قالت صحيفة Daily Mail البريطانية، الخميس 25 مارس/آذار 2021، إن محكمة بريطانية أصدرت حكماً قضائياً لصالح مصرفي مسلم فقد وظيفته بعدما تعرّض لفصلٍ تعسّفي بعد الاتصال برؤسائه ومُراسلتهم بالبريد الإلكتروني في يوم عيد الميلاد.
كان جوينال شودري، وهو رئيس قسم العقارات في مصرف Gatehouse، قد قاضى المصرف لفصله تعسّفياً من وظيفته، التي يصل أجرها إلى 178 ألف دولار سنوياً، بعد الاستغناء عن خدماته في إعادة هيكلة الشركة، في شهر أغسطس/آب عام 2019.
تدهور العلاقة مع رؤسائه
بينما في العام الذي سبق إقالة شودري، حسبما تؤكد الصحيفة البريطانية، كانت علاقته بالرئيس التنفيذي للمصرف تشارلز هاريسناب، والرئيس التجاري بول ستوكويل، قد تدهورت بشكلٍ كبير. إذ بدأ الخلاف حين بعث شودري برسائل بريد إلكتروني؛ لمحاولة الوصول إلى رؤسائه في يوم عيد الميلاد عام 2018.
حيث ازدادت مخاوف شودري من أنه قد يقع تحت طائلة القانون الفرنسي بسبب قرضٍ عقاري في باريس، وذلك خلال فترة أعياد الميلاد. ولذلك بعث إلى ستوكويل برسالة عبر البريد الإلكتروني، واتصل به عشية أعياد الميلاد، واليوم التالي، حرصاً على توضيح موقفه.
لكن هاريسناب الساخط ردّ على موظفه في الـ25 من ديسمبر/كانون الأول، قائلاً إن الأمر كان يُمكن أن ينتظر، وسأل شودري ما إذا كان يُدرك أن "اليوم وقتٌ احتفالي بالنسبة لكثيرين"، ثم هدّد بـ"إفساد" عطلاته الإسلامية مستقبلاً للانتقام منه، حيث أخبره بأنه "لو وجد أي شيءٍ يعتبره مهماً، فسوف يتصل بشودري في العيد لإفساده"، بحسب ما سمعته المحكمة.
سياسة رسائل البريد الإلكتروني
كما سمعت المحكمة أن هاريسناب أرسل بريداً إلكترونياً إلى الموظفين في وقتٍ لاحق من ذلك الشهر، حول "ثقافتنا التي تتضمّن سياسةً لرسائل البريد الإلكتروني. ولا حاجة لدينا لإرسال رسائل البريد الإلكتروني خلال المساء أو العطلات. كما أنه من الضروري التأكد من أن لدينا جميعاً توازناً بين العمل والحياة".
فيما تضيف صحيفة Daily Mail البريطانية، أن شودري كان في إجازة العيد لزيارة الأصدقاء والعائلة في يونيو/حزيران عام 2019.
إعادة هيكلة الشركة
في ذلك اليوم، ناقش هاريسناب وستوكويل إعادة هيكلة الشركة التي ستشمل الاستغناء عن خدمات شودري.
إذ هاجم ستوكويل، شودري قائلاً إنه "أخرق"، و"متعجرف"، و"معتدّ بنفسه"، وإنه "قد رحل الآن، وانتهى الأمر، لم نعُد بحاجةٍ إليه بعد الآن"، وذلك بحسب نص مكالمة هاتفية بين الرجلين حصلت المحكمة على نسخة منها.
كما بعث هاريسناب برسالة بريد إلكتروني، في وقتٍ لاحق من ذلك اليوم، إلى شودري يطلب منه "تحديثاً عاجلاً" بشأن مسألةٍ تتعلق بالعمل.
إلا أن المصرفي المسلم أخبر المحكمة بأنه يعتقد أن رئيسه تعمّد مقاطعة احتفالات العيد الخاصة به تماشياً مع تهديده المزعوم في الاجتماع السابق مطلع العام.
عملية الاستغناء "مصطنعة"
وخلصت المحكمة، برئاسة القاضية ناتاشا جوفي، إلى أن "عدداً من المشكلات قد ظهرت أواخر عام 2018 وأوائل عام 2019، وتسبّبت في تدهور علاقته الجيدة سابقاً مع هاريسناب وستوكويل، وأدّت إلى عداءٍ تجاهه، مما أسفر حسب قناعته، عن فصله في النهاية. إذ لم يكونا معجبين بشودري ووجدا سلوكه في أعياد الميلاد عام 2018 مزعجاً".
على أثر ذلك، قضت المحكمة بأن عملية الاستغناء عنه كانت مصطنعة، لأنّ قرار فصله كان قد اتُّخِذَ بالفعل: "والمكالمة الهاتفية كانت دليلاً على أنّ نتيجة العملية المخطط لها كانت إقالة المدعي".
بهذا الحكم القضائي الصادر لصالح شودري، أوضحت المحكمة أن المصرف اقتطع بشكلٍ غير قانوني 11306 دولارات على الأقل من راتبه. فيما ستُعقد جلسة لتحديد قيمة تعويضه بالكامل في تاريخٍ لاحق.