كشفت وكالة Bloomberg الأمريكية عن تقدير نسبي للخسائر جراء غلق قناة السويس بسبب سفينة الحاويات "إيفر غيفن" التي أدى جنوحها لتوقف حركة المرور لثلاثة أيام متواصلة، فيما استؤنفت، صباح الخميس 25 مارس/آذار 2021، جهود تعويمها حيث عملت خمسة زوارق قَطر على جر السفينة إلى مياه أعمق، وفقاً لبيانات تتبع السفن.
خسائر فادحة بسبب غلق قناة السويس
وبناء على حسابات صحيفة Lloyd's List الإلكترونية المعنية بأخبار النقل البحري، فإن تكلفة الانسداد الواقع تبلغ نحو 400 مليون دولار في الساعة الواحدة، فيما أفاد التقرير بأن حركة الشحن البحري المتجهة غرباً تبلغ قيمتها نحو 5.1 مليار دولار في اليوم، وحركة الشحن البحري المتجهة شرقاً تبلغ نحو 4.5 مليار دولار تقريباً.
فيما قالت وكالة Bloomberg إن هناك 185 سفينة عالقة تنتظر عبور القناة، في حين تذهب تقديرات Lloyd's إلى أن هناك 165 سفينة فقط.
نيك سلون، خبير الإنقاذ الذي تولى إعادة تعويم السفينة السياحية "كوستا كونكورديا" التي انقلبت على السواحل الإيطالية في عام 2012 ويعمل الآن في منصب كبير مسؤولي الإنقاذ في شركة Resolve Marine للإنقاذ البحري في فلوريدا، أشار إلى أن الفرصة المثلى لتحرير السفينة العالقة قد لا تأتي حتى الأحد 28 مارس/آذار أو الإثنين 29 مارس/آذار، عندما يصل المد في المجرى الملاحي إلى ذروته.
في المقابل، فإن نحو 12% من شحنات التجارة العالمية تمر عبر قناة السويس، ما يجعلها ذات أهمية استراتيجية كبيرة لدرجة أن القوى العالمية خاضت أكثر من معركة حول هذا الممر المائي منذ اكتماله في عام 1869.
لكن الواقع في الوقت الحالي أن حركة المرور المفترضة هذه متوقفة مع جنوح السفينة في الجزء الجنوبي من القناة، وهو ما تسبب في انتكاسة أخرى لسلاسل التوريد العالمية المتوترة بالفعل بسبب الطفرة الحادثة في شحنات التجارة الإلكترونية وزيادتها المرتبطة بجائحة كورونا.
وتعليقاً على ذلك، يقول غريغ نولر، محرر الشؤون الأوروبية في دورية النقل البحري التي تصدرها IHS Markit Ltd.: "يأتي انسداد قناة السويس في وقت يُفتقر فيه إلى كل مساعدة ممكنة على نحو خاص؛ إذ حتى مجرد التأخير لمدة يومين سيزيد من اضطراب سلسلة التوريد، ما سيؤدي إلى إبطاء تسليم البضائع إلى الشركات في جميع أنحاء المملكة المتحدة وأوروبا".
آخر تطورات السفينة العالقة بقناة السويس
فيما نقلت وكالة "بلومبرغ" الدولية عن مسؤولين في قناة السويس قولهم، الخميس، إن طواقم الإنقاذ علقت عمليات تعويم السفينة مساء الأربعاء، على أن تستأنف صباح اليوم، وأبلغ مسؤولون في الهيئة الوكالة بأن طواقم إنقاذ جديدة ستصل إلى موقع السفينة الجانحة خلال وقت لاحق الخميس، لتسريع عمليات التعويم.
وتظهر برمجيات تتبع السفن خمسة زوارق قطر تحيط بالسفينة وثلاثة أخرى تتجه نحوها. لكن نظام تحديد المواقع (جي.بي.إس) الخاص بالسفينة يظهر أنه لم يطرأ سوى تغيرات طفيفة على وضع إيفر غيفن في الساعات الأربع والعشرين الماضية.
فيما تتجمع عند طرفي القناة عشرات السفن، ومنها حاويات كبيرة أخرى وناقلات نفط وغاز وسفن نقل حبوب، مما خلق واحداً من أسوأ وقائع اختناق حركة الشحن في سنوات، لكن رئيس هيئة قناة السويس أسامة ربيع أبلغ وسائل الإعلام بأنه على الرغم من ذلك، فإن بعض السفن تمكنت من التحرك جنوباً، وأن جهود تعويم إيفر غيفن مستمرة.
أزمة في حركة الملاحة
وتعوق الآن حركة الملاحة في كلا الاتجاهين في واحد من أكثر ممرات شحن السلع والنفط والحبوب والمنتجات الأخرى ازدحاماً في العالم، والذي يربط بين آسيا وأوروبا.
فيما أصدرت شركة وكالة الخليج مصر المحدودة للملاحة (جي.إيه.سي) مذكرة لعملائها الليلة الماضية قالت فيها إن جهود تعويم السفينة باستخدام زوارق قطر مستمرة، لكن ظروف الرياح وحجم السفينة الكبير "يعرقلان العملية".
ويقول خبراء شحن إنه إذا لم يجر التغلب على ذلك التوقف في حركة الملاحة بالقناة خلال 24 إلى 48 ساعة، فقد تضطر بعض شركات الشحن إلى جعل سفنها تسلك طريق رأس الرجاء الصالح عبر حافة إفريقيا الجنوبية، وهو ما يطيل مدة الرحلة أسبوعاً تقريباً.
من جهتها، قالت هيئة قناة السويس، في بيان، إن السفينة إيفر غيفن جنحت صباح الثلاثاء، وهو ما "يعود بشكل أساسي إلى انعدام الرؤية الناتجة عن سوء الأحوال الجوية نظراً لمرور البلاد بعاصفة ترابية، مما أدى إلى فقدان القدرة على توجيه السفينة ومن ثم جنوحها".
وارتفعت حدة التخوفات، خاصة في أوروبا، من احتمالية تأخر إعادة السفينة لمسارها، ما يفتح الباب لفرضية نقل حركة الملاحة مؤقتاً إلى رأس الرجاء الصالح (جنوب إفريقيا)، وما لذلك من تبعات مالية وأخرى مرتبطة بتأخر الطلبيات.