خلصت دراسة قام بها علماء إيطاليون إلى أن الخيول تتمتع بذكاء للتعرف على انعكاس صورتها الخاصة في المرآة، وتحب التألق، وتتفهم نفسها، وذلك على غرار البشر بالضبط، طبقاً لما أوردته صحيفة Dailymail البريطانية، يوم الأحد 28 مارس/آذار 2021.
حيث رسم العلماء حرف (X) صغير على وجه 11 حصانًا، وحاولت الخيول بدورها إزالته بمجرد أن أدركت وجوده عند النظر في مرآة.
يشير هذا الاكتشاف إلى أن الخيول قد تكون من بين أكثر الحيوانات إدراكاً ووعياً بذاتها على كوكب الأرض، إلى جانب بعض الأنواع الأخرى مثل الفيلة والدلافين، حسب الدراسة التي نُشرت نتائجها في دورية Animal Cognition العلمية.
أول دليل علمي
من جانبه، قال الدكتور باولو باراغالي من جامعة بيزا بإيطاليا: "في هذه التجربة، نعلن عن أول دليل على التعرف على الذات في المرآة على مستوى المجموعة في فصائل من غير الرئيسيات"، متابعاً: "وضعت العلامات على الخدين لأن المجال المرئي البانورامي للخيول لا يغطي هذه المنطقة من الرأس، وبالتالي، لا يمكن للحصان الخاضع للتجربة رؤية العلامة إلا بالنظر في المرآة".
أضاف باراغالي: "استخدمت خيولنا سطح المرآة لتوجيه حركاتها صوب وجهها الموصوم بعلامة مسبقاً، مما يبين أنها قادرة على إدراك أنفسها في المرآة. وجدير بالذكر أنهم تبنوا سلسلة من الخطوات السلوكية تجاه المرآة قبل وضع العلامة عليها".
كما أوضح أن تلك الخيول اشتركت في سلوكيات عارضة تشبه تلك الواردة عن أنواع أخرى، مثل حركات الرأس والنظرة الخاطفة على المرآة وإخراج اللسان، والتي لا تحدث تقريباً إلا في وجود السطح العاكس.
كانت تلك التجربة قد بدأت بـ14 حيواناً من المركز الإيطالي لحماية الخيول في توسكاني بإيطاليا، والتقطت مقاطع فيديو للحيوانات عند لقائها بالمرآة.
تبحث عن نظرائها
في بداية الأمر، ظنت جميع الخيول أن انعكاسها هو حيوان آخر، وحاول بعضهم اللعب معه، بينما أظهر البعض الآخر عدواناً تجاهه. في حين بدا على أحد الأحصنة الخوف.
بينما نظر 11 حصاناً من الـ14 خلف المرآة كما لو أنها تبحث عن نظرائها، ثم في وقت لاحق حركت رؤوسها لرؤية انعكاسها يفعل الأمر نفسه. في حين أخرجت بعض الخيول لسانها.
بدوره، لفت غوردون غالوب، عالم النفس بجامعة ألباني بنيويورك، إلى أن هذه الخيول لم تستخدم المرآة بشكل تلقائي لفحص أجزاء من أجسادها لا يمكن رؤيتها بدون مرآة، إلا أن الدراسة أظهرت أيضاً بعض الأنماط السلوكية استجابةً لوجود سطح عاكس، والتي لم تظهر في ظل ظروف أخرى. وبالتالي، تعزو الاختلافات في سلوك الانتباه إلى المرآة إلى وجود السطح العاكس وليس الكائن نفسه.
صحيفة Dailymail البريطانية قالت إنه نظراً لأنه لا دراسة تخلو من المعارضة، فقد كان هناك بعض الخبراء المشككين في هذه النتائج.