قدم رئيس وزراء سلوفاكيا إيغور ماتوفيتش، وحكومته، الثلاثاء 30 مارس/آذار 2021، استقالته بسبب صفقة سرية لشراء لقاح روسي مضاد لكورونا، كما أرجع القرار إلى رغبته في تخفيف الأزمة السياسية التي أثارتها هذه الصفقة، وذلك وفق ما نقلته وكالات "أسوشيتد بريس".
واندلعت الأزمة عندما ظهرت صفقة سرية في بداية مارس/آذار الجاري، تتضمن موافقة سلوفاكيا على الحصول على مليوني جرعة من لقاح "سبوتنيك في"، إذ خطط رئيس الوزراء للصفقة رغم معارضة شركائه في الائتلاف الحاكم.
تفاصيل القضية
بحسب الوكالة، فإن حكومة ماتوفيتش هي أول حكومة أوروبية تنهار بسبب تعاملها مع ملف كورونا، لكن هذه الخطوة ستبقي التحالف الحالي المكون من 4 أحزاب في السلطة وتجنب احتمال إجراء انتخابات مبكرة، يتمتع الائتلاف بأغلبية برلمانية مريحة.
من جهتها، قبلت رئيسة سلوفاكيا زوزانا تشابوتوفا استقالة رئيس الوزراء وطلبت من إدوارد هيغر من حزب ماتوفيتش (الناس العاديون) تشكيل حكومة جديدة.
كما شكر هيغر، ماتوفيتش على ما فعله، ووصف الاستقالة بأنها "لفتة كبيرة غير مسبوقة في السياسة السلوفاكية"، معرباً عن أمله في "مواصلة العمل معاً من أجل سلوفاكيا".
يوم الأحد الماضي، أعلن ماتوفيتش أنه سيتنحى وسط فضيحة سياسية أثارتها صفقة سرية لشراء لقاح سبوتنيك الخامس الروسي لفيروس كورونا، كما أعلن ستة أعضاء في مجلس الوزراء على الأقل استقالتهم بالفعل من مناصبهم.
خلافات داخلية
وفق ما نقلته شبكة "يورونيوز" الأوروبية، فإن صفقة شراء لقاحات سبوتنيك، تمت على الرغم من الخلاف بين حلفاء موتوفيتش وحزب الحرية والتضامن وحزب "من أجل الشعب".
كان ماتوفيتش، قد اقترح في البداية تبادل المناصب مع وزير المالية، لكن الحكومة قالت يوم الثلاثاء إنه "تراجع عن مطالبه لشركائه".
رئيس الوزراء، دافع دائماً عن شراء لقاح سبوتنيك، قائلاً إنه سيسرع برنامج التطعيم في واحدة من أكثر دول الاتحاد الأوروبي تضرراً، لكن معارضين قالوا إن هذه الخطوة تزيد الشكوك حول توجه سلوفاكيا الموالي للغرب.
جدير ذكره، أنه تم انتخاب زعيم حزب الشعب العادي (OĽaNO) كرئيس للوزراء في مارس 2020 بعد تشكيل حكومة ائتلافية ذات أغلبية مع ثلاثة أحزاب وسطية ويمينية أخرى.
ونال ماتوفيتش في البداية، المديح والدعم للحملة ضد الفساد في سلوفاكيا.
لكن أحزاب المعارضة اتهمت ماتوفيتش بسوء التعامل مع جائحة الفيروس التاجي، بصرف النظر عن صفقة Sputnik V السرية.
جدير ذكره، أن سلوفاكيا تسجل حالياً ثاني أعلى معدل وفيات لـCOVID-19 في الاتحاد الأوروبي، بعد أن نجت في البداية من الموجة الأولى من الوباء دون أعداد حالات خطيرة.
وكانت سلوفاكيا أيضاً ثاني عضو في الاتحاد الأوروبي، بعد المجر، تشتري جرعات اللقاح من روسيا.