قال شاب سوري وصل إلى ألمانيا طالباً للجوء في 2015 إنه سحب ترشّحه الذي قدّمه سابقاً لخوض غمار الانتخابات التشريعية المقررة في سبتمبر/أيلول 2021، وفق ما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية الثلاثاء 30 مارس/آذار.
إذ كان يأمل الشاب السوري، طارق الأوس، البالغ من العمر 31 عاماً أن يصبح أول لاجئ سوري يدخل البوندستاغ، البرلمان الألماني، بعد أن أطلق الثلاثاء 2 فبراير/شباط الماضي، ترشُّحه لحزب الخضر لتمثيل مدينة أوبرهاوزن في ولاية شمال الراين وستفاليا الغربية.
تهديدات دفعته لسحب ترشحه
قال طارق الأوس، الذي انضمّ إلى حزب الخضر العام الماضي، وكان قدّم ترشحه إلى الانتخابات عن إحدى الدوائر الانتخابية في غرب ألمانيا، إنه سحب الترشح "لأسباب شخصية".
كتب الأوس في بيان إن "التهديد الكبير لي وبالأخص للناس المقربين مني هو السبب الأهم في سحب ترشّحي الانتخابي" ولكنه لم يشرح أسباب التهديد ولا هويّة الجهة التي هدّدته.
في البيان ذكر الأوس أيضاً أنه تعرض لكثير من "العنصرية" خلال حملته الانتخابية التي بدأ بها في وقت سابق من هذا الشهر آذار/مارس.
في سياق حديثه عن العنصرية دوّن الأوس في البيان أن "ترشّحه أظهر أنَّ هناك حاجة كبيرة لمؤسسات قوية لمواجهة العنصرية ومساعدة المتأثرين بها، في جميع الأحزاب السياسية، وفي كل المجتمع بشكل عام".
الترشح لعضوية البرلمان الألماني
من المُقرَّر أن تُجري ألمانيا انتخاباتٍ برلمانية في 26 سبتمبر/أيلول، بعد ما يقرب من ست سنوات من فتح المستشارة أنجيلا ميركل حدود بلادها أمام الأوس ومئات الآلاف من المهاجرين واللاجئين الآخرين من سوريا التي مزَّقَتها الحرب، ومن بلدانٍ أخرى كذلك.
فيما تُعَدُّ هذه ثاني انتخاباتٍ عامة منذ ذلك الحين، وتميَّزَت أول انتخابات، عام 2017، بوصول حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني الشعبوي كقوةٍ معارضةٍ في البرلمان الألماني.
إذ قال الأوس في فيديو لحملته على منصة تويتر: "في ألمانيا، ولاية شمال الراين وستفاليا هي موطني. كانت بداية عملي السياسي هنا في دائرتي الانتخابية في أوبرهاوزن".
بعد رحلة قاسية عبر طريق البلقان السيئ
لمدة شهرين، سافر الأوس، أول لاجئ سوري يترشح للبرلمان الألماني مع آلافٍ آخرين، عبر طريق البلقان السيئ الصيت، وانتهى به الأمر في نهاية المطاف إلى الإقامة في صالةٍ للألعاب الرياضية في مدينة بوخوم بولاية شمال الراين وستفاليا.
صرَّح لصحيفة Tagesspiegel الألمانية قائلاً: "كلُّ ما أردته هو حياة آمنة وكرامة". وإثر صدمته من الظروف المعيشية التي عاش في ظلِّها في ألمانيا، شارك في غضون شهرين في تأسيس مبادرةٍ تدعو إلى زيادة المشاركة وتحسين الإسكان للمهاجرين.
في خلال ستة أشهر فقط تعلَّم اللغة الألمانية. وبعد ذلك بوقتٍ قصير، بدأ مهنةً جديدةً كأخصائي اجتماعي، حيث قدَّم المشورة القانونية للاجئين الآخرين.
في عام 2018، وبينما اشتبك السياسيون حول السماح لمزيدٍ من الوافدين الجدد إلى أوروبا، شارك الأوس في تأسيس تحالف Seebrücke أو "الجسر البحري"، الذي يواصل حملته من أجل إنقاذ اللاجئين في البحر.