هدَّد فصيل عراقي، الخميس 25 مارس/آذار 2021، باستهداف القوات الأمريكية، التي وصفها بـ"الاحتلال الأمريكي" و"عملائه" في البلاد، في إشارة منهم إلى مصطفى الكاظمي وحكومته، وذلك خلال استعراض عسكري بالأسلحة في شوارع العاصمة بغداد.
تهديدات للكاظمي
عناصر ميليشيا "ربع الله" تجولوا بسلاحهم في شوارع العاصمة العراقية بغداد، حاملين صورة رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي، وقد طبعوا فوقها رسم حذاء وهددوا بقطع أذنيه.
فيما تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يُظهر العشرات من عناصر الحركة في بغداد، مستقلّين عجلات عسكرية، وهم يحملون أسلحة خفيفة ومتوسطة.
حركة "ربع الله" قالت في بيان لها إن "الشعب العراقي يعيش بين ظلمات الاحتلال الأمريكي الغاشم وحكومة متواطئة عميلة له"، وأضافت أن مقاتليها مع أسلحتهم "جالوا أرض العاصمة بغداد هذا اليوم (الخميس)، في رسالة تهديد للأمريكيين وعملائهم".
كما نشرت الحركة صوراً لمقاتليها في شوارع بغداد وهم يستقلون سيارات "بيك آب"، ويحملون أسلحة رشاشة وقذائف "آر بي جي".
يشار إلى أن "ربع الله" حركة كانت تنشط في البداية على مواقع التواصل الاجتماعي، إلا أن عناصرها اقتحمت مكاتب مؤسسات إعلامية وحزبية وغيرها في بغداد وأضرمت النيران فيها، منذ العام الماضي.
ويرى مراقبون أن هذه الجماعات غير المعروفة مجرد واجهة لفصائل مسلحة عراقية، تتلقى الدعم والتمويل من إيران، ويُطلق عليها محلياً اسم "الفصائل الولائية"، فيما لم يصدُر أي تعقيب حكومي على الاستعراض العسكري لجماعة "ربع الله".
وقال مصدر في شرطة بغداد، طالباً عدم نشر اسمه، إن السلطات الأمنية أغلقت جسراً حيوياً وسط بغداد، على خلفية استعراض "ربع الله". وأضاف أن السلطات أغلقت جسر الطابقين، الذي يؤدي مباشرةً إلى الجسر المعلّق الرابط بالمنطقة الخضراء شديدة التحصين، التي تضم مقرات الحكومة والبرلمان، والبعثات الأجنبية، وفي مقدمتها السفارة الأمريكية.
كما أشار المصدر أن "الإغلاق مؤقت ومرتبط بالاستعراض العسكري لحركة ربع الله".
هجمات متكررة
ويشهد العراق هجمات بين فترات متباينة، منذ العام الماضي، تستهدف السفارة الأمريكية وقوات التحالف الدولي المنتشرة في قواعد عسكرية بأرجاء البلاد.
وقبل أيام استهدفت سبعة صواريخ، قاعدة بلد الجوية العسكرية، التي تضمّ أمريكيين، والواقعة شمال بغداد، وذلك في أحدث هجوم من سلسلة هجمات مماثلة تنسبها واشنطن عادة لفصائل موالية لإيران في العراق.
فيما قال مصدر أمني تحدث لوكالة الأنباء الفرنسية -لم تذكر اسمه- قال إن الهجوم على القاعدة لم يسفر عن ضحايا أو أضرار داخل القاعدة، موضحاً أن صاروخين سقطا داخلها، بينما سقطت خمسة صواريخ في قرية البو حسن القريبة.
وتملك كلّ من الولايات المتحدة وإيران حضوراً عسكرياً في العراق، إذ تقود الولايات المتحدة التحالف الدولي الذي يساعد العراق في محاربة تنظيم "داعش" منذ 2014، وتنشر نحو 2500 عسكري في البلاد.
من جهتها تدعم إيران قوات الحشد الشعبي المنضوية في إطار الدولة العراقية، وهي عبارة عن تحالف فصائل عسكرية، يضم العديد من المجموعات الموالية لطهران.
مع كل هجوم يستهدف قواعد فيها قوات أمريكية وأخرى من التحالف، تهدّد واشنطن بالرد، متوعدة بجعل إيران تدفع الثمن.
كانت واشنطن قد استهدفت بالفعل، 26 فبراير/شباط الماضي، كتائب "حزب الله" العراقي، عند الحدود مع سوريا، وهو فصيل موالٍ لإيران، وجاء ذلك رداً على استهداف الأمريكيين في العراق.
حينها قال الرئيس الأمريكي، جو بايدن، إن الضربات الجوية الأمريكية في شرق سوريا يجب أن تنظر إليها إيران على أنها تحذير.
يُشار إلى أنه ينتشر في العراق نحو 3000 جندي من قوات التحالف الدولي، بينهم 2500 جندي أمريكي لمحاربة تنظيم "داعش" في البلاد.