عرضت تقنية التتبُّع البحري محاكاةً للحظة التي اندفعت فيها سفينة الحاويات العملاقة "إيفر غيفن"، لتصطدم بضفة قناة السويس، حين جنحت عن مسارها، يوم الثلاثاء 23 مارس/آذار 2021.
وفي محاكاةٍ للحادث يُظهِر مقطع فيديو من موقع Vessel Finder للتتبُّع البحري، باستخدام الذكاء الاصطناعي، لحظة انحراف السفينة قبل أن تتَّجِه فجأةً إلى الميمنة وتضرب ضفة القناة، وفقاً لما أوردته صحيفة Daily Mail البريطانية، السبت 27 مارس/آذار 2021.
جنحت السفينة بمقدار حوالي 3.7 ميل شمال المدخل الجنوبي، بالقرب من مدينة السويس، وأجبرت السفن الأخرى على التراجع أو التوقُّف.
محاولة تعويم السفينة
تأمل شركة "شوي كيسن كايشا" اليابانية المالكة لناقلة الحاويات الضخمة في تعويم السفينة مساء السبت، وقال رئيس الشركة يوكيتو هيغاكي، خلال مؤتمر صحفي نقلته الصحافة اليابانية "إننا بصدد إزالة الترسبات باستخدام أدوات تجريف إضافية".
هيغاكي أوضح أن "المياه لا تتسرب إلى السفينة، ليس هناك أي مشكلة في الدفات والمراوح. وبعد تعويمها يفترض أن يكون بإمكانها الإبحار"، وفق ما نقلت عنه صحيفة أساهي شيمبون.
كانت الشركة المكلفة بإنقاذ السفينة قد أبدت المزيد من الحذر، فأفادت أن الأمر سيستغرق "أياماً أو حتى أسابيع" لاستئناف حركة الملاحة في القناة التي يعبر عبرها 10% من التجارة البحرية الدولية، بحسب ما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية.
يأتي ذلك بينما نُشِرَ ما لا يقل عن 10 قاطرات للمساعدة في إعادة تعويم السفينة، وفقاً لشركة Shoei Kisen KK اليابانية التي تمتلك السفينة.
وبعد فشل جهود أمس الجمعة لتعويم السفينة، سوف تُجرى اليوم محاولتان لتخليص سفينة الحاويات، التي يبلغ طولها 1300 قدم، من وضعها العالق، وإعادة فتح الممر الملاحي الحيوي للتجارة العالمية.
حتى الآن لا يوجد ما يحسم بشكل نهائي سبب انحراف السفينة، التي تسببت في تعطيل 280 سفينة داخل وخارج الممر المائي الحيوي في مصر.
التقديرات الأولية كانت قد أشارت إلى أن الرياح العاتية قد جرفت السفينة عبر القناة الضيِّقة التي تمتد بين إفريقيا وشبه جزيرة سيناء، وتسهِّل 12% من الشحن الدولي، لكن التحقيقات مستمرة لمعرفة ما إذا كانت هنالك أسباب أخرى غير الرياح.
من جانبهم، يأمل مشغلو السفن الأخرى في إخراج السفينة من مأزقها قريباً، ويرسون خارج السويس بدلاً من الالتفاف حول إفريقيا والعبور من رأس الرجاء الصالح، الأمر الذي قد يضيف أياماً أخرى إلى رحلاتهم ويؤخِّر الإمدادات.
وتلقت مصر عروضاً للمساعدة في أزمة القناة، وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن إن إدارته تدرس ما يمكنها تقديمه للمساعدة، بعد أن جنحت السفينة إيفر غيفن، التي يبلغ طولها 400 متر، ولم يصدر حتى صباح السبت أي تعليق مصري على العرض الأمريكي.