وصف السفير البريطاني في بيروت، مارتين لوغدين، الخميس 25 مارس/آذار 2021، القادة السياسيين في لبنان بـ"الراقصين" على حافة الهاوية، داعياً إياهم إلى تحمُّل المسؤولية، وذلك في بيان نشرته السفارة البريطانية في بيروت، على "تويتر"، تعليقاً على الأزمة السياسية المستمرة بالبلاد.
تعليق السفير البريطاني تزامن مع دعوة السفيرة الأمريكية في بيروت، دوروثي شيا، الخميس، السياسيين اللبنانيين إلى تنحية خلافاتهم جانباً؛ لإنقاذ البلاد من أزماتها العديدة، وذلك بعد أشهر من الخلافات التي تحول دون التوصل إلى اتفاق بشأن تشكيل حكومة جديدة.
"كارثة لا يمكن منعها"
السفير البريطاني قال في المناسبة نفسها، إن القادة السياسيين "يرقصون على حافة الهاوية"، مردفاً: "على جميع الأطراف تحمُّل المسؤولية والتحرك".
كما أضاف: "البديل الوحيد لذلك (لعدم إنهاء الأزمة السياسية) هو كارثة لا يستطيع أصدقاء لبنان منعها، هذا هو الخيار".
دعوة أمريكية
إذ انضمت السفيرة الأمريكية دوروثي شيا لمجموعة من المسؤولين الغربيين الذين يحثون الزعماء المنقسمين، على الاتفاق على حكومة جديدة تعالج الانهيار الاقتصادي في لبنان والذي يمثل أسوأ أزمة تشهدها البلاد منذ عقود.
المتحدثة نفسها قالت في تصريحات بعد لقائها بالرئيس اللبناني ميشال عون: "بعد ما يقرب من ثمانية أشهر من دون حكومة كاملة الصلاحيات… ألم يحن الوقت للتنازل عن المطالب، والبدء في تقديم تنازلات؟".
كما صرحت شيا قائلة: "في الوقت الراهن هناك حاجة لزعماء شجعان مستعدين لتنحية خلافاتهم الحزبية جانباً والعمل معاً على إنقاذ البلاد من الأزمات المتعددة، ومداواة الجروح التي تعانيها".
خلافات سياسية
بسبب خلافات سياسية، يعجز لبنان عن تشكيل حكومة جديدة لتحل محل حكومة تصريف الأعمال الراهنة، برئاسة حسان دياب، والتي استقالت بعد 6 أيام من انفجار مرفأ بيروت في 4 أغسطس/آب الماضي.
والإثنين، زادت حدة أزمة تشكيل الحكومة، عقب تبادل الاتهامات بين الرئيس ميشال عون ورئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، إثر اللقاء الـ18 بينهما، دون التوصل لاتفاق حول الملف.
يذكر أنه تم تكليف الحريري رسمياً بتشكيل الحكومة، في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، لكنه لم يتمكن من إتمام المهمة، بسبب الخلافات السياسية، في وقت تشهد البلاد فيه أزمة اقتصادية حادة تلامس الانهيار.ᐧ
أزمة مالية خانقة تضرب لبنان
تصاعدت في الأسابيع القليلة الماضية، مع خسارة الليرة اللبنانية نحو 90% من قيمتها وقطع المحتجين الطرق الرئيسية وإغلاق المتاجر.
من جهته، قال صندوق النقد الدولي، الخميس، إن تشكيل حكومة لبنانية جديدة ذات تفويض واضح، ضروري لتنفيذ إصلاحات اقتصادية تشتد الحاجة إليها لانتشال البلد من أزمته المالية.
يقول المانحون الأجانب إنهم لن يقدموا يد العون للبنان، الغارق في الديون، ما لم يعالج الساسة اللبنانيون مشاكل الفساد والهدر، باعتبارها السبب الرئيسي للانهيار.
إذ أكد جيري رايس، المتحدث باسم صندوق النقد، في مؤتمر صحفي مقرر سلفاً، أنه "من الضروري تشكيل حكومة جديدة على الفور وبتفويض قوي لتطبيق الإصلاحات الضرورية".
كما شدد على أن "التحديات التي يواجهها لبنان والشعب اللبناني أضخم من المعتاد، وبرنامج الإصلاح هذا تشتد الحاجة إليه".