أطلقت قوات تابعة للحكومة الليبية الشرعية، في مدينة الزاوية، غربي ليبيا، الأربعاء 31 مارس/آذار 2021، سراحَ أكثر من مئة أسير من قوات شرق ليبيا، التابعة لقوات خليفة حفتر، في بادرة لتعزيز وقف إطلاق النار المُعلن منذ أشهر، ودعم الخطوات التي يتم اتخاذها للوحدة الوطنية.
كان الأسرى محتجزين منذ أبريل/نيسان 2019، عندما شنَّ حفتر هجوماً للسيطرة على العاصمة طرابلس ومناطق أخرى في الشمال الغربي، وانتهى بانسحابه في صيف عام 2020.
الأطراف المتحاربة في ليبيا
في حين وافقت الأطراف المتحاربة في ليبيا بعد محادثات في جنيف، في أكتوبر/تشرين الأول 2020، على وقف إطلاق النار، كما أفضت محادثات سياسية إلى اتفاق هذا الشهر، على تشكيل حكومة وحدة وطنية، لتحلّ محل إدارتين متنافستين كانتا تحكمان في شرق وغرب البلاد.
لكن تلك الجهود ما زالت هشّة مع وجود العديد من الجماعات المسلحة التي تسيطر على مناطق على الأرض. وهذه العملية السياسية هي أفضل فرصة منذ سنوات لإنهاء عقد من الفوضى والعنف، بدأ منذ انتفاضة ساندها حلف شمال الأطلسي وأطاحت بمعمر القذافي في 2011.
من جانبه، قال خليفة الكيلاني (92 عاماً)، والد أحد الأسرى المحرَّرين، الذي حضر مراسم الإفراج عنهم في الزاوية، على بعد نحو 45 كيلومتراً إلى الغرب من طرابلس: "هذه فرحة لا تقدر بثمن".
في حين قال رمضان أحمد أبو جناح، نائب رئيس الوزراء في حكومة الوحدة الوطنية الجديدة أمام الحشد: "هذا مشروع حقيقي للمصالحة الوطنية".
ارتداء ملابس تقليدية
إلى ذلك، فقد ارتدى الأسرى المفرج عنهم ملابس تقليدية في المراسم التي أقيمت في استاد الزاوية، في حين كان أقاربهم يلوحون ويهللون.
على الرغم من أن قوات حفتر مقرها الشرق، فإنها مؤلفة من تحالف من فصائل مختلفة يضم مقاتلين من أنحاء البلاد. وأغلب من جرى الإفراج عنهم، الأربعاء، جاءوا من مدن في غرب البلاد.
في حين دعا موسى الكوني، عضو المجلس الرئاسي الثلاثي والممثل لجنوب ليبيا، إلى الإفراج عن الأسرى المحتجزين في المناطق الشرقية والجنوبية من ليبيا.
تشكيل حكومة ليبية
كانت أول حكومة وحدة وطنية في ليبيا منذ سنوات أدت اليمين في منتصف مارس/آذار 2021، في مدينة طبرق في الشرق، وهي مكلفة بتوحيد البلاد بعد سنوات من العنف والانقسام، والإشراف على الاستعداد لإجراء انتخابات عامة.
إذ تعتبر الحكومة، التي تشكّلت عبر عملية حوار نظمتها الأمم المتحدة وصدّق عليها البرلمان الأسبوع الماضي في مدينة سرت، أفضل أمل منذ سنوات لوضع حد لعقد من الفوضى في ليبيا، منذ أطاحت انتفاضة دعمها حلف شمال الأطلسي بمعمر القذافي من الحكم.
قال رئيس الوزراء عبدالحميد الدبيبة وهو يؤدي اليمين أمام نواب البرلمان: "أقسم بالله العظيم أن أؤدي مهام عملي بكل أمانة وإخلاص".
فيما تحلّ حكومة الدبيبة محل حكومة الوفاق الوطني، التي كان معترفاً بها من الأمم المتحدة في طرابلس وشمال غرب ليبيا، وأيضاً محل إدارة منافسة لها كانت تعمل من شرق البلاد.
كان من بين الحضور وقت أداء الحكومة لليمين دبلوماسيون من دول غربية، ومن تركيا التي دعمت حكومة الوفاق الوطني، ومن مصر التي دعمت خليفة حفتر، وخصم حكومة الوفاق في الحرب قائد قوات شرق ليبيا.