كشفت حادثة إغلاق قناة السويس عن العديد من القصص والأسرار، لعل آخرها تلك المرتبطة بشركة Evergreen Marine Corp، المسؤولة عن السفينة التي تسد ممر قناة السويس حالياً، حيث تسببت من قبلُ في سقوط 28.800 لعبة بلاستيكية في المحيط الهادئ بطريق الخطأ في التسعينيات، وما تزال تُشغّل السفن حول شواطئ العالم بعد مرور 15 عاماً على الواقعة.
تفاصيل الواقعة
يروي موقع Business Insider الأمريكي، في تقرير له، الجمعة 26 مارس/آذار 2021، أن الألعاب البلاستيكية شملت 7200 لعبة قندس أحمر، و7200 لعبة ضفدع أخضر، و7200 لعبة سلحفاة زرقاء، و7200 لعبة بطة صفراء، وفقاً للصحفي دونوفان هون الذي ألف كتاباً عن الواقعة.
في الوقت الذي تأكد فيه أن تلك السفينة هي إيفرلوريل، التي كانت تُشغّلها شركة Evergreen Marine Corp، ظل أصل تلك الألعاب البلاستيكية مجهولاً لسنوات، حتى حلّ هون اللغز.
إذ فسر الظاهرة لاحقاً في كتابه بعنوان: "القصة الحقيقية لـ28.800 لعبة حمام ضاعت في البحر Moby-Duck: The true story of 28,800 bath toys lost at sea".
تحقيق علمي وثلوث عابر للمحيطات
بعد سقوط الألعاب، عُثِرَ على مئات منها حول شواطئ العالم، مما فتح تحقيقاً علمياً في الأمر.
حينها أدخل جيم إنغراهام وكيرتيس إبيسماير، عالمَي المحيطات، إحداثيات مواقع رصد الألعاب البلاستيكية إلى جهاز محاكاة تيارات سطح المحيط، وتتبَّعا أنماط التيارات وصولاً إلى شمال المحيط الهادئ.
وقد استخدما جهاز المحاكاة من قبلُ، لإعادة رسم مسار تيارات 200 من أحذية Nike الرياضية التي ضاعت مسبقاً في البحر حين سقطت شحنةٌ بها 80 ألف حذاء.
باستخدام تلك الإحداثيات ومراجعتها مع السجلات، جمع هون أطراف الأحجية ليتوصل إلى أن تاريخ التلوث يرجع إلى "إيفرلوريل"، السفينة التي تُشغِّلها شركة Evergreen Marine، والتي كانت في طريقها من هونغ كونغ إلى واشنطن عام 1992.
وظلت تلك الألعاب تظهر في البحر لسنوات، كان آخرها عام 2007 بالمملكة المتحدة.
سفينة حاويات ضخمة تعطل الملاحة
السفينة الجانحة "إيفرغيفن"، سفينة حاويات عملاقة ترفع العلم البنمي، وتشغِّلها شركة ملاحة تايوانية تسمى "إيفرغرين"، ويبلغ طولها 400 متر، وعرضها 59 متراً، وتبلغ حمولتها الإجمالية 224 ألف طن. السفينة تعرضت للجنوح في ساعة مبكرة من صباح الثلاثاء 23 مارس/آذار (السابعة والنصف صباحاً بالتوقيت المحلي لمصر، بحسب البيان الصادر عن شركة إيفرغرين).
ناقلة الحاويات العملاقة كانت في طريقها من الصين إلى ميناء روتردام، وتعرضت لحادث الجنوح عند الكيلو 151 ترقيم القناة، بعد مرورها من ميناء السويس ضمن قافلة الجنوب (القادمة من البحر الأحمر باتجاه البحر المتوسط عبر قناة السويس التي يبلغ طولها 193 كم).
السبب الرئيسي لجنوح السفينة العملاقة هو انعدام الرؤية الناتج عن سوء الأحوال الجوية؛ نظراً إلى مرور مصر بعاصفة ترابية بلغت معها سرعة الرياح 40 عقدة، ما أدى إلى فقدان القدرة على توجيه السفينة، ومن ثم جنوحها، بحسب بيان هيئة قناة السويس.
فيما أكدت الشركة التايوانية المشغلة للسفينة الأمر، بقولها إن صاحب "إيفرغيفن" أبلغ الشركة أن "رياحاً قوية مفاجئة تسببت في خروج السفينة عن مسارها والارتطام بالقاع ومن ثم الجنوح"، وقالت شركة BSM المسؤولة عن طاقم السفينة والمسائل الفنية بها، إن جميع أفراد الطاقم بخير ولا توجد تقارير عن إصابات أو تلوث، بحسب تقرير لـ"رويترز".