استغلت متسابقة من ميانمار لحظاتها المعدودة تحت الأضواء في إحدى مسابقات ملكات الجمال يوم السبت 27 مارس/آذار 2021 لتناشد المجتمع الدولي مساعدة بلادها، في أشد الأيام دموية منذ تولي الجيش السلطة قبل شهرين، وفقاً لما نشرته صحيفة The Independent البريطانية.
ملكة جمال تناشد المجتمع الدولي
في العرض الأخير والتتويج في مسابقة ملكة الجمال الدولية الكبرى لعام 2021 في بانكوك، قاومت المتسابقة الميانمارية هان لاي دموعها وهي تتحدث عن تدهور الوضع في ميانمار بعد الانقلاب العسكري الذي أطاح بحكومة أونغ سان سو كي المنتخبة من السلطة في الأول من فبراير/شباط.
وبدأت الطالبة في جامعة يانغون حديثها بالقول: "أشعر بحزن عميق على الأشخاص الذين خسروا حياتهم في الشوارع"، قبل أن تطلب المساعدة الدولية لإعادة إرساء الديمقراطية في ميانمار، وأضافت: "إذا شهد أي مكان هذا الوضع، يحاول الناس على مستوى العالم التوصل إلى حل ومساعدتهم".
وتابعت هان قائلة: "اليوم في بلدي ميانمار، ولهذا ألقي خطاباً على هذه المنصة، مات الكثير من الناس. ومات اليوم أكثر من 100 شخص" وأضافت أن المتظاهرين في ميانمار يطالبون بالديمقراطية، وأنها تنتهز فرصة وجودها على المسرح لتطالب بها كذلك.
كما طلبت هان المساعدة وقالت في الحقل: "ساعدوا ميانمار. نريد مساعدة المجتمع الدولي على وجه السرعة الآن"، وتوجهت بالشكر إلى المسابقة على إتاحة الفرصة لها للتحدث عن الوضع في بلدها.
أيام دامية في ميانمار
وتزامن موعد مسابقة ملكة الجمال مع أكثر الأيام دموية في الحملة القمعية التي أعقبت الانقلاب، حيث خلّف 114 قتيلاً، حسبما أفادت صحيفة Myanmar Now.
هذا وقُتل أكثر من 420 شخصاً منذ الانقلاب، وعدد القتلى في ارتفاع مستمر في ظل تزايد قمع المجلس العسكري الحاكم لمعارضي استيلاء الجيش على السلطة وكان من بين الضحايا المسجلين يوم السبت العديد من الأطفال دون سن 16 عاماً، من بينهم فتاة تبلغ من العمر 13 عاماً.
ويوم الأحد 28 مارس/آذار، عاد المتظاهرون إلى شوارع ميانمار لمواصلة مطالبتهم بالعودة إلى الديمقراطية، رغم الفظائع التي شهدها يوم السبت كما نُظمت مظاهرات على مستوى البلاد شملت أكبر مدينتيها يانغون وماندالاي.
وقوبلت بعض الاحتجاجات مرة أخرى بقوة الشرطة.
تهديد بالقتل
وفي تحذيرٍ مساء الجمعة، قال التلفزيون الرسمي: "يجب أن تتعلم من مأساة الوفيات السابقة أنك قد تكون في خطر التعرض لإطلاق النار في الرأس والظهر".
ولم يذكر التحذير على وجه التحديد أن قوات الأمن قد تلقت أوامر إطلاق النار بغرض القتل، فيما حاول المجلس العسكري في السابق الإشارة إلى أن بعض عمليات إطلاق النار القاتلة جاءت من الحشود.
وما زالت حركة الاحتجاج على الانقلاب العسكري مستمرة، فيما شملت إضرابات واسعة وعصياناً مدنياً شارك فيه موظفون حكوميون ما عرقل سير عمل الدولة.
وهو ما استفز السلطات التي أوقفت عشرات المواطنين المشتبه بدعمهم لحملة العصيان المدنيّ، غالباً خلال مداهمات ليلية على المنازل.
لكنّ حركة الاحتجاج الواسعة ألقت بثقلها على اقتصاد البلاد، لا سيما أنها تجري في أوج جائحة كوفيد-19 التي تضرب بورما بشدة، فقد حذّر البنك الدولي من أن البلد الآسيوي يواجه انخفاضاً هائلاً في ناتجه المحلي الإجمالي بنحو 10% في 2021.
فيما أثارت وحشية حملة القمع ضد المحتجين مخاوف الجهات الدولية التي واصلت تنديدها بالانقلاب وفرضت عقوبات على جنرالات بورما.
حيث أعلنت بريطانيا والولايات المتحدة، مساء الخميس، فرض عقوبات على مجموعة "ميانمار الاقتصادية القابضة المحدودة" التي تضم تجمّع شركات يملكها الجيش البورمي، في إطار "مزيد من الإجراءات" التي تستهدف النظام بعد الانقلاب.