كشفت هيئة قناة السويس أنه يجب إزالة ما يصل إلى 20 ألف متر مكعب (706 آلاف قدم مكعب) من الرمال في القناة لتحرير سفينة الحاويات العملاقة العالقة هناك، وهو ما يعادل ثمانية أضعاف حجم حوض السباحة الأولمبي، وفق ما ذكره تقرير لشبكة CNN الأمريكية، الجمعة 26 مارس/آذار 2021.
فقد جنحت سفينة الشحن "إيفر غيفن" التي يقارب طولها مبنى إمباير ستيت الأمريكي، في قناة السويس، بعدما تعرضت لرياح بلغت سرعتها 40 عقدة وعاصفة رملية تسببت في ضعف الرؤية وسوء الملاحة، منذ الثلاثاء 23 مارس/آذار.
بينما أغلقت السفينة العالقة أحد أكثر الممرات المائية ازدحاماً في العالم؛ مما أدى إلى بذل جهود إنقاذ محمومة، بما في ذلك استخدام كراكتين (جرّافتين) وتسعة زوارق سحب وأربعة حفارات على ضفة القناة.
نقل أطنان من الرمل في قناة السويس
تعمل الكراكات بجِد لإزالة الرمل والطين من مقدمة السفينة، وستحتاج إلى نقل ما بين 15000 إلى 20000 متر مكعب (530 آلاف إلى 706 آلاف قدم مكعب) من الرمل للوصول إلى عمق 12 إلى 16 متراً (من 39 إلى 52 قدماً)؛ مما قد يسمح للسفينة بالطفو، حسبما قالت هيئة قناة السويس يوم الخميس 25 مارس/آذار. ويعادل هذا نحو ثمانية أضعاف حجم حوض السباحة الأولمبي.
في بيان، قالت شركة Bernhard Schulte Shipmanagement، التي تتولى الإدارة الفنية لسفينة إيفر غيفن: "بالإضافة إلى الكراكات الموجودة بالفعل في الموقع، توجد الآن جرّافة شفط متخصصة مع السفينة وستبدأ العمل قريباً. ويمكن لهذه الجرّافة نقل 2000 متر مكعب من المواد كل ساعة".
أضافت هيئة قناة السويس أنها ناقشت خيار تحريك القارب، الذي يبلغ طوله 400 متر وعرضه 59 متراً، من خلال تجريف المنطقة المحيطة به.
إعادة تعويم السفينة "معقَّد للغاية"
قال كبير مرشدي قناة السويس، لشبكة CNN يوم الأربعاء، 24 مارس/آذار، إنَّ إعادة تعويم السفينة الضخمة "معقد للغاية من الناحية الفنية" وقد تستغرق أياماً.
كما أفادت شركة Evergreen Marine المُستَأجِرَة للسفينة، في بيان، بتعيين فريقٍ من خبراء الإنقاذ من شركة Smit Salvage الهولندية وشركة Nippon Salvage اليابانية، الذين ساهموا في العديد من عمليات الإنقاذ البارزة في الماضي، لمساعدة هيئة قناة السويس في إعادة تعويم السفينة.
فيما أوضح الأمين العام لغرفة الشحن الدولية غاي بلاتن: "لن يقتصر الأمر على تأخُّر البضائع على متن السفينة إيفر غيفن بشدة فحسب، بل ستتأثر أيضاً مئات السفن الأخرى. الأضرار التي ستلحق بسلسلة التوريد العالمية كبيرة".
إذ يتخوف الخبراء من أنه إذا لم تتحرر السفينة قريباً، فقد يؤثر هذا المأزق في سوق النفط وأسعار الشحن والحاويات؛ مما يؤدي إلى ارتفاع تكلفة البضائع اليومية.
من جانبها، اعتذرت شركة الشحن اليابانية Shoei Kisen KK المالكة للسفينة، في بيان صحفي، للسفن الأخرى التي كانت تخطط للإبحار، لكنها علقت الآن بسبب ما حدث. وأخبرت الشركة شبكة CNN عن توقعاتها بمطالبة المتضررين بتعويضات عن الحادث، لكن تركيزها الرئيسي الآن ينصب على إعادة تعويم السفينة.
الانتهاء من 87% من عمليات التجريف
من جهتها، قالت هيئة قناة السويس، الجمعة، إنه سيتم استئناف عمليات قَطْر وتعويم السفينة الجانحة بعد الانتهاء من التجريف لإزالة ما يصل إلى 20 ألف متر مكعب من الرمال.
كما ذكرت الهيئة أن الجرافات اقتربت لمسافة 15 متراً من مقدمة السفينة، وأنها تستطيع الاقتراب إلى عشرة أمتار بحد أقصى لدواعي السلامة. ووفقاً لتقديرات الهيئة فإنه تم الانتهاء من 87% من عمليات التجريف.
يسبب توقف قناة السويس اضطراباً نجم عنه ارتفاع تكاليف الشحن لناقلات المنتجات البترولية إلى المثلين تقريباً هذا الأسبوع، وتحويل عدة سفن مسارها بعيداً عن المجرى المائي الحيوي؛ إذ تظل سفينة حاويات عملاقة عالقة بين ضفتيه.
أدى توقف الملاحة عبر القناة الواصلة بين أوروبا وآسيا إلى تعميق مشكلات خطوط النقل البحري التي تواجه بالفعل اضطراباً وتأخيرات في توريد سلع التجزئة إلى المستهلكين.بينما يتوقع محللون تأثيراً أكبر على الناقلات الأصغر والمنتجات البترولية، لا سيما صادرات النفط وزيت الوقود من أوروبا إلى آسيا، إذا ظلت القناة متوقفة لأسابيع.