أثار خطاب ألقاه مسؤول في ولاية أوهايو الأمريكية ردة فعل قوية، حيث انتشر فيديو لحديثه في اجتماع سياسي عبر مواقع التواصل الاجتماعي بشكل واسع، حينما كشف عن صدره مظهراً ندوباً تعرض لها أثناء خدمته في الجيش الأمريكي، كدليل على انتمائه للبلاد.
الفيديو الذي انتشر كالنار في الهشيم على مواقع التواصل جاء تتويجاً لحملة واسعة أطلقها الأمريكيون الآسيويون للتعبير علناً عن غضبهم في خضم موجة جديدة من جرائم الكراهية اجتاحت البلاد مؤخراً، واستهدفتهم.
فقد انتشر مقطع فيديو، السبت 27 مارس/آذار 2021، يُظهر لي وونغ، السياسي من ولاية أوهايو، وهو يخلع سترته ويفك أزرار قميصه خلال اجتماع لمجلس أمناء ويست تشيستر لتقديم إفادة قوية.
وأوضح السياسي البالغ من العمر 69 عاماً، أنه أتى إلى الولايات المتحدة وهو في الـ18 من عمره، بعد انتهائه من المدرسة الثانوية مباشرة، وأنه خدم في الجيش 20 عاماً.
قال وونغ بينما كان يشير إلى وجهه: "يُشكك الناس في وطنيتي، وأنني لا أبدو أمريكياً كفاية. أريد أن أُري هؤلاء شيئاً. لأنني لستُ خائفاً. ليس عليّ أن أعيش مع الخوف والترهيب والإهانات".
بعدها كشف وونغ عن ندبة قوية في صدره، وقال: "ها هو الدليل. حصلتُ على هذه الندبة خلال خدمتي في الجيش الأمريكي. هل يُعد هذا وطنياً بما يكفي؟".
وأضاف وهو يُعيد غلق قميصه: "التعصب من الكراهية. وتلك الكراهية يمكن تغييرها. نحن بشر ونحتاج أن نكون أكثر عطفاً ولطفاً مع بعضنا البعض؛ لأننا جميعاً متشابهين. نحن إنسان واحد على هذه الأرض".
المسؤول الأمريكي تحدث لاحقاً إلى صحيفة The Cincinnati Enquirer عن سبب كشفه تلك الندبة، قائلاً: "كان التوقيت مناسباً في ضوء ما يحدث في البلاد. لا أعرف ما الذي أصابني في تلك اللحظة. كل ما عرفته هو أن عليّ أن أقول شيئاً".
وقد حشد مقطع الفيديو الذي بث خطاب وونغ، والذي نشره على تويتر يوم الجمعة 26 مارس/آذار 2021، جيمس لابورتا، الصحفي في وكالة AP الأمريكية، أكثر من 4.6 مليون مشاهدة.
ارتفاع معدل العنصرية بأمريكا
يشار إلى أن خطاب المسؤول الأمريكي انتشر في خضم تزايد وتيرة أحداث العنف ضد الآسيويين.
ففي 16 مارس/آذار 2021، قُتل 8 أشخاص في عملية إطلاق نار في 3 منتجعات في مدينة أتلانتا. وعلى الرغم من أن السلطات صرّحت بأنه ليس ثمة دليل يُشير إلى كون الحادثة متعلقة بالعرق، كان 6 من الضحايا نساء آسيويات، وذلك حسب ما أفادت صحيفة "The guardian" البريطانية،
ثم في 17 مارس/آذار 2021، استخدمت امرأة أمريكية آسيوية في الـ 75 من عمرها وتُدعى شياو تشن شيه، لوحاً خشبياً للرد على رجل أبيض لكمها في سان فرانسيسكو بولاية كاليفورنيا (قُبض على ستيفن جينكينز في مكان الحادثة، بعد أن هاجم في مرة سابقة نجوك فام البالغة من العمر 83 عاماً).
وإضافة إلى ذلك، كشف تقرير صادر عن منظمة Stop AAPI Hate هذا الأسبوع، وقوع ما يقرب من 3800 حادثة كراهية خلال الجائحة.
كما تُظهر نتائج إحدى الدراسات التي أجريت مؤخراً في إحصائيات إدارة الشرطة، أن جرائم الكراهية ضد الأمريكيين الآسيويين ارتفعت بنسبة 150% تقريباً في عام 2020، على الرغم من انخفاض جرائم الكراهية عامة بنسبة 7%.
وحلل التقرير، الصادر عن مركز دراسة الكراهية والتطرف في جامعة ولاية كاليفورنيا في سان بيرناردينو، بيانات متعلقة بجرائم الكراهية في العامين 2019 و2020 مأخوذة من السلطات في 16 مدينة كبرى في أمريكا، وخلص أن موجة العنف الأولى ضد الأمريكيين الآسيويين اندلعت العام الماضي، عندما بدأت حالات الإصابة بكوفيد-19 ترتفع بحدة بين مارس/آذار وأبريل/نيسان. وتُظهر النتائح أن مدينة نيويورك سيتي شهدت أكبر زيادة في جرائم العنف ضد الآسيويين، التي وصلت إلى 28 جريمة مُبلغ عنها في عام 2020 مقارنة بـ 3 جرائم في عام 2019.