دواء تسبب في وفاة 2000 شخص.. تغريم شركة أدوية فرنسية 3 ملايين دولار بعد “فضيحة طبية”

عربي بوست
تم النشر: 2021/03/30 الساعة 10:23 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/03/30 الساعة 10:23 بتوقيت غرينتش
نهاية أطوار المحاكمة التي انطلقت عام 2019/ رويترز

فرضت محكمة في فرنسا غرامة قدرها 2.7 مليون يورو (أكثر من 3 ملايين دولار أمريكي) على واحدة من كبرى شركات الأدوية في الدولة، بعد إدانتها بالخداع والقتل بسبب حبة دواء مرتبطة بوفاة ما يصل إلى 2000 شخص.

صحيفة The Guardian البريطانية أوضحت الإثنين، 29 مارس/آذار 2021، أنه في واحدة من أكبر الفضائح الطبية في فرنسا، اتُّهِم المختبر المملوك للقطاع الخاص Servier بالتستر على الآثار الجانبية القاتلة لعقار Mediator، الذي وُصِف على نطاق واسع.

5 ملايين شخص تناولوا العقار "القاتل"

حُكِم على المدير التنفيذي السابق، جان فيليب سيتا، بالسجن 4 سنوات مع وقف التنفيذ. وغُرِّمَت وكالة الأدوية الفرنسية، المتهمة بالفشل في التصرف بسرعة كافية بشأن التحذيرات من العقار، بمبلغ 303 آلاف يورو (356 ألف دولار أمريكي).

فقد رُخِّص مشتق الأمفيتامين لعلاج مرض السكري، لكن وُصِف على نطاق واسع لفقدان الشهية لمساعدة الأشخاص على إنقاص الوزن. وتُعرَف مادته الكيميائية الفعالة باسم "بنفلوركس". 

فيما تناول ما يصل إلى 5 ملايين شخص العقار بين عام 1976 ونوفمبر/تشرين الثاني 2009، حين سُحِب في فرنسا، بعد فترة طويلة من حظره في إسبانيا وإيطاليا. ولم يُصرَّح استخدامه مطلقاً في المملكة المتحدة أو الولايات المتحدة.

تسبب في مقتل 2000 شخص

قدَّر وزير الصحة الفرنسي أنه تسبب في تلف صمام القلب؛ ما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 500 شخص، لكن دراسات أخرى تشير إلى أنَّ عدد القتلى قد يكون أقرب إلى 2000 شخص. إضافة إلى ذلك، عانى الآلاف غيرهم من ضعف القلب والأوعية الدموية. ودفعت Servier الملايين من التعويضات.

فيما قالت رئيسة المحكمة الجنائية، سيلفي دوني، "رغم معرفتهم بالمخاطر التي سبّبها العقار  طوال سنوات عديدة، لم يتخذوا [في Servier] قط الإجراءات اللازمة، وبالتالي هم مذنبون بالخداع"، لكن بُرِّئت شركة الأدوية من تهم الاحتيال.

فضيحة في سوق الدواء في فرنسا

أثارت الفضيحة التي أدّت إلى استقالة رئيس وكالة الصحة العامة الفرنسية، ضجة حول القواعد المُنَظِّمَة للأدوية وقوة الضغط التي تمارسها شركات الأدوية الفرنسية.

بينما هدفت المحاكمة، التي بدأت في عام 2019، إلى تحديد كيف سُمِح لهذا العقار بالبقاء في السوق لفترة طويلة في فرنسا. وكانت إيرين فراشو، اختصاصية الرئة في مستشفى بريتاني، هي من دقت ناقوس الخطر بشأن الدواء في عام 2007، أي قبل عامين من سحب Mediator من السوق. 

كما فحصت إيرين سجلات المرضى وحذَّرت من وجود صلة بين الدواء والأضرار الخطيرة في القلب والرئة.

في لائحة الاتهام الفرنسية المؤلفة من 677 صفحة، اتهم القضاة شركة Servier بـ"إخفاء الخصائص الحقيقية للدواء عن عمد" من السبعينيات، وكذلك الدراسات الطبية غير مواتية للمنتج، وارتكاب عملية احتيال طويلة الأمد. 

شملت قضية المحكمة 21 متهماً وأكثر من 6500 مدعٍ. وجادل محامو شركة Servier بأنَّ الشركة لم تكن على دراية بالمخاطر المرتبطة بعقار Mediator قبل عام 2009، وقالوا إنَّ الشركة لم تدّعِ قط أنها حبوب لفقدان الوزن.

تحميل المزيد