دعا الرئيس الأمريكي جو بايدن، الجمعة 26 مارس/آذار الجاري، 40 من قادة العالم إلى المشاركة في قمة المناخ عبر الاتصال المرئي بسبب قيود جائحة كورونا، يومي 22 و23 أبريل/نيسان المقبل، لبحث قضية تغيُّر المناخ.
من بين المدعوين إلى تلك القمة الافتراضية 17 دولة مسؤولة عما يقرب من 80% من الانبعاثات العالمية والناتج المحلي الإجمالي العالمي، وضمن ذلك الصين وروسيا.
كما دعا بايدن 4 ممثلين عن منطقة الشرق الأوسط، وهم: الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، والعاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، ورئيس دولة الإمارات العربية المتحدة خليفة بن زايد آل نهيان، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وذلك في تجاهل واضح للرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، وولي عهد أبوظبي محمد بن زايد، خاصةً أن رئيس الإمارات لا يشارك منذ فترة في أي فعاليات محلية أو دولية؛ نظراً إلى ظروفه المرَضية.
يأتي ذلك رغم أن مصر صدَّقت، في أبريل/نيسان 2016، على اتفاق باريس لتغير المناخ ضمن 171 دولة حول العالم. وسبق أن تحدَّث الرئيس السيسي عن قضية التغير المناخي أكثر من مرة، الأمر الذي قد يثير تساؤلات لدى البعض حول هذا التجاهل، خاصةً أن الرئيس الأمريكي لم يتحدث إلى نظيره المصري منذ فوزه بالرئاسة وحتى الآن.
الدول أبدت "دوراً قيادياً"
إلا أن بياناً أصدره البيت الأبيض لفت إلى أن دعوة بايدن رؤساء الدول الأخرى جاءت انطلاقاً من أن هذه الدول أبدت "دوراً قيادياً قوياً" في مجال المناخ، أو تلك المعرّضة بشكل خاص لتأثيرات المناخ، أو تلك التي ترسم مسارات مبتكرة للوصول إلى اقتصاد يعتمد على انبعاثات الصِّفر.
وكالة الأناضول لفتت إلى أن بايدن استهل رسالته التي بعث بها إلى الرئيس التركي، بالإعراب عن أمانيه الطيبة لأردوغان والشعب التركي، منوهاً إلى تضامنه مع ذوي ضحايا جائحة كورونا، وعموم الشعب التركي.
فيما أشار بايدن إلى أن الرئيس الصيني شي جين بينغ، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين "يعلمان أنهما مدعوّان" للانضمام إلى محادثات قمة المناخ، وذلك رغم أنه لم يتحدث معهما بعد.
كما أن من بين المدعوين أيضاً، الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيسَي الوزراء الكندي جاستن ترودو والبريطاني بوريس جونسون، ورئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل، والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، وقادة آخرين من أوروبا وإفريقيا.
من المقرر أيضاً، مشاركة عدد صغير من رجال الأعمال وقادة المجتمع المدني في تلك القمة.
"حد أقصى للارتفاع الحراري"
حسب البيت الأبيض، شدَّد العلماء في السنوات الأخيرة، على التقيُّد بحد أقصى للارتفاع الحراري للكوكب مقداره 1.5 درجة مئوية؛ من أجل درء أسوأ آثار تغيُّر المناخ. وسيكون الهدف الرئيسي لكل من قمة القادة هذا الشهر ومؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ، هو تحفيز الجهود التي تجعل هدف الـ1.5 درجة في متناول اليد.
كذلك، ستسلِّط القمة الضوء على أمثلة حول كيف أن خطة مناخية طموحة ومعزَّزة يمكن أيضاً أن تخلق وظائف ذات أجور جيدة، وتعزّز التقنيات المبتكرة، وتساعد البلدان الضعيفة على التكيف مع تأثيرات المناخ.
من بين الموضوعات الرئيسية التي ستناقشها القمة: تحفيز الجهود التي تبذلها الاقتصادات الكبرى في العالم للحدّ من الانبعاثات خلال هذا العقد الحرج؛ للحفاظ على الحدّ الأقصى للاحترار العالمي البالغ 1.5 درجة مئوية في متناول اليد، وحشد تمويل القطاعين العام والخاص لدفع التحول لصافي الانبعاث الصفري، ومساعدة البلدان الضعيفة على التعامل مع تأثيرات المناخ، وضمان استفادة جميع المجتمعات والعمال من الانتقال إلى اقتصاد الطاقة النظيفة الجديد، وتحفيز التقنيات التحويلية التي يمكن أن تساعد في تقليل الانبعاثات والتكيف مع تغير المناخ.
"اليوم العالمي للأرض"
تأتي قمة المناخ تزامناً مع اليوم العالمي للأرض، وقبل الاجتماع الكبير للأمم المتحدة المقرر في نوفمبر/تشرين الثاني 2021، ضمن أعمال الدورة الـ26 لمؤتمر غلاسكو (بأسكتلندا) لتغير المناخ.
فيما قال البيت الأبيض، في بيان، إن القمة ستُبث بشكل مباشر للعامة، وستكون علامة فارقة مهمة قبل انعقاد مؤتمر الأمم المتحدة المعنيّ بتغير المناخ في غلاسكو (أسكتلندا) في نوفمبر/تشرين الثاني القادم، منوهاً إلى أن تلك القمة سوف "تؤكد الضرورة المُلحَّة- والفوائد الاقتصادية- للكفاح القوي ضد التغيير المناخي"، وأضاف: "شجَّع بايدن في دعوته القادة على استخدام القمة كفرصة لتوضيح كيف ستسهم بلدانهم أيضاً في تحقيق طموح مناخي أقوى".
فضلاً عن ذلك، ستعلن الولايات المتحدة، بحلول موعد القمة، عن هدف طموح يتعلّق بتحديد الانبعاثات لعام 2030 كمساهمة جديدة محددة وطنياً بموجب اتفاقية باريس.
بايدن يعيد بلاده إلى اتفاقية باريس
يشار إلى أن بايدن قد وعد في اليوم الأول من وصوله إلى البيت الأبيض، بالعودة إلى اتفاقية باريس حول المناخ التي كان قد انسحب منها ترامب.
إذ أصبحت عودة أمريكا نافِذة في 19 فبراير/شباط الماضي، الأمر الذي يعني أن معظم دول العالم تقريباً هي اليوم أطراف في الاتفاقية الموقعة في 2015.
يُذكر أن اتفاقية باريس تمثل أول اتفاق عالمي بشأن المناخ، وجاءت عقب المفاوضات التي عُقدت في أثناء مؤتمر الأمم المتحدة الـ21 للتغير المناخي بالعاصمة الفرنسية عام 2015، ودخلت حيز التنفيذ رسمياً في 4 نوفمبر/تشرين الثاني 2016.
جدير بالذكر أن بايدن أعلن في 27 يناير/كانون الثاني 2021، أنه سيعقد قريباً قمة للزعماء لحشد جهود الاقتصادات الكبرى لمعالجة تداعيات أزمة المناخ.