل المعلومات الاستخبارية، وتدريب إضافي، وبرامج التبادل العسكري دون الانخراط في مزيد من الأعباء.

آلاف من الجنود سيغادرون

تعني إزالة بطاريات باتريوت، والوجود الدائم لحاملات الطائرات، وغيرها من القدرات العسكرية، أن بضعة آلاف من الجنود قد يغادرون المنطقة بمرور الوقت. 

في أواخر العام الماضي، وصلت أعداد القوات في المنطقة إلى نحو 50 ألف جندي، بانخفاضٍ عن معدلاتها المرتفعة التي كانت تصل إلى قرابة 90 ألف جندي، في خضم التوترات بين إدارة ترامب وإيران قبل عامين تقريباً.

بينما رفض مسؤولون دفاعيون الإفصاح عن أي تفاصيل بشأن تخفيض القدرات العسكرية أو القوات. كما لم يردّ مسؤولو المملكة على طلبات التعليق بشأن الطائرات الأمريكية.

جرى أيضاً التقدم بمقترح لسحب نظام الدفاع الصاروخي "ثاد"، الذي يحمي السعودية من مختلف أنواع الصواريخ الباليستية التي يستخدمها حلفاء إيران بشكلٍ متكرر، لكن المسؤولين قالوا إن تلك المنظومة ستبقى في المنطقة حالياً.

تقليل الوجود الأمريكي بالمنطقة

تُعتبر هذه الانسحابات العسكرية بمثابة الخطوات الأولى في جهود إدارة بايدن لتقليل الوجود الأمريكي في الشرق الأوسط أكثر، بعد عقود من التدخلات العسكرية هناك، بحسب المسؤولين.

ربما يُعاد نشر بعض المعدات، مثل طائرات المراقبة المسيّرة والبطاريات المضادة للصواريخ، في أماكن أخرى؛ للتركيز على من يعتبرهم المسؤولون المنافسين العالميين الأبرز للولايات المتحدة، ومن بينهم الصين وروسيا.

إذ نُشِرَت حاملات الطائرات في السنوات الأخيرة باعتبارها رمزاً للقوة الأمريكية الرادعة بالشرق الأوسط. وفي وقتٍ مبكر من العام الجاري، غادرت حاملة الطائرات "يو إس إس نيمتز" المنطقة، بينما تتجه "يو إس إس أيزنهاور" إلى هناك. لكن ليس من المتوقع أن تبقى الأخيرة في المنطقة لأشهر طويلة كما هو معتاد، مما سيُسفر عن "فجوة حاملات طائرات" في المنطقة التي تُشرف عليها القيادة المركزية الأمريكية، بحسب مسؤولين في البحرية.

طرق جديدة لمساعدة السعودية

في خضم الانسحابات، قال المسؤولون إن هناك فريقاً من البنتاغون يبحث أمر المعدات والتدريب الذي يُمكن مشاركته مع السعودية، وذلك إبان تعرضها المتواصل لهجمات صاروخية من مقاتلين يُعتقد أنهم متحالفون مع إيران. وتدور الفكرة حول نقل مزيد من أعباء الدفاع عن الأراضي السعودية من واشنطن إلى الرياض.

تأتي إزالة صواريخ باتريوت والمعدات الأخرى في أصعب وقتٍ ممكن بالنسبة  للمملكة.

مع تحرُّك الولايات المتحدة تجاه تقليل قدراتها العسكرية في الخليج، شكَّل البنتاغون في الأسابيع الأخيرة، "فرق نمر" تضم مجموعة من خبراء السياسة الدفاعية والعسكريين؛ من أجل العثور على أساليب لمساعدة المملكة الغنية بالنفط على حماية منشآتها النفطية، بحسب المسؤولين الأمريكيين.

تشمل الخيارات المطروحة مبيعات أسلحة دفاعية بعينها، مثل الصواريخ الاعتراضية، وزيادة تبادل المعلومات الاستخباراتية بين البلدين، وبرامج التبادل بين الجيشين، وفقاً للمسؤولين.

فيما لم يجرِ من قبلُ الكشف عن جهود البنتاغون لإيجاد أساليب إضافية لمساعدة المملكة في الدفاع عن نفسها.

للوفاء بوعود بايدن تجاه الرياض

لكن المساعدة الدفاعية تستهدف الوفاء بوعود بايدن بمساعدة المملكة دفاعياً، بعد اتخاذه سلسلةً من الخطوات التي تشير إلى أن إدارته ستتعامل الرياض بشكلٍ مختلف عن تعامل الرئيس السابق دونالد ترامب.

انطلاقاً من هذا التوجه، تتحرك إدارة بايدن لإظهار أنها لن تكسر التحالف الممتد منذ 76 عاماً مع السعودية.

حيث قال بايدن في خطابه الذي شهد إعلان تجميد مبيعات الأسلحة الدفاعية للسعودية ومبادرة جديدة لإنهاء حرب اليمن، يوم الرابع من فبراير/شباط: "سنواصل دعم ومساعدة السعودية في الدفاع عن سيادتها واستقلال أراضيها وشعبها".

تحميل المزيد