أثارت روسيا ضجة دعائية كبيرة بشأن لقاحها المُطوَّر محلياً "سبوتنيك-في"، الذي ادعت أنها صدَّرته إلى دول في أمريكا اللاتينية وإفريقيا وحتى لبعض البلدان بأوروبا، في حين قالت صحيفة The New York Times الأمريكية، الإثنين 29 مارس/آذار 2021، إن موسكو تستورد اللقاحات سراً.
بحسب الصحيفة الأمريكية، فقد تعاقدت الحكومة الروسية على تصنيع "سبوتنيك-في" مع شركة كورية جنوبية أرسلت بالفعل اللقاح إلى روسيا، وتخطط موسكو لفعل الشيء نفسه مع شركة من الهند.
ورغم أنه من المستحيل قياس حجم الواردات بسبب اتفاقيات عدم الإفصاح، فإنها تقوّض بعض الروايات التي قدَّمتها روسيا بفخر حول دورها في مكافحة الوباء، بوصفها مصدراً للقاحات إلى البلدان المحتاجة.
وقال المسؤولون الروس في الخريف الماضي، إنَّ التصنيع بالخارج يمكن أن يلبي جزءاً من الطلب في الداخل، لكن منذ ذلك الحين التزموا الصمت بشأن استيراد المنتَج الذي يُروَّج له على أنه انتصارٌ لعلماء الدولة. ومع ذلك، كان تصنيع اللقاح في روسيا قصة مختلفة.
شحنات متتالية من اللقاح
فقد تسلمت روسيا طائرتي شحن محمَّلتين بـ"سبوتنيك-في" من الشركة الكورية الجنوبية GL Rapha، في ديسمبر/كانون الأول، وتتوقع الشركة إرسال شحنة أخرى في الأيام المقبلة. ومن المتوقع أيضاً أن يُصدِّر مصنّعو اللقاح الهنود لقاح "سبوتنيك-في" إلى روسيا، وفقاً لدبلوماسيين هنود.
وقال سفير الهند لدى روسيا، شري فارما، بمؤتمر صحفي في يناير/كانون الثاني: "نواجه زيادة محتملة في التعاون بمجال اللقاحات. نتصور طرحاً هائلاً للقاح الروسي في الهند، باستخدام قدرات إنتاجاتنا الوطنية للهند وروسيا والعالم بأسره".
وعقدت روسيا أربع صفقات إنتاج مع الهند. وقد وقَّعت إحدى الشركات الهندية Virchow Biotech في حيدر آباد، خلال الأسبوع الماضي، صفقة تصنيع مع صندوق الثروة السيادية الروسي "صندوق الاستثمار المباشر الروسي" لإنتاج 200 مليون جرعة سنوياً من "سبوتنيك-في".
وبدأ إنتاج اللقاح الروسي بداية بطيئة مع معاناة المنتجين طوال أشهر، في الخريف الماضي، للحصول على معدات التكنولوجيا الحيوية المصنوعة في الصين، التي كانت تعاني نقصاً في المعروض.
تأخر في التطعيم
وأقر الكرملين، في الأسبوع الماضي ولأول مرة، بأنَّ ندرة اللقاح كان لها دور في قرار بوتين تأجيل تلقِّي اللقاح بنفسه؛ لتجنب تحفيز الطلب على الحقن قبل أن تصبح متاحة على نطاق واسع خارج العاصمة.
وليس من الواضح حجم الدور الذي ستسهم به الواردات في التخفيف من الندرة وتسريع التطعيمات وإنقاذ الأرواح في روسيا. لكنه يضع روسيا في مرتبة أدنى على الترتيب الجيوسياسي للقاحات، بعدما أصبحت مستورداً وليس مجرد مُصدّر.
لكنَّ المسؤولين الروس اختاروا تسليط الضوء على الصادرات. ومثلما يعلن موقع "سبوتنيك-في" على شبكة الإنترنت: "لقاح للبشرية جمعاء"، لفتت وسائل الإعلام الحكومية الانتباه حتى للشحنات الصغيرة نسبياً إلى دول أجنبية، والتي لا تضم سوى عشرات أو مئات الآلاف من الجرعات.
وبدأت أكثر من 20 دولة في التطعيم بكميات صغيرة من الحقن التي قدَّمتها روسيا، وضمن ذلك الأرجنتين والمجر وبوليفيا والجزائر وباراغواي وغيرها. وقال المسؤولون الروس، إنَّ معظم الطلب على "سبوتنيك-في" بالدول الأجنبية سيُلبى من خلال الإنتاج الخارجي.